حديث: إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

التسوية في النظر والإشارة

عن أم سلمة زوج النَّبِيّ ﷺ، عن النَّبِيّ ﷺ أنه قال: «إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان، فليسوّ بينهم بالنظر والمجلس والإشارة، ولا يرفع صوته على أحد الخصمين».

حسن: رواه الدَّارقطنيّ (٤/ ٢٠٥) والبيهقي (١٠/ ١٣٥) وأبو يعلي (٥٨٦٧) والطَّبرانيّ في الكبير (٢٣/ ٢٨٤) كلّهم من طرق عن عباد بن كثير، عن أبي عبد الله، عن عطاء بن يسار، عن أم سلمة فذكرته.

عن أم سلمة زوج النَّبِيّ ﷺ، عن النَّبِيّ ﷺ أنه قال: «إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان، فليسوّ بينهم بالنظر والمجلس والإشارة، ولا يرفع صوته على أحد الخصمين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث:


عن أم سلمة زوج النبي ﷺ، عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان، فليسوّ بينهم بالنظر والمجلس والإشارة، ولا يرفع صوته على أحد الخصمين».

1. شرح المفردات:


● ابتلي: أي اختبر وامتحن بحمل أمانة القضاء.
● القضاء: الفصل في الخصومات وإصدار الأحكام بين الناس.
● غضبان: حالة الغضب التي تغلب على العقل وتؤثر في الحكم.
● ليسوّ بينهم: أي يسوي بين الخصمين في المعاملة.
● بالنظر: النظر إليهما بنظرة واحدة دون تمييز.
● والمجلس: الجلوس والمكان الذي يجلس فيه للقضاء.
● والإشارة: الإيماء والكلام الموجه إليهما.
● الخصمين: المتقاضيين المتنازعين.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يضع ضوابط وأخلاقيات عظيمة للقاضي المسلم، ويوجهه إلى العدل والإنصاف في قضائه، ويتضمن ثلاثة أوامر نبوية:
أولاً: النهي عن القضاء في حالة الغضب:
- النهي عن القضاء أثناء الغضب؛ لأن الغضب يغشي البصيرة، ويشوش الفكر، وقد يؤدي إلى الحكم بالظلم أو الخطأ. وهذا يشمل الغضب لأي سبب كان، سواء كان متعلقًا بالقضية أو بغيرها.
- القاضي يجب أن يكون في حالة من الاتزان النفسي والعقلي حتى يحكم بالعدل، والغضب ينافي ذلك.
ثانيًا: الأمر بالتسوية بين الخصمين في المظهر والمعاملة:
- التسوية بين الخصمين في النظر: أي ينظر إليهما بنظرة واحدة، فلا يفضل أحدًا عليهما بالنظر أو الإعراض عن الآخر.
- التسوية في المجلس: أي يجلسهما في مكان متساوٍ، فلا يجلس أحدهما في مكان أعلى أو أقرب إليه من الآخر.
- التسوية في الإشارة: أي يعاملهما بكلام وإيماءات متساوية، فلا يخاطب أحدًا بلطف والآخر بشدة.
ثالثًا: النهي عن رفع الصوت على أحد الخصمين:
- لا يرفع صوته على أحد الخصمين أكثر من الآخر؛ لأن ذلك قد يُفهم كتحيز أو ترهيب، ويخالف مبدأ المساواة والعدل.

3. الدروس المستفادة منه:


● العدل أساس القضاء: الإسلام يحرص على العدل في كل شيء، خاصة في القضاء بين الناس.
● التهيئة النفسية للقاضي: على القاضي أن يكون هادئًا متزنًا حين يحكم، وأن يؤجل القضاء إذا كان غاضبًا حتى يهدأ.
● المساواة بين الخصمين: حتى في الأمور الظاهرة كالنظر والجلوس، ليشعر كل منهما بأنه مُنصَف.
● آداب القضاء: الحديث يربي القاضي على الأخلاق الرفيعة، كالتحلي بالحلم وضبط النفس.
● الرحمة واللين: عدم رفع الصوت يدل على لين الجانب وحسن المعاملة، حتى مع الخصوم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على عظمة الشريعة الإسلامية في تنظيم القضاء وآدابه، مما يجعل القاضي قدوة في العدل.
- القضاء من أخطر المناصب، وقد قال النبي ﷺ: «القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار...» (رواه أبو داود والترمذي)، فمن حكم بالعدل فله الجنة، ومن حكم بغير ذلك فعليه النار.
- العلماء استدلوا بهذا الحديث على أن القاضي إذا غضب فإن حكمه غير صحيح، ويجب عليه أن يؤقته حتى يزول غضبه.
- التسوية بين الخصمين في الهيئة والمظهر تدخل في العدل، وتُذهب الشبهات، وتمنع الظنون السيئة.
نسأل الله أن يجعلنا من العادلين، وأن يوفق قضاتنا لكل خير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدَّارقطنيّ (٤/ ٢٠٥) والبيهقي (١٠/ ١٣٥) وأبو يعلي (٥٨٦٧) والطَّبرانيّ في الكبير (٢٣/ ٢٨٤) كلّهم من طرق عن عباد بن كثير، عن أبي عبد الله، عن عطاء بن يسار، عن أم سلمة فذكرته. وبعضهم اختصره.
قال الأعظمي: قال البيهقيّ: «هذا إسناد فيه ضعف»، وهو يقصد به عباد بن كثير الثقفي البصري فإنه ضعيف عند أهل العلم إِلَّا أنه توبع.
رواه إسحاق بن راهويه (١٨٤٦) عن بقية بن الوليد، حَدَّثَنِي أبو محمد، عن أبي بكر مولى بني تميم، عن عطاء بن يسار بإسناده فذكره نحوه.
وأبو محمد لا يُعرف من هو؟ وبقية بن الوليد إذا كنّى فالغالب أنه ضعيف، والإسنادان يقوي أحدهما الآخر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان

  • 📜 حديث: إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب