حديث: على أهل الحوائط حفظها بالنهار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القضاء في المواشي تفسد زرع قوم

رُوي عن حرام بن سعد بن محيّصة، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فيه. فقضى رسول الله ﷺ: «أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار، وأن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها».

صحيح: رواه الشافعي في اختلاف الحديث (220)، وابن النحاس في الناسخ والمنسوخ (364)، ورواه مالك في الأقضية (٣٩) عن ابن شهاب، عن حرام بن سعد بن محيّصة فذكره.

رُوي عن حرام بن سعد بن محيّصة، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فيه. فقضى رسول الله ﷺ: «أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار، وأن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه حرام بن سعد بن محيصة عن البراء بن عازب رضي الله عنه:

نص الحديث:


"روي عن حرام بن سعد بن محيّصة، عن البراء بن عازب أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فيه. فقضى رسول الله ﷺ: «أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار، وأن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها»."

1. شرح المفردات:


● حائط: البستان أو الحديقة المسوّرة التي بها أشجار أو زرع.
● أفسدت فيه: أتلفت ما فيه من زرع أو ثمار.
● أهل الحوائط: أصحاب البساتين والحدائق.
● حفظها: حراستها وإغلاقها.
● الضامن: المتحمل للتبعة والمسؤول عن التعويض.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يوضح حكمة النبي ﷺ في تقرير القواعد العادلة للمسؤولية عن الأضرار التي تحدث بين الملاك. فقد دخلت ناقة البراء بن عازب رضي الله عنه -وهي من الإبل- في بستان لرجل فأتلفت ما فيه من زرع أو ثمار. فقضى رسول الله ﷺ بحكم عادل يراعي مصلحة الطرفين:
● بالنهار: على صاحب البستان (الحائط) أن يحفظ بستانه ويحرسه، لأنه وقت نشاط الناس وانتشار مواشيهم. فإذا لم يحفظ بستانه وكانت المواشي تتلفه، فهو المقصر وبالتالي يتحمل الضرر.
● بالليل: على أصحاب المواشي أن يحفظوها ويمنعوها من الخروج، لأن الليل وقت راحة الناس وسكونهم. فإذا خرجت المواشي وأتلفت، فإن أصحابها هم المقصرون وبالتالي يتحملون الضرر.

3. الدروس المستفادة منه:


● العدل في القضاء: يظهر الحديث عدل الشريعة الإسلامية في توزيع المسؤوليات بما يحقق الإنصاف للجميع.
● مراعاة الظروف: الشريعة تراعي أحوال الناس وأوقاتهم، فالنهار وقت للحركة والعمل، والليل وقت للسكون والراحة.
● الحفاظ على الحقوق: تأكيد على ضرورة حفظ الحقوق والممتلكات، وأن كل إنسان مسؤول عن حفظ ما يملك.
● التفريق بين الإتلاف العمد والخطأ: القاعدة الفقهية المستفادة أن الضمان (التعويض) يكون على المقصر، فصاحب البستان مقصر في النهار إذا لم يحفظ بستانه، وصاحب الماشية مقصر في الليل إذا لم يحفظها.
● التيسير على الناس: هذه القاعدة تيسر على الناس وتنظم علاقاتهم، فبدونها لحدثت خصومات كثيرة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب "الغصب والإتلاف" في الفقه الإسلامي، وقد استدل به الفقهاء على مسائل كثيرة في الضمان والتعويض.
- رواه أبو داود في سننه، والدارقطني، والبيهقي، وغيرهم، وهو حسن.
- القاعدة المستفادة من الحديث مشهورة عند الفقهاء: "النهار لصاحب الحائط، والليل لصاحب الماشية".
- هذه القاعدة تنطبق على المواشي السائبة التي لا راعي لها، أما إذا كان معها راعي فإن الراعي هو المسؤول في كل وقت إذا قصر في حفظها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الشافعي في اختلاف الحديث (220)، وابن النحاس في الناسخ والمنسوخ (364)، ورواه مالك في الأقضية (٣٩) عن ابن شهاب، عن حرام بن سعد بن محيّصة فذكره. هذا مرسل.
ومن هذا الطريق رواه أحمد (٢٣٦٩١) والدارقطني (٣/ ١٥٦) والبيهقي (٨/ ٢٧٩) وغيرهم. هكذا رواه جميع رواة الموطأ مرسلًا كما قال ابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٨١).
وتابعه على إرساله جماعة من الثّقات عن الزهري منهم: اللّيث بن سعد عند ابن ماجة (٢٣٣٢) وسفيان قال: وسمعه الزهري عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد بن محيّصة قالا: إن ناقة البراء بن عازب فذكراه. رواه أحمد (٢٣٦٩٤) والبيهقي (٨/ ٣٤٢).
ولكن رواه الأوزاعي عن الزهري واختلف عليه. فرواه أيوب بن سويد، ومحمد بن مصعب كلاهما عن الأوزاعيّ، عن الزّهريّ، عن حرام بن سعد بن محيّصة، عن البراء بن عازب، أن ناقة للبراء بن عازب فذكره.
رواه البيهقيّ (٨/ ٣٤١)، وتابعهما الفريابي عن الأوزاعي وهو عند أبي داود (٣٥٧٠) ورواه أبو المغيرة عن الأوزاعي ولم يقل فيه عن البراء. رواه البيهقي.
وثمة اختلاف آخر وهو ما رواه عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزّهريّ، عن حرام بن محيّصة، عن أبيه، أن ناقة للبراء بن عازب فذكر الحديث.
رواه أبو داود (٣٥٦٩) وأحمد (٢٣٦٩٧) وابن الجارود (٥٨٣) كلّهم من طريق عبد الرزّاق.
وقد أنكروا على عبد الرزاق على زيادة «عن أبيه».
نظرًا لهذه الاختلافات وغيرها حكموا على الموصول بأنه مضطرب، والصحيح هو المرسل.
ولكن مع صحة إرساله فإنه كان موضع اهتمام أهل العلم وخاصة عند علماء الحجاز فإنهم تلقوه بالقبول لأن مراسيل ابن المسيب كلها صحيحة كما قال الشافعي. ولذا أخذ بهذا الحديث.
قال الخطّابي في معالمه: «وبالتفريق بين حكم الليل والنهار قال الشافعيّ، وقال أصحاب الرأي: لا فرق بين الأمرين. ولم يجعلوا على أصحاب المواشي غرما. واحتجوا بقوله ﷺ:
«العجماء جبار».
قال الخطّابي: وحديث «العجماء جبار» عام. وهذا حكم خاص، والعام يبني على الخاص، ويرده. فالمصير في هذا إلى حديث البراء. انتهى.
وذهب غيرهم إلى نسخ هذا الحديث بحديث «العجماء جبار» والله تعالى أعلم بالصواب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: على أهل الحوائط حفظها بالنهار

  • 📜 حديث: على أهل الحوائط حفظها بالنهار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: على أهل الحوائط حفظها بالنهار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: على أهل الحوائط حفظها بالنهار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: على أهل الحوائط حفظها بالنهار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب