حديث: من أعتق رجلاً مسلماً فهو فكاكه من النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل العتق

عن أبي نَجيح السلمي (هو عمرو بن عبسة) قال: حاصرنا مع رسول اللَّه ﷺ بقصر الطائف -قال معاذ: سمعت أبي يقول: بقصر الطائف، بحصن الطائف، كل ذلك- فسمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من بلغ بسهم في سبيل اللَّه عز وجل فله درجة». وساق الحديث. وسمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فإن اللَّه عز وجل جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرَّره من النار. وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة فإن اللَّه جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار يوم القيامة».

صحيح: رواه أبو داود (٣٩٦٥)، والترمذي (١٦٣٨)، والنسائي (٣١٤٣)، وصحّحه ابن حبان (٤٦١٥)،
والحاكم (٢/ ٩٥، ٣/ ٤٩ - ٥٠)، والبيهقي (١٠/ ٢٧٢)، وأحمد (١٧٠٢٢) كلهم من طرف عن هشام بن أبي عبد اللَّه، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيح السلمي قال فذكره، ومنهم من اختصره.

عن أبي نَجيح السلمي (هو عمرو بن عبسة) قال: حاصرنا مع رسول اللَّه ﷺ بقصر الطائف -قال معاذ: سمعت أبي يقول: بقصر الطائف، بحصن الطائف، كل ذلك- فسمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من بلغ بسهم في سبيل اللَّه ﷿ فله درجة». وساق الحديث. وسمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فإن اللَّه ﷿ جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرَّره من النار. وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة فإن اللَّه جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم يجمع بين فضل الجهاد في سبيل الله وفضل عتق الرقاب، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
أولاً: ترجمة الراوي ومتن الحديث:
الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو عن الصحابي الجليل أبي نجيح السلمي، واسمه عمرو بن عبسة رضي الله عنه، وهو من السابقين إلى الإسلام، وكان من أهل الصفة. وقد شهد مع رسول الله ﷺ غزوة الطائف.
ثانياً: شرح المفردات:
● حاصرنا مع رسول اللَّه ﷺ بقصر الطائف: أي شاركنا في حصار حصن الطائف الذي كان فيه ثقيف أثناء غزوة حنين والطائف.
● من بلغ بسهم في سبيل اللَّه: أي من أطلق سهمًا في القتال لتكون كلمة الله هي العليا، ووصل هذا السهم إلى العدو (ولو لم يقتله).
● فله درجة: أي درجة في الجنة، والدرجات في الجنة تتفاوت بحسب الأعمال.
● أعتق رجلاً مسلماً: أي أطلق سراح عبد مسلم وأعتقه من الرق.
● وقاء: الوقاء بمعنى الحماية والوقاية، كالستار الذي يمنع وصول النار.
● عظماً من عظام محرره: أي أن كل عظمة من عظام المعتِق ستكون حاجزًا وحماية لعظمة مقابلة من عظام المعتَق من النار.
ثالثاً: شرح الحديث:
1- الجزء الأول: فضل الجهاد والسهم في سبيل الله:
يقول النبي ﷺ: «من بلغ بسهم في سبيل اللَّه فله درجة».
- هذا الجزء يبين فضل الجهاد في سبيل الله، وأن المشاركة فيه ولو بأقل القليل (كإطلاق سهم واحد يصل إلى العدو) سبب لنيل درجة عالية في الجنة.
- "بلوغ السهم" يعني وصوله إلى صف العدو، حتى لو لم يصب أحداً، فالمقصود هو المشاركة الفعلية في القتال وإرهاب العدو، وهذا من أعظم القربات.
2- الجزء الثاني: فضل عتق الرقاب:
يقول النبي ﷺ: «أيما رجل مسلم أعتق رجلاً مسلماً فإن اللَّه جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظماً من عظام محرره من النار. وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة فإن اللَّه جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظماً من عظام محررها من النار يوم القيامة».
- هذا الجزء يوضح الفضل العظيم لعتق الرقاب، وهو من أعظم أبواب الخير والعتق من النار.
- المعنى: أن من أعتق عبداً مسلماً، فإن الله تعالى سيحمي بكل عظمة من عظام المعتِق (الذي أعتق) عظمة مقابلة من عظام المعتَق (العبد الذي أُعتق) من نار جهنم.
- التشبيه بالعظام للدلالة على شمولية الحماية وكمالها، فالعظام هي أساس البنية، فكأن الحماية تشمل كل جزء من أجزاء الجسم.
- الحديث يساوي بين الرجل والمرأة في هذا الفضل، فمن أعتقت أمة مسلمة فلها نفس الأجر.
رابعاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- فضل الجهاد في سبيل الله: وأن المسلم يثاب على نيته وعمله ولو كان قليلاً، ما دام خالصاً لوجه الله.
2- فضل عتق الرقاب: وهو من أفضل القربات التي تُقرّب العبد من ربه، وتكون سبباً في النجاة من النار.
3- العدل والمساواة في الأجر: بين الرجل والمرأة، فكل منهما مُثاب على عمله الصالح.
4- الحث على المشاركة في الجهاد: ولو بالقليل، فالسهم الواحد قد يرفع درجة العبد في الجنة.
5- التكافل الاجتماعي في الإسلام: فإعتاق الرقاب يدل على الرحمة والتعاون على البر والتقوى.
خامساً: معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على عظم مكانة الجهاد وفضل المساهمة فيه، حتى لو كان المجاهد لا يقتل عدواً، بل只要 ساهم في إرهاب الأعداء ونصرة الدين.
- كما يدل على أن عتق الرقاب من أسباب عتق المسلم من النار، وقد وردت نصوص كثيرة في فضله، منها قوله ﷺ: «أيما امرئ مسلم أعتق امرءاً مسلماً كان فكاكه من النار» (رواه البخاري).
- ينبغي للمسلم أن يسعى في فك الرقاب والتخفيف عن المسلمين، سواء بالعتق المباشر أو المساهمة في دفع الكفارات أو المشاركة في برامج تحرير الأسرى.
أسأل الله أن يجعلنا من المجاهدين في سبيله، المعتقين لأنفسهم وإخوانهم من النار، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٩٦٥)، والترمذي (١٦٣٨)، والنسائي (٣١٤٣)، وصحّحه ابن حبان (٤٦١٥)،
والحاكم (٢/ ٩٥، ٣/ ٤٩ - ٥٠)، والبيهقي (١٠/ ٢٧٢)، وأحمد (١٧٠٢٢) كلهم من طرف عن هشام بن أبي عبد اللَّه، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيح السلمي قال فذكره، ومنهم من اختصره.
قال الترمذي: «هذا حديث صحيح. وأبو نَجيح هو عمرو بن عبسة».
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: سالم بن أبي الجعد يروي هذا الحديث عن معدان بن أبي طلحة، كما يروي عن رجل، عن أبي نَجيح، فالظاهر أن المبهم هو معدان بن أبي طلحة.
كما يروي عن كعب بن مرة، ولكن أدخل شعبة بينهما شرحبيل بن السمط، رواه أبو داود (٣٩٦٧)، والطحاوي في مشكله (٧٢٦).
قال أبو داود: «لم يسمع سالم بن أبي الجعد من شرحبيل بن السمط».
وكذلك رواه ابن ماجه (٢٥٢٢) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد.
وقد وصف سالم بن أبي الجعد بالتدليس، وكثرة الإرسال.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 2 من أصل 53 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أعتق رجلاً مسلماً فهو فكاكه من النار

  • 📜 حديث: من أعتق رجلاً مسلماً فهو فكاكه من النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أعتق رجلاً مسلماً فهو فكاكه من النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أعتق رجلاً مسلماً فهو فكاكه من النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أعتق رجلاً مسلماً فهو فكاكه من النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب