من أظهر لنا خيرًا آمناه وقرّبناه

حديث: من أظهر لنا خيرًا آمناه وقرّبناه

عن عمر بن الخطّاب قال: إن أناسًا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله ﷺ وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذ الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا آمنَّاه وقرَّبناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة.

صحيح: رواه البخاريّ في الشهادات (٢٦٤١) عن الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب، عن الزّهريّ، قال: حَدَّثَنِي حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن عبد الله بن عتبة، قال: سمعت عمر بن الخطّاب، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو من جوامع الكلم التي تدل على فقهه العميق وحكمته في إدارة شؤون الدولة الإسلامية.

أولاً. شرح المفردات:

● يؤخذون بالوحي: أي يُحكم عليهم بما ينزل على النبي ﷺ من القرآن أو الوحي الذي يكشف بواطنهم.
● الوحي قد انقطع: بانتهاء زمن النبوة بوفاة الرسول ﷺ.
● بما ظهر لنا من أعمالكم: بالأمور الظاهرة التي نراها ونعلمها منكم.
● آمنَّاه وقرَّبناه: وثقنا به وقربناه منا وأعطيناه ولاية أو مسؤولية.
● سريرته: ما يخفيه في نفسه ولا يظهره لأحد.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبرنا الفاروق عمر رضي الله عنه أن في عهد النبي ﷺ كان الوحي ينزل فيكشف للنبي أحوال الناس الباطنة، فكان يُحكم على الشخص بما يعلمه الوحي من نيته وحقيقته، حتى لو خفيت على الناس. وبعد وفاة النبي ﷺ انقطع الوحي، فأصبح الحكم على الناس يقوم على الظاهر فقط، لأننا لا نعلم الغيب ولا نطلع على القلوب. فمن أظهر لنا الخير من طاعة واستقامة وحسن تعامل، قبلناه ووثقنا به وأعطيناه المكانة التي تليق به، وليس لنا أن نحكم على نيته الباطنة، فذلك إلى الله تعالى يحاسبه عليها يوم القيامة. ومن أظهر لنا السوء من معصية وانحراف وخيانة، لم نأمنه ولم نصدقه إذا ادعى أن نيته حسنة، لأننا نحكم على ما نراه فقط.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- الحكم على الظاهر: وهذا أصل عظيم في الإسلام، فالقاضي والمحكم يجب أن يبنى حكمه على الأدلة الظاهرة والبينات، ولا يتعدى إلى النوايا والبواطن.
2- النيّة بين العبد وربه: النية أمر باطني لا يعلمه إلا الله، فلا يجوز لأحد أن يفتش في نوايا الناس أو يحكم عليها.
3- المنهج العملي في التعامل: يجب على المجتمع والدولة أن تبني تعاملها مع الأفراد على السلوك الظاهر، فمن أظهر الخير كوفئ عليه، ومن أظهر الشر عوقب عليه.
4- العدل في الحكم: لا يجوز اتهام الناس أو الحكم عليهم بمجرد الظن أو التخمين، بل لابد من البينة والظاهر.
5- التفريق بين الحكم الدنيوي والأخروي: الحكام والقضاة يحكمون بالظاهر، أما الله فيحاسب على السريرة والنية.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل من أصول القضاء والحكم في الإسلام، وقد عمل به الخلفاء الراشدون ومن بعدهم.
- فيه رد على بعض الفرق التي تحكم على النوايا والقلوب، أو تتهم الناس بالكفر والنفاق بمجرد ظنونها.
- يستفاد منه أيضًا في موضوع التفسيق والتكفير، فلا يجوز تفسيق أو تكفير من أظهر الإسلام وحسن الخلق بمجرد الشك في نيته.
- يعلمنا هذا الحديث التوازن بين الاهتمام بالظاهر والباطن، فالمسؤول يحكم بالظاهر، ولكن على المسلم أن يهتم بسريرته ويحسن نيته لله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الشهادات (٢٦٤١) عن الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب، عن الزّهريّ، قال: حَدَّثَنِي حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن عبد الله بن عتبة، قال: سمعت عمر بن الخطّاب، قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أظهر لنا خيرًا آمناه وقرّبناه

📜 حديث: من أظهر لنا خيرًا آمناه وقرّبناه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أظهر لنا خيرًا آمناه وقرّبناه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أظهر لنا خيرًا آمناه وقرّبناه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أظهر لنا خيرًا آمناه وقرّبناه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية