حديث: النبي ﷺ يجعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جعل شهادة خزيمة بن ثابت شهادة رجلين

عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدّثه، وهو من أصحاب النَّبِيّ ﷺ أن النَّبِيّ ﷺ ابتاع فرسًا من أعرابيّ، فاستتبعه النَّبِيّ ﷺ ليقضيه ثمن فرسه، وأسرع النَّبِيّ ﷺ
المشيَ، وأبطأ الأعرابيّ، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس، ولا يشعرون أن النَّبِيّ ﷺ ابتاعه، فنادى الأعرابي رسول الله ﷺ فقال: إن كنت مبتاعًا هذا الفرس، وإلَّا بعتُه. فقام النَّبِيّ ﷺ حين سمع نداء الأعرابي فقال: «أوليس قد ابتعته منك؟ «قال الأعرابي: لا، والله ما بعتك. فقال النَّبِيّ ﷺ: «بلى قد ابتعته منك«فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدًا. فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بايعته. فأقبل النَّبِيّ ﷺ على خزيمة فقال: «بم تشهد؟ «فقال: بتصديقك يا رسول الله. فجعل النَّبِيّ ﷺ شهادة خزيمة بشهادة رجلين.

صحيح: رواه أبو داود (٣٦٠٧)، والنسائي (٤٦٤٧)، وأحمد (٢١٨٨٣)، والحاكم (٢/ ١٧ - ١٨) والبيهقي (١٠/ ١٤٥ - ١٤٦) كلّهم من طرق عن الزّهريّ، أخبره عن عمارة بن خزيمة فذكره.

عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدّثه، وهو من أصحاب النَّبِيّ ﷺ أن النَّبِيّ ﷺ ابتاع فرسًا من أعرابيّ، فاستتبعه النَّبِيّ ﷺ ليقضيه ثمن فرسه، وأسرع النَّبِيّ ﷺ
المشيَ، وأبطأ الأعرابيّ، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس، ولا يشعرون أن النَّبِيّ ﷺ ابتاعه، فنادى الأعرابي رسول الله ﷺ فقال: إن كنت مبتاعًا هذا الفرس، وإلَّا بعتُه. فقام النَّبِيّ ﷺ حين سمع نداء الأعرابي فقال: «أوليس قد ابتعته منك؟ «قال الأعرابي: لا، والله ما بعتك. فقال النَّبِيّ ﷺ: «بلى قد ابتعته منك«فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدًا. فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بايعته. فأقبل النَّبِيّ ﷺ على خزيمة فقال: «بم تشهد؟ «فقال: بتصديقك يا رسول الله. فجعل النَّبِيّ ﷺ شهادة خزيمة بشهادة رجلين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يُظهر أخلاق النبي ﷺ في المعاملات، ويبين مكانة الصدق والثقة في الإسلام. وسأقوم بشرحه وفق النقاط المطلوبة، مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة المعتمدة.

نص الحديث:


عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدّثه، وهو من أصحاب النبي ﷺ أن النبي ﷺ ابتاع فرسًا من أعرابي، فاستتبعه النبي ﷺ ليقضيه ثمن فرسه، وأسرع النبي ﷺ المشي، وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس، ولا يشعرون أن النبي ﷺ ابتاعه، فنادى الأعرابي رسول الله ﷺ فقال: إن كنت مبتاعًا هذا الفرس، وإلا بعته. فقام النبي ﷺ حين سمع نداء الأعرابي فقال: «أوليس قد ابتعته منك؟» قال الأعرابي: لا، والله ما بعتك. فقال النبي ﷺ: «بلى قد ابتعته منك» فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدًا. فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بايعته. فأقبل النبي ﷺ على خزيمة فقال: «بم تشهد؟» فقال: بتصديقك يا رسول الله. فجعل النبي ﷺ شهادة خزيمة بشهادة رجلين.


1. شرح المفردات:


● ابتاع: اشترى.
● استتبعه: طلب منه أن يتبعه.
● أسرع المشي: أسرع في السير.
● أبطأ الأعرابي: تمهل وتأخر في السير.
● طفق رجال: شرع رجال.
● يعترضون: يقابلونه ويحادثونه.
● يساومونه: يطلبون شراءه بمساومة في الثمن.
● هلم شهيدًا: أحضر شاهدًا.
● فطفق الأعرابي يقول: شرع الأعرابي يقول.
● بم تشهد: على أي أساس تشهد؟
● جعل شهادته بشهادة رجلين: قبل شهادته كشهادة رجلين.


2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف من مواقف النبي ﷺ في البيع والشراء، حيث اشترى ﷺ فرسًا من أعرابي، واتفقا على الثمن، لكن العقد لم يكتمل بشهود أو كتابة، فتبع النبي الأعرابي ليعطيه ثمن الفرس، لكن الأعرابي تباطأ في السير، بينما أسرع النبي ﷺ.
وفي الطريق، عرض رجال على الأعرابي شراء الفرس، ولم يعلموا أن النبي ﷺ قد اشتراه، فطمع الأعرابي في عرض أعلى، فنادى النبي ﷺ وقال: إن كنت تريد شراءه فاشتره، وإلا سأبيعه لغيرك. هنا تأكد النبي ﷺ من وجود نية التراجع لدى الأعرابي، فأكد له أنه قد اشتراه منه، لكن الأعرابي أنكر البيع، وطلب شاهدًا على ذلك.
فشهد خزيمة بن ثابت رضي الله عنه أنه سمع البيع، مع أنه لم يكن حاضرًا وقت العقد، لكنه شهد تصديقًا لكلام النبي ﷺ، لأنه يعلم صدقه ويقينه. فقبل النبي ﷺ شهادته، وجعلها كشهادة رجلين، تكريمًا له وتقديرًا لثقته المطلقة في النبي ﷺ.


3. الدروس المستفادة منه:


● الصدق والأمانة في المعاملات: النبي ﷺ هو المثل الأعلى في الصدق، ولم يتردد في تذكير الأعرابي بالعهد.
● الوفاء بالعهود: النبي ﷺ كان سريعًا في وفاء الثمن، مما يدل على أهمية الوفاء في الإسلام.
● التحذير من الغش والجحود: الأعرابي هنا يمثل من ينكر العهود ويطلب المزيد بطمع، وهذا مذموم في الإسلام.
● مكانة الثقة والتصديق: شهادة خزيمة كانت بناء على ثقته في النبي ﷺ، فقبلها النبي تكريمًا له، وهذا يدل على قيمة الصدق والثقة بين المسلمين.
● قبول الشهادة بالنية: في بعض الحالات، تقبل الشهادة بناء على نية الشاهد وصدقه، وليس فقط على الحضور المادي.
● التيسير في المعاملات: الإسلام يسهل المعاملات ويحرص على عدم التعسير، وقبول شهادة خزيمة كشهادة رجلين دليل على ذلك.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والترمذي، وصححه الألباني.
- خزيمة بن ثابت رضي الله عنه لُقب بذي الشهادتين لأن النبي ﷺ قبل شهادته كشهادة رجلين.
- القصة تدل على أن البيع يصح بالاتفاق اللفظي حتى بدون شهود، لكن الشهود يحميان الحقوق ويقللان النزاع.
- النبي ﷺ لم يجبر الأعرابي على البيع، بل ناقشه بالحسنى، مما يدل على أهمية اللين في المعاملات.
- في الإسلام، البيع عقد يحتاج إلى رضا الطرفين، وإذا حصل نزاع، يُرجَع إلى الشهود أو البينات.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من الصادقين الأمناء في معاملاتنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٠٧)، والنسائي (٤٦٤٧)، وأحمد (٢١٨٨٣)، والحاكم (٢/ ١٧ - ١٨) والبيهقي (١٠/ ١٤٥ - ١٤٦) كلّهم من طرق عن الزّهريّ، أخبره عن عمارة بن خزيمة فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ورجاله رجال الشّيخين ثقات. وعمارة بن خزيمة سمع هذا الحديث عن أبيه أيضًا.
وفي معناه ما جاء عن أنس بن مالك قال: افتخر الحيان من الأنصار: الأوس والخزرج فقالت الأوس: منا أربعة لي فيكم مثلهم، منا من حمتْه الدبر: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين: خزيمة بن ثابت ومنا غسيل الملائكة: حنظلة بن الراهب، ومنا من اهتز له العرش: سعد بن معاذ.
فقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن لم يشاركهم غيرهم: معاذ بن جبل، وأُبَي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: فقيل لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي.
رواه أبو يعلى (٢٩٥٣)، والبزّار - كشف الأستار - (٢٨٠٢) كلاهما من حديث عبد الوهّاب بن عطاء، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس فذكره. واللّفظ للبزار، وإسناده صحيح.
قال الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٤١): «رجاله رجال الصَّحيح».
وفي الحديث دليل على أن هذه الخصوصية كانت لخزيمة بن ثابت، ولا يقاس عليه غيره مهما بلغ من الصدق والأمانة.
ولا يقاس عليه أيضًا بأن القاضي يحكم بعلمه وبشهادة واحد كما قضى به النَّبِيّ ﷺ لأنه كان صادقًا بارًا في دعواه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يجعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين

  • 📜 حديث: النبي ﷺ يجعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يجعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يجعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ يجعل شهادة خزيمة بشهادة رجلين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب