أكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور

حديث: أكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور

عن أبي بكرة قال: كنا عند رسول الله ﷺ فقال: «ألا أُنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور أو قول الزور».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الشهادات (٢٦٥٤) من طريق بشر بن المفضل، ومسلم في الإيمان (١٤٣/ ٨٧) من طريق إسماعيل ابن علية كلاهما عن سعيد الجريريّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال (فذكره) واللّفظ لمسلم.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي بينت أموراً خطيرة في الدين، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:

● ألا أُنبِّئكم: ألا أخبركم.
● أكبر الكبائر: أعظم الذنوب وأشدها إثماً.
● الإشراك بالله: جعل شريك مع الله تعالى في العبادة أو الربوبية.
● عقوق الوالدين: الإساءة إليهما ومعصيتهما وإيذائهما بقول أو فعل.
● شهادة الزور: الشهادة الكاذبة التي يحلف فيها الإنسان كذباً.
● قول الزور: الكذب في الحديث العادي.

ثانياً. شرح الحديث:

في هذا الحديث الجليل، يجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ليخبرهم بأعظم الذنوب وأكبرها إثماً عند الله تعالى. وقد كرر السؤال "ثلاثًا" للتأكيد على عظمة ما سيذكره وليجذب انتباه السامعين.
ثم بين صلى الله عليه وسلم أن أكبر الكبائر ثلاث:
1- الإشراك بالله: وهو أعظمها على الإطلاق، لأنه ظلم عظيم لله تعالى، والشرك لا يغفره الله إذا مات صاحبه عليه. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
2- عقوق الوالدين: وهو من الذنوب العظيمة التي حذر منها الشرع تحذيراً شديداً، وجعل برهما من أعظم الطاعات. والعقوق يشمل أي إساءة لهما بالقول أو الفعل أو التقصير في حقهما.
3- شهادة الزور أو قول الزور: والشهادة أخص من القول، فهي الكذب في الشهادات الرسمية أمام القضاة، وهي من أخطر أنواع الكذب لأنها قد تهدر حقوق الناس وتضيع الدماء والأموال. أما قول الزور فهو عام في كل كذب.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظم خطر هذه الذنوب: فهي من الكبائر التي توعد الله عليها بالعذاب الشديد.
2- تقديم التوحيد: فالإشراك بالله هو أعظم الذنوب جميعاً، وهو الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال.
3- بر الوالدين: وجوب الإحسان إليهما وعدم إيذائهما، وهذا من أعظم حقوق العباد.
4- التحذير من الكذب: خاصة في الشهادات، لما فيه من الضرر العظيم على الأفراد والمجتمع.
5- حرص النبي ﷺ على أمته: حيث كان يبين لهم الشرور ويحذرهم منها، رحمة بهم وشفقة عليهم.

رابعاً. فوائد إضافية:

- الحديث دليل على أن الكبائر متفاوتة في درجاتها، وأعظمها الشرك بالله.
- فيه بيان أهمية الصدق والأمانة في القول والشهادة.
- التحذير من العقوق الذي انتشر في هذا الزمان، ووجوب البر بالوالدين حتى بعد موتهما.
نسأل الله أن يعيذنا من هذه الكبائر، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الشهادات (٢٦٥٤) من طريق بشر بن المفضل، ومسلم في الإيمان (١٤٣/ ٨٧) من طريق إسماعيل ابن علية كلاهما عن سعيد الجريريّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال (فذكره) واللّفظ لمسلم.
وأمّا ما رُوي عن رجل، قال: كنا جلوسًا مع أبي هريرة قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «من شهد على مسلم شهادة ليس لها بأهل فليتبوأ مقعده من النّار» فهو ضعيف.
رواه أحمد (١٠٦١٧) عن يزيد (ابن هارون) أخبرنا جُهير بن يزيد العبديّ، عن خداش بن عَيَّاش، قال: كنت في حلقة بالكوفة، فإذا رجل يحدث قال: فذكره.
ورواه أبو داود الطيالسي (٢٧١٧) عن جهير بن يزيد، عن عباس بن خُليس، عن رجل من أهل الكوفة قال: كنتُ في حلقة أبي هريرة. فذكر الحديث. وفيه رجل مبهم، وعباس بن خُليس ضعيف.
ولكن رواه الخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ٦٩) وابن أبي الدُّنيا في كتاب «الصمت وحفظ اللسان» (٢٥٨) كلاهما من طريق يزيد بن هارون، عن جهير بن يزيد، عن خداش، عن أبي هريرة فذكره بدون الواسطة.
وخداش بن عَيَّاش لا يعرف من هو؟ ولم يوثقه غير ابن حبَّان، وليّنه ابن حجر في التقريب، وقد قال الترمذيّ: لا يُعرف كما في المغني (١/ ٢٠٩) فهو دائر بين الانقطاع وبين الضعيف.
وقوله: شهد على مسلم شهادة .. أي شهد بأنه فاسق أو نحو ذلك وهو بريء منه فهو أيضًا
شهادة الزور.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور

📜 حديث: أكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية