حديث: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع الحاضر للبادي

عن طلحة بن عبيد اللَّه قال: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد.

حسن: رواه أبو داود (٣٤٤١) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن سالم المكي، أن أعرابيا حدّثه أنه قدم بحلوبة له على عهد رسول اللَّه ﷺ، فنزل على طلحة بن عبيد اللَّه، فقال: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد، ولكن اذهب إلى السوق، فانظر من يبايعك؟ فشاورني حتى آمرك أو أنهاك.

عن طلحة بن عبيد اللَّه قال: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد.
(رواه البخاري ومسلم وغيرهما)


1. شرح المفردات:


● حاضر: هو سكان المدن والقرى، أي من يعيش في الحضر ويعرف أحوال السوق وأسعارها.
● باد: هو سكان البادية، أي من يعيش في الصحراء أو الأرياف، وغالبًا ما يكون قليل المعرفة بأحوال الأسواق والتجارة في المدن.
● يبيع حاضر لباد: أي أن يتوسط الحضري للبدوي في بيع سلعته، فيشتريها منه ثم يبيعها لآخرين، أو يتولى البيع نيابة عنه.


2. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ أن يتولى الحضري بيع سلعة البدوي نيابة عنه، أو أن يشتريها منه ثم يبيعها بسعر أعلى دون علم البدوي بحقيقة السوق. والنهي هنا للتحريم عند كثير من العلماء، لأنه يؤدي إلى استغلال جهل البدوي بأحوال السوق، وقد يحرمه من الربح الحقيقي الذي كان سيحصل عليه لو باع سلعته بنفسه.
والمقصود بالنهي هو أن يتوسط الحضري للبدوي في البيع دون أن يكون له مصلحة حقيقية في السلعة، بل يقصد الاستغلال والربح على حساب جهل البائع. أما إذا كان الوسيط وكيلًا بالبيع بأجر معلوم، أو يشاركه في الربح بطريقة واضحة، فلا بأس بذلك بشرط أن يكون بالتراضي والشفافية.


3. الدروس المستفادة منه:


- تحريم الاستغلال والغش في المعاملات، خاصة استغلال جهل الآخرين وضعف معرفتهم بالسوق.
- الحث على العدل والشفافية في البيع والشراء، ومراعاة حقوق البائعين خاصة من كان قليل الخبرة.
- النهي عن التطفيف في الكيل والميزان، وهو من صور الظلم التي حذر منها الإسلام.
- التأكيد على أهمية الأمانة في التعاملات التجارية، وعدم الانتفاع على حساب الآخرين بطرق غير مشروعة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدخل في باب "النَهي عن تلقي الركبان" (أي استقبال التجار القادمين من خارج المدينة لشراء بضائعهم قبل وصولهم السوق)، وهو من صور الاستغلال المنهي عنها.
- بعض العلماء قيد النهي بما إذا كان الوسيط لا يفيد البائع، بل يضره باستغلال جهله. أما إذا كان الوسيط يعمل لصالح البائع (كأن يكون وكيلًا بأجر أو شريكًا بالربح) بطريقة عادلة، فلا حرج في ذلك.
- هذا النهي يشمل كل صور الاستغلال التجاري، وليس فقط بين الحضري والبدوي، بل يمتد إلى أي معاملة فيها غش أو استغلال لجهل أحد الطرفين.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يردنا إلى دينه ردًا جميلًا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٤٤١) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن سالم المكي، أن أعرابيا حدّثه أنه قدم بحلوبة له على عهد رسول اللَّه ﷺ، فنزل على طلحة بن عبيد اللَّه، فقال: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد، ولكن اذهب إلى السوق، فانظر من يبايعك؟ فشاورني حتى آمرك أو أنهاك.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد صرح بالتحديث عند الإمام أحمد (١٤٠٤) في سياق أطول من هذا، وسبق تخريجه في كتاب الزكاة، في عدم التعدي على الصدقات.
وسالم المكي هو سالم بن أبي أمية أبو النضر، كما جاء التصريح به في مسند أحمد.
وفي الباب ما روي عن ابن أبي يزيد أن رسول اللَّه ﷺ قال: «دعوا الناس يُصيب بعضهم من بعض، فإذا استنصح أحدكم أخاه فلينصحه».
رواه أحمد (١٥٤٥٥)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٥٤)، وعبد بن حميد (٤٣٨) كلهم من طرق عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد، عن أبيه قال: حدثني أبي أن رسول اللَّه ﷺ قال فذكر الحديث.
وحكيم بن أبي يزيد لم يوثّقه غير ابن حبان، ثم اختلف هل هو حكيم بن أبي يزيد، عن أبيه، عن جده، كما عند أحمد، أو حكيم بن أبي يزيد، عن أبيه، كما عند غيره، دون ذكر جده؟ وقد أشار إلى هذا الاختلاف ابن حجر في «الإصابة» في ترجمة أبي يزيد.
والراوي عنه عطاء بن السائب مختلط، وجميع من روى عنه هذا الحديث رواه بعد الاختلاط، وبه أعله الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٨٣).
وقد كره أكثر أهل العلم بيع الحاضر للبادي حملا على أن النهي للتحريم؛ لأن بيع الحاضر للبادي يفوت مصلحة البيع والشراء، وهي أن اللَّه يرزق بعضهم من بعض.
وذهب بعضهم إلى أن النهي للإرشاد دون التحريم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 467 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد

  • 📜 حديث: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب