حديث: أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل العتق

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «أيما رجل أعتق امرأ مسلما، استنقذ اللَّه بكل عضو منه عضوا منه من النار».
قال سعيد بن مرجانة: فانطلقت به إلى علي بن حسين، فعمد علي بن حسين ﵄ إلى عبد له قد أعطاه به عبد اللَّه بن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار، فأعتقه.

متفق عليه: رواه البخاري في العتق (٢٥١٧)، ومسلم في العتق (١٥٠٩: ٢٤) كلاهما من طريق عاصم بن محمد العمرى، حدثني واقد بن محمد (يعني أخاه)، حدثني سعيد بن مُرجانة صاحب علي بن حسين قال: قال لي أبو هريرة رضي الله عنه فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: «أيما رجل أعتق امرأ مسلما، استنقذ اللَّه بكل عضو منه عضوا منه من النار».
قال سعيد بن مرجانة: فانطلقت به إلى علي بن حسين، فعمد علي بن حسين ﵄ إلى عبد له قد أعطاه به عبد اللَّه بن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار، فأعتقه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي سألت عنه هو من الأحاديث التي تحث على عتق الرقاب وتحرير العبيد، وهو من أعظم القربات إلى الله تعالى.

أولاً. نص الحديث ورواته:


الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«أيما رجل أعتق امرأ مسلماً، استنقذ الله بكل عضو منه عضواً منه من النار».
ثم ذكر الراوي سعيد بن مرجانة أنه انطلق بهذا الحديث إلى علي بن حسين (زين العابدين) رحمه الله، فما كان من علي بن حسين إلا أن أعتق عبداً له كان قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار.

ثانياً. شرح المفردات:


● أيما رجل: أي كل رجل مهما كان.
● أعتق: حرر وأطلق سراح عبدٍ أو أمة.
● امرأ مسلماً: عبداً مسلماً، سواء كان ذكراً أو أنثى.
● استنقذ: أنقذ وخلص.
● بكل عضو منه: يقصد كل عضو من أعضاء المعتَق (العبد الذي تم عتقه).
● عضواً منه: أي عضواً من أعضاء المعتِق (الذي أعتق العبد).

ثالثاً. شرح الحديث:


معنى الحديث أن من أعتق عبداً مسلماً، فإن الله تعالى يجازيه على هذا العمل الصالح بأن ينجي من النار بقدر ما أنقذ من العبد، فكل عضو من أعضاء العبد الذي حرره يقابله عضو من أعضاء المعتِق ينجو من النار.
فمثلاً: إذا أعتق عبداً له عينان، فإن الله ينجي عينيه من النار، وإذا أعتق عبداً له رجلان، فإن الله ينجي رجليه من النار، وهكذا.
وهذا يدل على عظم أجر عتق الرقاب، وأنه سببٌ عظيم للنجاة من النار، وفيه تشجيع للمسلمين على الإكثار من هذا العمل الصالح.

رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل عتق الرقاب: فهو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد جاءت النصوص الكثيرة في الحث عليه، ومنها قوله تعالى: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ [البلد: 13]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار» (متفق عليه).
2- الجزاء من جنس العمل: كما أنقذ العبد من الرق والعبودية للبشر، أنقذ الله المعتِق من عذاب النار وعبودية الشيطان.
3- الحرص على فعل الخير عند سماع الفضل: كما فعل علي بن حسين رحمه الله عندما سمع هذا الحديث، بادر إلى عتق عبده، مع أن قيمته كانت عالية (عشرة آلاف درهم أو ألف دينار)، وهذا يدل على حرص السلف على العمل بالعلم وعدم التأخر في فعل الخير.
4- الترغيب في إنقاذ المسلمين من العذاب: سواء كان عذاب الدنيا (الرق) أو عذاب الآخرة (النار).

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
- عتق الرقاب من الكفارات العظيمة في الإسلام، ككفارة القتل الخطأ، وكفارة الظهار، وغيرها.
- كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يحرصون على عتق الرقاب، ويتسابقون إلى ذلك، ومنهم من كان يعتق العبيد في كل يوم أو في كل جمعة.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على المشاركة في مشاريع تحرير الرقاب في زماننا، كفك أسير أو تحرير عبد في البلاد التي ما زال الرق موجوداً فيها، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الخيرية الموثوقة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعتق رقابنا من النار، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في العتق (٢٥١٧)، ومسلم في العتق (١٥٠٩: ٢٤) كلاهما من طريق عاصم بن محمد العمرى، حدثني واقد بن محمد (يعني أخاه)، حدثني سعيد بن مُرجانة صاحب علي بن حسين قال: قال لي أبو هريرة رضي الله عنه فذكره.
وعلي بن الحسين هو ابن علي بن أبي طالب، زين العابدين.
ورواه أحمد (٩٤٤١)، وابن الجارود (٩٦٨)، والبيهقي (٦/ ٢٧٣) كلهم من طريق مكي بن إبراهيم، عن عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير، عن سعيد بن مرجانة، وزاد فيه: «حتى إنه ليعتق باليد اليدّ، وبالرجل الرجلَ، وبالفرج الفرجَ». ورجاله ثقات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار

  • 📜 حديث: أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب