لا تَنَاجَشُوا

حديث: لا تَنَاجَشُوا

عن عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن النجش.

متفق عليه: رواه مالك في البيوع (٩٧) عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر فذكره.

عن عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن النجش.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث النهي عن النجش، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنِ النَّجْشِ".
(متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب البيوع، باب النهي عن النجش، ومسلم في صحيحه، كتاب البيوع، باب تحريم النجش)

أولاً. شرح المفردات:

* نهى: أي حرَّمَ وزجرَ عن فعل هذا الأمر.
* النجش: في اللغة: مصدر نَجَشَ يَنْجُشُ نَجْشًا. وأصله من الإثارة والإغواء.
وفي الاصطلاح الشرعي: هو أن يزيد في ثمن سلعة يُنادى عليها في السوق أو المزاد، ولا رغبة له في شرائها، بل يقصد أن يغُرَّ غيره من المشترين. أي أن يظهر أنه مهتم بالسلعة ويريد شراءها بسعر مرتفع ليوهم الآخرين بقيمتها فيدفعوا أكثر، وهو في الحقيقة لا يريد شراءها.

ثانيًا. شرح الحديث:

يُحذّر النبي ﷺ في هذا الحديث من سلوك خادع وغشاش في المعاملات التجارية، ألا هو "النجش".
كيفية النجش:
يتفق البائع مع شخص (يسمى الناجش) ليأتي أثناء بيع السلعة في المزاد أو في السوق، فيبدأ برفع سعرها، فيظن المشترون الحقيقيون أن هذه السلعة مرغوبة وذات قيمة عالية، فيتنافسون في شرائها ويدفعون أسعارًا أعلى من قيمتها الحقيقية. والناجش لا يقصد الشراء أصلًا، وإنما هو مخادع ومُضلِّل للآخرين.
حكم النجش:
النجش حرام بإجماع العلماء، لأنه نوع من الغش والخداع والتدليس، وهو من الكبائر التي تؤذي المسلمين وتُفسد نقاء المعاملات وتُذهب بالثقة بينهم. وهو من أكل أموال الناس بالباطل.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد:

1- تحريم الغش والخداع في المعاملات: يوضح الحديث أن الإسلام يحرص على إقامة المعاملات على أساس من الصدق والأمانة والوضوح، وينهى عن كل ما فيه غش أو تدليس أو احتيال.
2- الحفاظ على حقوق الناس وأموالهم: النجش اعتداء على حق المشتري، حيث يدفعه لشراء سلعة بسعر لا يعكس قيمتها الحقيقية، فيخسر ماله.
3- النهي عن التواطؤ على الإضرار بالغير: اتفاق البائع مع الناجش هو تواطؤ على الإضرار بالمسلمين، وهو أمر محرم.
4- بناء المجتمع على الثقة: مثل هذه التصرفات تهدم جسور الثقة بين أفراد المجتمع، وتُفشي الشحناء والعداوة.
5- سعة مفهوم البر والإحسان: ليس البر في العبادات فقط، بل يتعداه إلى المعاملات، فالتاجر الأمين الصدوق الذي يبتعد عن هذه الممارسات يكون من الصديقين والشهداء يوم القيامة، كما في الحديث.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:

* هل يختص النجش بالمزادات؟ جمهور العلماء على أن النجش محرم في جميع صور البيع إذا وقع فيه خداع وغش، سواء كان في مزاد علني أو في بيع عادي.
* حكم البيع إذا وقع فيه النجش: إذا اشترى الشخص سلعة بسبب النجش، فله الخيار بين إمضاء البيع أو فسخه، لأنه دُفع إلى الشراء بسبب غش وخديعة.
* الفرق بين النجش والبيع بالحيلة (التحريش): النجش هو رفع السعر بغير رغبة في الشراء، أما التحريش (أو البيع على البيع) فهو أن يقول للمشتري: افسخ الشراء وأنا أبيعك مثلها بأرخص، فيفسخ المشتري الأول ثم يتراجع الثاني عن وعده.
اللهم اجعلنا من الصادقين الأمناء، ووفقنا لترك الغش والخداع في معاملاتنا، وارزقنا الحلال الطيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في البيوع (٩٧) عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر فذكره. ورواه البخاري في البيوع (٢١٤٢)، ومسلم في البيوع (١٥١٦) كلاهما من طريق مالك به مثله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 476 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تَنَاجَشُوا

📜 حديث: لا تَنَاجَشُوا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تَنَاجَشُوا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تَنَاجَشُوا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تَنَاجَشُوا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية