حديث: علام تحبس جيرتي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في اتخاذ السجن

عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: أخذ النَّبِيّ ﷺ ناسًا من قومي في تهمة فحبسهم، فجاء رجلٌ من قومي إلى النَّبِيّ ﷺ وهو يخطب، فقال: يا محمد! علامَ تحبس جيرتي؟ فصمت النَّبِيّ ﷺ فقال: إن ناسا ليقولون إنك تنهى عن الشر، وتستخلي به! فقال النَّبِيّ ﷺ: «ما يقول؟ » قال: فجعلت أُعرِّض بينهما بالكلام
مخافة أن يسمَعها، فيدعوَ على قومي دعوةً لا يفلحون بعدها أبدًا، فلم يزل النَّبِيّ ﷺ به حتَّى فهِمَها فقال: «قد قالوها أو قائلُها منهم؟، والله لو فعلت لكان عليّ وما كان عليهم، خلوا له عن جيرانه».

حسن: رواه أبو داود (٣٦٣٠)، والتِّرمذيّ (١٤١٧)، والنسائي (٤٨٧٥)، وأحمد (٢٠٠١٩)، والحاكم (١/ ١٢٥)، والبيهقي (٦/ ٥٣) كلّهم من حديث معمر، عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: فذكره.

عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: أخذ النَّبِيّ ﷺ ناسًا من قومي في تهمة فحبسهم، فجاء رجلٌ من قومي إلى النَّبِيّ ﷺ وهو يخطب، فقال: يا محمد! علامَ تحبس جيرتي؟ فصمت النَّبِيّ ﷺ فقال: إن ناسا ليقولون إنك تنهى عن الشر، وتستخلي به! فقال النَّبِيّ ﷺ: «ما يقول؟ » قال: فجعلت أُعرِّض بينهما بالكلام
مخافة أن يسمَعها، فيدعوَ على قومي دعوةً لا يفلحون بعدها أبدًا، فلم يزل النَّبِيّ ﷺ به حتَّى فهِمَها فقال: «قد قالوها أو قائلُها منهم؟، والله لو فعلت لكان عليّ وما كان عليهم، خلوا له عن جيرانه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: أخذ النَّبِيّ ﷺ ناسًا من قومي في تهمة فحبسهم، فجاء رجلٌ من قومي إلى النَّبِيّ ﷺ وهو يخطب، فقال: يا محمد! علامَ تحبس جيرتي؟ فصمت النَّبِيّ ﷺ فقال: إن ناسا ليقولون إنك تنهى عن الشر، وتستخلي به! فقال النَّبِيّ ﷺ: «ما يقول؟ » قال: فجعلت أُعرِّض بينهما بالكلام مخافة أن يسمَعها، فيدعوَ على قومي دعوةً لا يفلحون بعدها أبدًا، فلم يزل النَّبِيّ ﷺ به حتَّى فهِمَها فقال: «قد قالوها أو قائلُها منهم؟، والله لو فعلت لكان عليّ وما كان عليهم، خلوا له عن جيرانه».


1. شرح المفردات:


● في تهمة: أي في شبهة أو اتهام بارتكاب ذنب.
● يستخلي به: أي تفعله سرًا وتخفي أمره.
● أُعرِّض بينهما بالكلام: أي أتحدث بكلام غير مباشر لأصرف النظر عما قاله الرجل.
● يدعوَ على قومي دعوةً: أي يدعو عليهم بدعاء يستجاب فيه.
● لا يفلحون بعدها أبدًا: أي لا ينجحون ولا يصلح حالهم بعد ذلك.
● خلوا له عن جيرانه: أي أطلقوا سراح جيرانه الذين حبسهم.


2. شرح الحديث:


يذكر راوي الحديث – وهو جَدُّ بهز بن حكيم – أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض على مجموعة من قومه بسبب تهمة معينة (لم تُذكر في الحديث) وحبسهم للتحقيق معهم.
ثم جاء رجل من نفس القبيلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر، فقاطعه قائلاً: "يا محمد! علام تحبس جيرتي؟" – وهذا يدل على جرأة الرجل وقلة أدبه في خطابه مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ناداه باسمه مجردًا دون لقب التكريم.
فصمت النبي صلى الله عليه وسلم – وهذا من حلمه وحكمته عليه الصلاة والسلام – ثم قال الرجل جملة أخرى فيها اتهام خطير: "إن ناسًا ليقولون إنك تنهى عن الشر وتستخلي به!"، أي يتهمونه صلى الله عليه وسلم بالنفاق؛ أنه ينهى الناس عن الشر وهو يفعله سرًا.
فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يقول؟" – ليتأكد من كلامه، أو لأنه لم يسمعه جيدًا.
فحاول الراوي (جد بهز) أن يصرف الحديث ويُغَيِّر الكلام خوفًا من أن يسمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الإهانة فيدعو على قومه بدعوة لا يفلحون بعدها أبدًا.
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أصر على معرفة ما قاله الرجل حتى فهمه تمامًا.
فلما عرف ما قاله الرجل، قال: "قد قالوها أو قائلُها منهم؟" – أي هل كل القوم يقولون هذا أم بعضهم؟
ثم قال: "والله لو فعلت لكان عليّ وما كان عليهم" – أي لو كنت أفعل الشر سرًا كما زعموا، لكان الوزر والإثم عليَّ وحدي، ولن يضرهم شيء من ذنبي.
ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاق سراح جيرانه الذين حبسهم.


3. الدروس المستفادة منه:


● حلم النبي صلى الله عليه وسلم وصبره: فقد تحمل إساءة الرجل وقلة أدبه ولم يغضب أو يرد بإساءة.
● العدل والإنصاف: حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاق سراح المحبوسين برغم إساءة الرجل، مما يدل على نزاهته وعدله.
● براءة النبي صلى الله عليه وسلم من النفاق: فقد نفى عن نفسه أي شبهة نفاق أو خداع، وأكد أن الإثم يقع على فاعله فقط.
● التثبت من الأخبار: حيث سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "قد قالوها أو قائلها منهم؟" ليتأكد من صحة الخبر ونطاقه.
● خوف الصحابة على أقوامهم من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: وهذا يدل على إيمانهم بقوة دعوته صلى الله عليه وسلم واستجابتها.
● عدم مؤاخذة الجميع بذنب个别 الأفراد: حيث ميز النبي صلى الله عليه وسلم بين من قال القول السيء وبين بقية القوم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- فيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبس من يتهم بجريمة للتحقيق معه، وهذا من ممارسته للقضاء والحكم بين الناس.
- قول الرجل: "يا محمد!" –رغم أن فيه قلة أدب، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاقبه على ذلك، بل عامله بالحلم والعفو.
- الحديث يظهر أيضًا حرص الصحابة على مصلحة أقوامهم وقبائلهم، حتى لو كانوا مخطئين.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يوفقنا لاتباع سنته والدفاع عن شريعته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٣٠)، والتِّرمذيّ (١٤١٧)، والنسائي (٤٨٧٥)، وأحمد (٢٠٠١٩)، والحاكم (١/ ١٢٥)، والبيهقي (٦/ ٥٣) كلّهم من حديث معمر، عن بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: فذكره. واختصره البعض.
قال الحكم: «وقد تقدّم القول في صحيفة بهز بن حكيم ما أغنى عن إعادته على أن شواهد هذا الحديث في الصحيحين.
قلتُ: إسناده حسن من أجل بهز بن حكيم وأبيه فإنهما حسنا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: علام تحبس جيرتي

  • 📜 حديث: علام تحبس جيرتي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: علام تحبس جيرتي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: علام تحبس جيرتي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: علام تحبس جيرتي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب