حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الاستثناء في عقد البيع شيئًا مجهولًا

عن جابر بن عبد اللَّه قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة -قال أحدهما: بيع السنين هي المعاومة-، وعن الثنيا ورخص في العرايا.

صحيح: رواه مسلم في البيوع (١٥٣٦: ٨٥) عن طريق حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن أبي الزبير وسعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة -قال أحدهما: بيع السنين هي المعاومة-، وعن الثنيا ورخص في العرايا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

الحديث:


"نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة -قال أحدهما: بيع السنين هي المعاومة-، وعن الثنيا ورخص في العرايا."


1. شرح المفردات:


● المحاقلة: بيع الزرع الذي لا يزال في سنابله (قبل أن ييبس ويصبح حبًا) بطعام (كالقمح أو الشعير) معروف المقدار.
● المزابنة: بيع الثمرة التي لا تزال على الشجر (كالعنب أو التمر) بتمر أو زبيب معروف المقدار. وهي نوع من البيوع التي فيها غرر وجهالة.
● المعاومة: بيع ثمرة الشجر لسنوات قادمة (سنتين أو أكثر)، وهي بيع مجهول العاقبة لما قد يحدث للشجر من آفات أو جفاف.
● المخابرة: هي أن يعطي الرجل أرضه لآخر ليزرعها على أن يأخذ صاحب الأرض جزءًا معينًا من المحصول (مثل النصف أو الثلث). وقد نهى عنها النبي ﷺ لأنها تشبه إجارة الأرض، وقد تؤدي إلى النزاع.
● الثنيا: هي استثناء جزء من المبيع دون تحديد صفاته أو مقداره بشكل واضح، مثل أن يقول البائع: "بعتك هذه الشاة إلا ذراعها" دون بيان أي ذراع أو صفاتها، مما يسبب غررًا ونزاعًا.
● العرايا: هي رخصة خاصة تسمح لصاحب الحاجة (الفقير أو المحتاج) أن يشتري ثمرة نخله (التي لا تزال رطبًا على الشجر) بتمر يابس معروف المقدار، وذلك لقضاء حاجته من الرطب دون وقوع في الربا أو الغرر. وقد رخص فيها النبي ﷺ للحاجة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ في النهي عن البيوع المحرمة التي فيها غرر أو جهالة أو شبهة ربا، والتي قد تؤدي إلى الخصام والظلم.
- النهي عن المحاقلة والمزابنة لأنهما من بيوع الغرر: فبيع الزرع أو الثمر قبل اكتماله مجهول المقدار والجودة، وقد يؤدي إلى التبايع بما لا يضمنه البائع أو المشتري.
- النهي عن المعاومة (بيع السنين) لأنه بيع مجهول لمحصول سنوات قادمة، وهو غرر كبير.
- النهي عن المخابرة لأنها تشبه إجارة الأرض بجزء من محصولها، وقد نهى النبي ﷺ عن ذلك لما فيه من جهالة في القدر والمقدار.
- النهي عن الثنيا لأنه استثناء غير محدد، مما يفتح باب النزاع والغش.
- الرخصة في العرايا هي استثناء من النهي عن المزابنة للحاجة، حيث رخص النبي ﷺ لمن يملك نخلاً ويحتاج إلى الرطب أن يبيعه بتمر معروف المقدار (مثلاً: بيع رطب نخلة بخمسة كيلو من التمر) لدفع الحاجة.


3. الدروس المستفادة:


1- تحريم البيوع التي فيها غرر أو جهالة: لأنها تسبب النزاع والظلم، وتخالف مقاصد الشريعة في العدل والشفافية.
2- مراعاة الحاجة في الرخصة: كما في رخصة العرايا، حيث رخص النبي ﷺ للحاجة مع ضبط الضوابط الشرعية.
3- سد الذرائع إلى الحرام: النهي عن هذه البيوع سدًا لذرائع الربا والغش والخصام.
4- العدل والوضوح في المعاملات: الإسلام يحث على الوضوح والصدق في البيع والشراء، ونهى عن كل ما يخالف ذلك.


4. معلومات إضافية:


- هذه البيوع المحرمة تدخل في باب "بيوع الغرر" التي نهى عنها النبي ﷺ، كما في حديث: "نهى رسول الله ﷺ عن بيع الغرر" (رواه مسلم).
- العرايا رخصة بمقدار الحاجة، وقد حدد الفقهاء أن تكون دون خمسة أوسق (أي حوالي 650 كيلوغرامًا) لئلا تتسع وتصبح ذريعة للربا.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين حرص الشريعة على مصلحة الناس في معاملاتهم، ودفع الضرر عنهم.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البيوع (١٥٣٦: ٨٥) عن طريق حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن أبي الزبير وسعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
ورواه أبو داود (٣٤٠٥)، والترمذي (١٢٩٠)، وغيرهما من طريق يونس بن عبيد، عن عطاء، عن جابر، فذكر مثله، وزاد فيه: «والثنيا إلا أن تعلم».
وبيع الثنيا المنهي عنه أن يبيع ثمر حائطه، ويستثني منه جزءا غير معلوم، ولكن لو استثنى منه جزءا معلوما لجاز البيع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 479 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة

  • 📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب