حديث: هل رأيت فيها شيئًا يريبك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تعديل النساء بعضهن بعضًا

عن عائشة قالت في حديث الإفك: فدعا رسول الله ﷺ بريرة، فقال: «يا بريرة، هل رأيتِ فيها شيئًا يريبكِ؟» فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت منها أمرًا أغمضه عليها قطّ أكثرَ من أنها جارية حديثة السن، تنام عن العجين، فتأتي الداجن فتأكله. وجاء في آخره: وكان رسول الله ﷺ يسأل زينبَ بنت جحش عن أمريّ، فقال: «يا زينبُ، ما علمتِ ما رأيتِ؟» فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمتُ عليها إِلَّا خيرًا، قالت (أي عائشة): وهي التي كانت تساميني، فعصمها الله بالورع.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الشهادات (٢٦٦١)، ومسلم في التوبة (٢٧٧٠) من طريق الزّهريّ، عن عروة بن الزُّبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقَّاص الليثيّ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة كلّهم من عائشة ﵂ زوج النَّبِيّ ﷺ في حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرَّأها الله منه، فذكرت قصة الإفك بتمامها.

عن عائشة قالت في حديث الإفك: فدعا رسول الله ﷺ بريرة، فقال: «يا بريرة، هل رأيتِ فيها شيئًا يريبكِ؟» فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت منها أمرًا أغمضه عليها قطّ أكثرَ من أنها جارية حديثة السن، تنام عن العجين، فتأتي الداجن فتأكله. وجاء في آخره: وكان رسول الله ﷺ يسأل زينبَ بنت جحش عن أمريّ، فقال: «يا زينبُ، ما علمتِ ما رأيتِ؟» فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمتُ عليها إِلَّا خيرًا، قالت (أي عائشة): وهي التي كانت تساميني، فعصمها الله بالورع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث الشريف الذي ورد في قصة الإفك، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● يُرِيبُكِ: ما يسبب الريبة والشك.
● أَغْمَضَهُ: ما يتغاضى عنه ويتركه ولا يلتفت إليه.
● الدَّاجِن: الدجينة أو الشاة أو الدابة التي تأكل العجين.
● تَسَامِينِي: تتشامخ عليّ وتتعالى وتنافسني.

ثانيًا. شرح الحديث:


هذا الحديث جزء من قصة الإفك الطويلة التي اتُهمت فيها السيدة عائشة رضي الله عنها زورًا وبهتانًا. وقد جاءت هذه الرواية لتظهر كيف تحرى النبي صلى الله عليه وسلم الحق واستقصى الأمر بنفسه.
1- استدعاء بريرة: استدعى النبي صلى الله عليه وسلم بريرة - وكانت جارية للسيدة عائشة ثم أعتقتها - ليسألها عن حال السيدة عائشة، لأن الخدم غالبًا ما يكونون أقرب إلى معرفة أحوال من يخدمونهم.
2- شهادة بريرة: أقسمت بريرة بالله الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالحق أنها لم تر منها إلا أمرًا بسيطًا لا يثير الشك، وهو أنها كانت صغيرة السن فتنام أحيانًا عن العجين فتدخل الدجاجة أو الشاة فتأكله. وهذا يدل على براءتها، فلو كان هناك ما يريب لرأته الخادمة القريبة منها.
3- سؤال زينب: ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش - وهي إحدى زوجاته - عن أمر عائشة، مع أن زينب كانت تساميها (أي تتنافس معها كما يكون بين الضرائر)، فشهدت لها بالخير وحسن الخلق، وقالت: "أحمي سمعي وبصري" أي أحميهما عن سماع أو رؤية السوء فيها.
4- تعليق عائشة: علقت السيدة عائشة على شهادة زينب بقولها: "فعصمها الله بالورع" أي حفظها الله من الوقوع في الظن السوء أو الشهادة بالزور بسبب تقواها وورعها.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- التحري والتثبت في الأمور: النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بشهادة واحدة، بل سأل أكثر من شخص للوصول إلى الحقيقة.
2- العدل والإنصاف: شهادة زينب رغم غيرتها من عائشة تدل على قوة إيمانها وورعها، وأن المؤمن يقدم الحق على هواه.
3- عظمة أخلاق الصحابة: الموقف يظهر علو أخلاق الصحابة رضي الله عنهم، فبريرة شهدت بالحق، وزينب شهدت بالعدل مع وجود المنافسة الطبيعية بين الضرائر.
4- براءة أم المؤمنين عائشة: الحديث يظهر براءة السيدة عائشة رضي الله عنها مما نسب إليها، وأن الله تعالى برأها في القرآن بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور:11].

رابعًا. فوائد إضافية:


- القصة ذكرها البخاري ومسلم في صحيحيهما بأطول من هذا، وهي من أطول القصص في الصحيحين.
- فيها دليل على أن الإنسان قد يُبتلى بما هو بريء منه، والصبر والالتجاء إلى الله هو المخرج.
- استحباب سؤال الخدم عن أحوال من يخدمونهم عند الحاجة، لأنهم أقرب إلى معرفة تفاصيل حياتهم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الشهادات (٢٦٦١)، ومسلم في التوبة (٢٧٧٠) من طريق الزّهريّ، عن عروة بن الزُّبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقَّاص الليثيّ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة كلّهم من عائشة ﵂ زوج النَّبِيّ ﷺ في حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرَّأها الله منه، فذكرت قصة الإفك بتمامها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 44 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هل رأيت فيها شيئًا يريبك

  • 📜 حديث: هل رأيت فيها شيئًا يريبك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هل رأيت فيها شيئًا يريبك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هل رأيت فيها شيئًا يريبك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هل رأيت فيها شيئًا يريبك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب