ضربت بيدها فكسرت القصعة فضمنها وجعل فيها الطعام وقال كلوا

حديث: ضربت بيدها فكسرت القصعة فضمنها وجعل فيها الطعام وقال كلوا

عن أنس أن النَّبِيّ ﷺ كان عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة فيها طعام، فضربت بيدها فكسرت القصعة، فضمنها وجعل فيها الطعام. وقال: «كلوا» وحبس الرسولَ والقصعةَ حتَّى فرغوا. فدفع القصعة الصحيحة، وحبس المكسورة.

صحيح: رواه البخاريّ في موضعين: الشركة (٢٤٨١) عن مسدد، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، وفي النكاح (٥٢٢٥) عن عليّ، حَدَّثَنَا ابن علية كلاهما عن حميد، عن أنس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإني أسعد بتوضيح هذا الحديث النبوي الشريف الذي يرويه أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، والذي يجسد أخلاق النبي ﷺ العظيمة في معاملته لأهل بيته وفي تعامله مع المواقف اليومية بحكمة ورفق.

الحديث بلفظ أوضح:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي ﷺ كان عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين (وهي عائشة رضي الله عنها كما في روايات أخرى) مع خادم بقصعة (إناء من الخزف أو الفخار) فيها طعام، فضربت بيدها (أي الزوجة التي كان النبي عندها، وهي أم سلمة رضي الله عنها كما في بعض الروايات) فكسرت القصعة، فضمنها النبي ﷺ (أي جمع قطع القصعة المكسورة) وجعل فيها الطعام، وقال: «كلوا»، وحبس الرسول (الخادم) والقصعة حتى فرغوا، فدفع القصعة الصحيحة (أي أعطى الخادم قصعة سليمة بدلاً من المكسورة)، وحبس المكسورة".

1. شرح المفردات:

● قصعة: إناء كبير يشبه الصحفة، يصنع من الخزف أو الفخار، كان يستخدم لوضع الطعام.
● ضمنها: جمع قطعها بعد كسرها وألصقها ببعض، أو وضع الطعام فيها مع وجود الكسر.
● حبس الرسول: أي أَمْهَل الخادم وأبقاه حتى ينتهي الطعام.
● دفع القصعة الصحيحة: أعطى الخادم إناءً سليماً بدلاً من المكسور.
● حبس المكسورة: أمسك القصعة المكسورة عنده ولم يردها.

2. شرح الحديث:

يصور لنا هذا الموقف النبوي الكريم جانباً من حياة النبي ﷺ اليومية مع أزواجه، وحكمته في التعامل مع الموقف:
● السياق: كان النبي ﷺ في بيت إحدى زوجاته (وهي أم سلمة رضي الله عنها كما في رواية البخاري)، فأرسلت إليه زوجة أخرى (عائشة رضي الله عنها) بطعام مع خادمها كهدية أو مشاركة في الخير.
● كسر القصعة: يُفهم من الرواية أن أم سلمة رضي الله عنها شعرت بغيرتها - والغيرة بين الضرائر أمر طبيعي - فضربت القصعة بيدها فانكسرت. وهذا الفعل لم يكن مقصوداً به الإضرار بل جاء انفعالاً طبيعياً.
● رد فعل النبي ﷺ: لم يغضب أو يوبخ، بل تصرف بحكمة بالغة:
● ضمنها: جمع قطع القصعة ووضع الطعام فيها، ليهدئ من روع الحاضرين ويظهر أن الأمر بسيط.
● قال: «كلوا»: أمر بالأكل من الطعام ليبعد الجو المتوتر ويحول الموقف إلى فرصة للأكل والبركة.
● حبس الخادم والقصعة: انتظر حتى ينتهي الجميع من الطعام ليعالج الموقف بهدوء.
● دفع القصعة الصحيحة: أعطى الخادم إناءً سليماً بدلاً من المكسور حتى لا تظهر الزوجة (عائشة) أن هديتها تسببت في مشكلة، وحفظاً لمشاعرها.
● حبس المكسورة: احتفظ بالقصعة المكسورة عنده لئلا تظهر في المجتمع فيقال: "كسرت قصعة النبي"، فيؤدي إلى إشاعة أو غيبة.

3. الدروس المستفادة:

● الرفق والحلم في المعاملة: النبي ﷺ قدوة في التعامل مع المواقف العصيبة بحكمة وهدوء، دون غضب أو تعنيف.
● مراعاة المشاعر: حفظ مشاعر الزوجتين (المرسلة والمرسَل إليها) والخادم، بتصرف يمنع الإحراج أو التقاطع.
● عدم إفشاء الأسرار الأسرية: باحتفاظه بالقصعة المكسورة، علمنا أن私生活的 التفاصيل لا يجب إشاعتها.
● الجمع بين المصالح: استفاد من الموقف بالأكل من الطعام (عدم إضاعته) وإصلاح العلاقة.
● التيسير وعدم التشديد: لم يعتبر الكسر جريمة أو خطأ كبيراً، بل تعامل معه بتقدير الظروف الإنسانية.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه (باب الهبة والهدية) وأحمد في مسنده، وهو من الأحاديث التي تُستشهد بها في فن التعامل الزوجي والإدارة الحكيمة للمواقف.
- فيه دليل على أن ضمان المتلفات (كسر الممتلكات) ليس دائماً بلازم، خاصة في الظروف العارضة، حيث لم يطلب النبي من أم سلمة ضمان القصعة.
- يستفاد منه أيضاً: جواز الهبة بين الزوجات، وفضل التهادى في الله.
فالحمد لله الذي جعل في رسولنا ﷺ الأسوة الحسنة، وصلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
أرجو أن يكون الشرح واضحاً ومفيداً، والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في موضعين: الشركة (٢٤٨١) عن مسدد، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، وفي النكاح (٥٢٢٥) عن عليّ، حَدَّثَنَا ابن علية كلاهما عن حميد، عن أنس فذكره.
وما رواه عمران بن خالد الواسطيّ، عن ثابت، عن أنس قال: كان النَّبِيّ ﷺ في بيت عائشة، ومعه أصحابه، فأرسلت حفصة بقصعة فكسرتها عائشة.
قال أبو زرعة: هذا خطأ. رواه حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي المتوكل أن النَّبِيّ ﷺ. وقال: وهذا الصَّحيح. «العلل» (١/ ٤٦٦) أي المرسل. ولكن لا يعل هذا المرسل، ما ثبت في الصَّحيح.
ولهذه القصة أسانيد أخرى، ولا تصح إِلَّا ما ذكرته. ومنها ما رواه شريك، عن قيس بن وهب، عن رجل من بني سواءة قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله ﷺ فقالت: أما تقرأ القرآن؟ ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤] قال: قلت: حدثيني عن ذلك قالت: صنع له طعاما، وصنعتُ له حفصة طعامًا، فقلت لجاريتي: اذهبي، فإن جاءت هي بالطعام فوضعته قبل فاطرحي الطعام. قالت: فجاءت بالطعام. قالت: فألقتْه الجارية، فوضعت القصعة فانكسرت. وكان نِطْع قالت: فجمعه رسول الله ﷺ وقال: «اقتصوا - أو اقتصّي - شك أسود - ظرفا مكان ظرفك» فما قال شيئًا.
رواه أحمد (٢٤٨٠٠) عن أسود، قال: حَدَّثَنَا شريك، فذكره، ورواه ابن أبي شيبة (١٤/ ٢١٤) وعنه ابن ماجة (٢٣٣٣) قال: حَدَّثَنَا شريك بن عبد الله بإسناده نحوه. وفيه شريك بن عبد الله سيء الحفظ، وفيه أيضًا التابعي مجهول. وبه أعلّه البوصيري في زوائد ابن ماجة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 74 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ضربت بيدها فكسرت القصعة فضمنها وجعل فيها الطعام وقال كلوا

📜 حديث: ضربت بيدها فكسرت القصعة فضمنها وجعل فيها الطعام وقال كلوا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ضربت بيدها فكسرت القصعة فضمنها وجعل فيها الطعام وقال كلوا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ضربت بيدها فكسرت القصعة فضمنها وجعل فيها الطعام وقال كلوا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ضربت بيدها فكسرت القصعة فضمنها وجعل فيها الطعام وقال كلوا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية