حديث: من عرض عليه اليمين فليستحب لغيره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إذا تسارع قوم في اليمين أقرع بينهم

عن أبي هريرة أن النَّبِيّ ﷺ عرض على قوم اليمين، فأسرعوا، فأمروا أن يُسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف.

صحيح: رواه البخاريّ في الشهادات (٢٦٧٤) عن إسحاق بن نصر، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن النَّبِيّ ﷺ عرض على قوم اليمين، فأسرعوا، فأمروا أن يُسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:
الحديث:
عن أبي هريرة أن النَّبِيّ ﷺ عرض على قوم اليمين، فأسرعوا، فأمروا أن يُسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف.
(رواه البخاري ومسلم وغيرهما).


1. شرح المفردات:


● عَرَضَ: طلب أو قدّم لهم اليمين (الحلف).
● اليمين: الحلف بالله تعالى لتأكيد قول أو نفي تهمة.
● أَسْرَعُوا: بادروا وتقدموا بسرعة للحلف.
● يُسْهَمَ: يُقرَع بينهم أو يُجرى سهم (أي يُختار واحد منهم بالقرعة).
● يَحْلِف: يقسم بالله.


2. شرح الحديث:


كان هناك نزاع أو قضية بين مجموعة من الناس، فطلب النبي ﷺ منهم أن يحلفوا يمينًا لتأكيد براءتهم أو إثبات حق (كما في casos القسامة أو غيرها). فلما عُرضت عليهم اليمين، تسارعوا وتقدموا جميعًا للحلف، مما قد يشير إلى أنهم متضامنون في الموقف أو أنهم يخشون تهمة الكذب أو الإثم إذا امتنع أحدهم.
فأمر النبي ﷺ أن يُجرى بينهم سهم (قرعة) ليتحالف واحد منهم نيابة عن الجماعة، وذلك لتحقيق العدل وتجنب التهافت في الحلف، وحتى لا يُحلف أكثر من لازم، ولتخفيف المشقة عليهم.


3. الدروس المستفادة منه:


● العدل والتنظيم في الأمور: حتى في العبادات والمعاملات، شرع الإسلام التنظيم والعدل، كما في اختيار الحالف بالقرعة.
● تخفيف المشقة على الناس: النبي ﷺ راعى حال القوم فلم يطلب من جميعهم الحلف، بل اكتفى بواحد منهم، مما يظهر رحمة الشريعة ومرونتها.
● تجنب الإسراع في الأمور المهمة: الإسراع غير المدروس قد يؤدي إلى اضطراب، فجاءت القرعة لتنظيم العمل.
● مشروعية القرعة (السهم) في الأمور المشتركة: وهي سنة نبوية في حل النزاعات أو توزيع الحقوق عند التساوي أو الاشتباه.
● الحكمة من اليمين: اليمين شرعت لإقامة الحق، وليس للمبالغة أو التعصب.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "القسامة" (أي الأيمان في قضايا القتل أو الجراح)، حيث كان من السنة أن يحلف أولياء المقتول لينالوا حقهم.
- القرعة مشروعة في مواضع كثيرة، مثل: توزيع الغنائم، تحديد القائد، الاختيار بين المتساويين، وغيرها.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على جواز الاكتفاء بحلف واحد من الجماعة إذا تعلق الأمر بحق عام أو مشترك.
- يُستفاد أيضًا أن التسارع في الخير ممدوح، لكن إذا أدى إلى فوضى أو مشقة، فيُنظم بالأولوية أو القرعة.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بسنن النبي الكريم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الشهادات (٢٦٧٤) عن إسحاق بن نصر، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة فذكره.
وفي رواية عند أحمد (٨٢٠٩) عن عبد الرزّاق بإسناده بلفظ: «إذا كره الاثنان على اليمين أو استحباها فليستهما عليها» وعنه أبو داود (٣٦١٧) أي إذا حكم الحاكم باليمين ولم يعين بمن يبدأ بها فتسارع الخصمان فيقرع بينهما. وللحديث معان أخرى. انظر «المنة الكبرى» (٩/ ٢٤٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من عرض عليه اليمين فليستحب لغيره

  • 📜 حديث: من عرض عليه اليمين فليستحب لغيره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من عرض عليه اليمين فليستحب لغيره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من عرض عليه اليمين فليستحب لغيره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من عرض عليه اليمين فليستحب لغيره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب