حديث: قضاء النبي ﷺ في الماء: إلى الكعبين ولا يحبس الأعلى على الأسفل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب القضاء في سقي النخيل

عن ثعلبة بن أبي مالك أنه سمع كبراءهم يذكرون أن رجلًا من قريش كان له سهم في بني قريظة، فخاصم إلى رسول الله ﷺ مهزور - يعني السيل الذي يقتسمون ماءه.
فقضي بينهم رسول الله ﷺ أن الماء إلى الكعبين، ولا يحبس الأعلى على الأسفل.

حسن: رواه أبو داود (٣٦٣٨) عن محمد بن العلاء، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن الوليد يعني ابن كثير، عن أبي مالك بن ثعلبة، عن أبيه ثعلبة بن مالك فذكره.

عن ثعلبة بن أبي مالك أنه سمع كبراءهم يذكرون أن رجلًا من قريش كان له سهم في بني قريظة، فخاصم إلى رسول الله ﷺ مهزور - يعني السيل الذي يقتسمون ماءه.
فقضي بينهم رسول الله ﷺ أن الماء إلى الكعبين، ولا يحبس الأعلى على الأسفل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح لكم هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كتب أهل السنة والجماعة، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة.

الحديث:


عن ثعلبة بن أبي مالك أنه سمع كبراءهم يذكرون أن رجلًا من قريش كان له سهم في بني قريظة، فخاصم إلى رسول الله ﷺ مهزور - يعني السيل الذي يقتسمون ماءه. فقضي بينهم رسول الله ﷺ أن الماء إلى الكعبين، ولا يحبس الأعلى على الأسفل.

1. شرح المفردات:


● ثعلبة بن أبي مالك: صحابي من الأنصار، روى هذا الحديث عن كبار قومه.
● كبراءهم: أي كبار الصحابة أو شيوخ القوم من الأنصار.
● سهم: هنا يعني نصيبًا أو حصة في الأرض أو الماء.
● بني قريظة: قبيلة يهودية كانت تسكن في المدينة، وقد وقعت فيها أحداث معروفة في السيرة.
● خاصم: أي قدم شكوى أو نازع في أمر.
● مهزور: هو اسم وادٍ أو سيل معين في منطقة بني قريظة، وكانوا يتقاسَمون ماءه.
● الكعبين: هما العظمان البارزان في أسفل الساق، عند مفصل القدم.
● يحبس الأعلى على الأسفل: أي يمنع صاحب الأرض العليا الماء من الوصول إلى صاحب الأرض السفلى.

2. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث أن رجلاً من قريش (وهو من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم) كان له حصة أو نصيب في أرض بني قريظة، فحدث نزاع بينه وبين الآخرين حول تقسيم ماء السيل (المهزور). فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفصل بينهم.
فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحكم عادلٍ فيه مصلحة للجميع، وهو:
- أن الماء يُترك حتى يصل إلى مستوى الكعبين (أي حوالي 10-15 سم تقريبًا)، وهذا القدر يكفي لسقي الأرض والانتفاع به.
- ثم بعد ذلك، لا يجوز لصاحب الأرض العليا أن يحبس الماء ويمنعه من الجريان إلى الأرض السفلى، بل يجب أن يتركه يتدفق إلى الأسفل لينتفع به الجميع.
هذا الحكم النبوي الشريف يجمع بين العدالة والرحمة، حيث يحفظ حق صاحب الأرض العليا في الانتفاع بالماء إلى حد معين (الكعبين)، ثم يوجب عليه أن يطلق الماء للأسفل لينتفع به جيرانه وأصحاب الحقوق الآخرين.

3. الدروس المستفادة منه:


● العدل في القضاء: النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في القضاء العادل الذي يراعي مصالح جميع الأطراف.
● الرفق بالجيران والشركاء: لا يجوز للإنسان أن يستأثر بالنفع لنفسه ويضر غيره، خاصة في الأمور المشتركة مثل الماء.
● الحكمة في توزيع الموارد: الماء نعمة عظيمة، ويجب تقسيمه بطريقة عادلة حتى لا يضار أحد.
● التشريع الإسلامي يراعي المصالح: هذا الحكم يدل على مرونة الشريعة وملاءمتها للواقع، حيث راعت حق الأعلى والأسفل معًا.
● التسامح والتعايش: كان الرجل من قريش، والقضية في بني قريظة (وهم يهود)، مما يدل على أن الإسلام يحفظ حقوق غير المسلمين أيضًا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وغيرهم، وحسنه بعض العلماء.
- حكم الماء والأرض من الأحكام المهمة في الفقه الإسلامي، وتندرج تحت "حقوق الارتفاق" و"الشرب" في كتب الفقه.
- القاعدة الفقهية المستفادة: "الأعلى لا يحبس على الأسفل بعد حاجته"، وهي قاعدة معتمدة في المذاهب الأربعة.
- ينبغي للمسلم أن يتخلق بهذا الأدب في جميع أموره، فلا يبخل ولا يستأثر بما يفيد الآخرين.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٣٨) عن محمد بن العلاء، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن الوليد يعني ابن كثير، عن أبي مالك بن ثعلبة، عن أبيه ثعلبة بن مالك فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي مالك بن ثعلبة وهو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي رُوي عنه اثنان وفي التقريب «مقبول» وهو كذلك لأنه تابعه محمد بن عقبة بن أبي مالك القرظي. ومن طريقه رواه ابن ماجة (٢٤٨١) ولكن الراوي عنه زكريا بن منظور بن ثعلبة القرظي ضعيف.
ويقويه ما رواه مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنه بلغه أن رسول الله ﷺ قال: «في سيل مهزور ومذينب يُمسك حتَّى الكعبين ثمّ يرسل الأعلى على الأسفل» رواه في الأقضية (٣٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 72 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قضاء النبي ﷺ في الماء: إلى الكعبين ولا يحبس الأعلى على الأسفل

  • 📜 حديث: قضاء النبي ﷺ في الماء: إلى الكعبين ولا يحبس الأعلى على الأسفل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قضاء النبي ﷺ في الماء: إلى الكعبين ولا يحبس الأعلى على الأسفل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قضاء النبي ﷺ في الماء: إلى الكعبين ولا يحبس الأعلى على الأسفل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قضاء النبي ﷺ في الماء: إلى الكعبين ولا يحبس الأعلى على الأسفل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب