حديث: الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خير الشهود الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها خوفا من ضياع الحقوق

عن زيد بن خالد الجهنيّ، أن رسول الله ﷺ قال: «ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها، أو يخبر بشهادته قبل أن يسألها».

صحيح: رواه مالك في الأقضية (٣) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبي عمرة الأنصاريّ، عن زيد بن خالد الجهنيّ، فذكره.

عن زيد بن خالد الجهنيّ، أن رسول الله ﷺ قال: «ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها، أو يخبر بشهادته قبل أن يسألها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الشُّهَدَاءِ؟ الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا، أَوْ يُخْبِرُ بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا».


1. شرح المفردات:


● أَلا أُخْبِرُكُمْ: ألا استفتاحية للتنبيه، أي: هَلُمَّ أُخبِركم.
● بِخَيْرِ الشُّهَدَاءِ: الشهود جمع شاهد، وهو من يحضر الواقعة ليشهد بها. وخيرهم: أفضَلُهم منزلةً وأعظمهم أجرًا.
● يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ: يأتي إلى الحاكم أو صاحب الحق مُبادرًا بأداء الشهادة.
● قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا: قبل أن يُطلَب منه ذلك أو يُستدعى للشهادة.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث صفة الشاهد الأمثل، الذي يترفع عن التقصير والتواني في أداء الأمانة التي حملها.
فليس خير الشهود من ينتظر حتى يُستدعى أو يُلحَّ عليه في الطلب، بل خيرهم وأفضلهم هو:
● الذي يبادر إلى أداء الشهادة من تلقاء نفسه، بمجرد علمه بالحاجة إليها.
● يُخبر بشهادته قبل أن يُسألها، أي يَعرضها على صاحب الحق أو القاضي دون تردد أو مماطلة.
فهذا الفعل يدل على:
● قوة الدين والورع: خوفًا من كتمان الشهادة الذي هو من كبائر الذنوب، قال تعالى: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} [البقرة: 283].
● النصح للمسلمين: وإرادة إقامة الحق وإنصاف المظلوم، فهو يؤدي شهادته لوجه الله تعالى، طالبًا الأجر، لا لمغنم دنيوي.
● الشجاعة والأمانة: حيث يتحمل مسؤولية الشهادة ويؤديها في وقتها المناسب، مما يعين على إقامة العدل.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على المبادرة في فعل الخير: خاصة ما يتعلق بحقوق العباد وإقامة العدل بينهم.
2- ذم التكاسل والتأخر في أداء الشهادة: الذي قد يؤدي إلى ضياع الحقوق أو تعطيلها.
3- بيان أهمية الشهادة وأجرها العظيم: فهي أمانة عظيمة، والمبادرة إلى أدائها تدل على إخلاص صاحبها.
4- التربية على تحمل المسؤولية: فالمسلم لا يكون سلبيًا، بل إيجابيًا يبادر إلى ما فيه مصلحة للمجتمع وإقامة للشرع.
5- التحذير من كتمان الشهادة: الذي يعد من الذنوب العظيمة، والمبادر إلى أدائها وقاية من الوقوع في هذا الإثم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب القضاء والشهادة.
- يدخل في هذا المعنى أيضًا: المبادرة إلى الشهادة في الأمور التي لا يعلمها إلا الشاهد، كالحوادث أو الوصايا أو الديون، خشية أن يموت صاحب الحق أو يضيع الحق.
- الفرق بين هذا الشاهد وغيره: أن بعض الناس قد يؤدي الشهادة إذا طُلبت منه، وهذا واجب، ولكن الأفضل والأكمل أن يبادر بها. وآخر قد يمتنع أو يتلكأ، وهذا آثم. فالخيرية هنا في درجة الفضل والكمال في أداء هذه العبادة العظيمة.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يقيمون الحق ويشهدون بالعدل، وأن يعيننا على أداء الأمانات إلى أهلها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الأقضية (٣) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبي عمرة الأنصاريّ، عن زيد بن خالد الجهنيّ، فذكره.
ورواه مسلم في الأقضية (١٧١٩) من طريق مالك به، باللفظ الأوّل.
ورواه ابن عبد البر في «التمهيد» (١٧/ ٢٩٥) من طريق ابن وهب عن مالك، به، مثله. ثمّ قال ابن وهب: «وسمعت مالكًا يقول في تفسير هذا الحديث: إنه الرّجل تكون عنده الشهادة في الحق يكون للرجل لا يعلم بذلك قبل. فيخبر بشهادته ويرفعها إلى السلطان».
قال ابن وهب: «وبلغني عن يحيى بن سعيد (هو الأنصاري شيخ مالك) أنه قال: من دُعي لشهادة عنده، فعليه أن يجيب إذا علم أنه ينتفع بها الذي يشهد له بها، وعليه أن يؤديها، ومن كانت عنده شهادة لا يعلم بها صاحبها، فليؤدها قبل أن يسأل عنها، فإنه كان يقول: من أفضل الشهادات شهادة أداها صاحبها قبل أن يسألها».
قال ابن عبد البر: تفسير مالك ويحيى بن سعيد لهذا الحديث أولي ما قيل به فيه».
قال الأعظمي: وعلى ضوء تفسير مالك وشيخه يحيى الأنصاري يجمع بين هذا الحديث وحديث عمران بن حصين السابق النذين ظاهرهما التعارض، فيكون المراد بحديث زيد بن خالد هذا من عنده شهادة الإنسان بحق لا يعلم بها صاحبها فيأتي إليه فيخبره بها أو يخبر السلطان بها.
قال الحافظ: «وهذا من أحسن الأجوبة». الفتح (٥/ ٢٦٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 40 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها

  • 📜 حديث: الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب