حديث: إقامة الحد على الأرقاء المحصنين وغير المحصنين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء أن للسيد إقامة الحد على رقيقه بأمرٍ من السلطان
صحيح: رواه مسلم في الحدود (١٧٠٦) عن محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا سليمان أبو داود، حدثنا زائدة، عن السدي، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره:
الحديث:
عن أبي عبد الرحمن قال: خطب علي فقال: يا أيها الناس، أقيموا على أرقائكم الحد، من أحصن منهم ومن لم يُحصن، فإن أمة لرسول الله ﷺ زنت، فأمرني أن أجلدها، فإذا هي حديث عهد بنفاس، فخشيت إن أنا جلدتها أن أقتلها فذكرت ذلك للنبي ﷺ، فقال: «أحسنت».
شرح المفردات:
● أرقائكم: عبيدكم وإماؤكم، جمع رقيق.
● الحد: العقوبة المقدرة شرعاً للزاني.
● أحصن: من تزوج وعقد نكاحاً صحيحاً، فيجلد مائة ويُرجم.
● لم يُحصن: البكر الذي لم يتزوج، فيجلد مائة ويُنفى عاماً.
● أمة: جارية مملوكة.
● حديث عهد بنفاس: المرأة التي ولدت منذ وقت قريب ولم تنقطع عنها آثار الولادة.
شرح الحديث:
يخبرنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه خطب في الناس وحثهم على إقامة الحدود الشرعية على عبيدهم وإمائهم إذا زنوا، سواء كانوا محصنين (متزوجين) أو غير محصنين (غير متزوجين)، ثم ضرب مثلاً عملياً من واقع التجربة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد زنت أمة (جارية) من أماء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه أن يقيم عليها حد الزنى (وهو الجلد)، لكن علياً رضي الله عنه عندما همّ بتنفيذ الأمر وجد أن هذه الأمة كانت حديثة عهد بالنفاس (أي ولدت منذ وقت قريب)، فخشي أن يؤدي جلدها إلى موتها بسبب ضعفها من آثار الولادة.
فما كان من علي رضي الله عنه إلا أن توقف عن تنفيذ الحد في الحال، وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليستشيره ويخبره بما خشيه، فكان رد النبي صلى الله عليه وسلم: «أحسنت»، أي أحسنت في توقفك واستشارتك، مما يدل على موافقة الشرع لهذا التصرف الحكيم.
الدروس المستفادة:
1- وجوب إقامة الحدود على الجميع: فالحدود الشرعية تُطبق على الأحرار والعبيد، المحصنين وغير المحصنين، تحقيقاً للعدل وردعاً للفساد.
2- مراعاة الظروف الطارئة: يجوز تأجيل إقامة الحد إذا كان في إقامته ضرر أكبر، كخوف الهلاك، وهذا من رحمة الشريعة ومرونتها.
3- الحكمة والتبصر في تنفيذ الأحكام: لا بد من النظر في الملابسات والظروف المصاحبة لكل حالة، وعدم التسرع في التنفيذ.
4- فضل المشورة: الاستشارة في الأمور المستجدة مما يمدحه الشرع ويؤكده، كما فعل علي رضي الله عليه وسلم.
5- رحمة الإسلام: تتجلى في مراعاة أحوال الناس وظروفهم، ورفع الحرج عنهم عند وجود المشقة أو الخوف من الهلاك.
معلومات إضافية:
- هذا الحديث دليل على أن الحدود لا تُقام إذا ترتب عليها هلاك النفس، لأن حفظ النفس من المقاصد الكلية للشريعة.
- يؤخذ منه أن الحدود تُدرأ بالشبهات، والشبهة هنا هي الخوف من الهلاك بسبب الضعف.
- فيه بيان لعظم مكانة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفقهه ودقته في تطبيق أحكام الشرع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي رواية زاد: «اتركها حتى تماثل».
فقوله: «أقيموا على أرقائكم الحد» الظاهر أنه مدرج في الحديث من قول علي، وليس بمرفوع، ولكن له حكم الرفع لأنه هو الذي أنابه رسول الله ﷺ في جلد الأمة الزانية.
وقد رواه أبو داود (٤٤٧٣) وأحمد (٧٣٦) والطحاوي (٣/ ١٣٦) والبيهقي (٨/ ٢٤٥) كلهم من طريق عبد الأعلى الثعلبي، عن أبي جميلة الطُّهري، عن علي قال: فجرتْ جارية لآل رسول الله ﷺ فقال: فذكر الحديث.
وجاء فيه مرفوعا: «وأقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم».
إلا أن فيه عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ضعيف، وشيخه أبو جميلة الطّهري، لم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال الحافظ في «التقريب»: «مقبول» أي عند المتابعة ولم أجد من تابعه.
وكذلك لا يصح ما روي عن عائشة مرفوعًا: «إذا زنت الأمة فاجلدوها، وإن زنت فاجلدوها، وإن زنت فاجلدوها، ثم بيعوها ولو بضفير» والضفير الحبل.
رواه ابن ماجه (٢٥٦٦) وأحمد (٢٤٣٦١) كلاهما من حديث الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمار بن أبي فروة، أن محمد بن مسلم حدثه أن عروة حدثه، أن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته، أن عائشة حدثها فذكرته.
وعمار بن أبي فروة الأموي مولاهم المدني قال فيه البخاري: «لا يتابع على حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء (١٣٤٠) وأخرج هذا الحديث، وبين أن غيره رووه عن الزهري، عن عبيد الله
ابن عبد الله، عن أبي هريرة وزيد بن خالد».
قال الأعظمي: ولم يرو عنه إلا يزيد بن أبي حبيب، فهو مجهول أيضا مع مخالفته للرواة عن الزهري.
أخذ بهذه الأحاديث الإمام أحمد وإسحاق فقالا: للرجل أن يقيم الحد على مملوكهـ دون السلطان. وقال بعضهم: يدفع إلى السلطان، ولا يقيم الحد هو بنفسه.
قال الترمذي (١٤٤٠) بعد أن نقل القولين: «والقول الأول أصح».
قال الأعظمي: وقال ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الفقهاء الذين ينتهي إلى قولهم من أهل المدينة كانوا يقولون: «لا ينبغي لأحد أن يقيم شيئًا من الحدود دون السلطان إلا أن للرجل أن يقيم حد الزنا على عبده وأمته».
أخرجه البيهقي (٨/ ٢٤٥) بإسناده عن ابن أبي الزناد، عن أبيه.
وقال أبو حنيفة: ليس للسيد إقامة الحد على رقيقه دون السلطان لأن إقامة الحدود من حقوق السلطان ونائبه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 60 من أصل 121 حديثاً له شرح
- 35 من زنى فأقيم عليه الحد فمات فهو كفارة له
- 36 رجم النبي ﷺ ماعز بن مالك بعد إقراره بالزنا أربع...
- 37 أحق ما بلغني عنك؟
- 38 لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت...
- 39 أتى ماعز بن مالك النبي ﷺ فقال إني زنيت
- 40 إقامة الحد على ماعز بن مالك
- 41 من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى غفر له ذنبه
- 42 أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله
- 43 فهلا تركتموه لماعز بن مالك
- 44 من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له
- 45 رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا
- 46 قصة ماعز بن مالك
- 47 امرأة حبلى من الزنى تأتي النبي وتطلب إقامة الحد.
- 48 أقيموا على أرقائكم الحد من أحصن ومن لم يحصن
- 49 أمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، فإن اعترفت فارجمها
- 50 جلد مائة وتغريب عام فيمن زنى ولم يحصن
- 51 الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن
- 52 لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة
- 53 لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمتهما
- 54 لو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصفح
- 55 من أغير مني؟ والله أغير مني
- 56 أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً أأمهله حتى آتي بأربعة...
- 57 جلد الحد لمن اعترف بالزنا وترك المرأة التي أنكرت
- 58 بيعوها ولو بضفير
- 59 إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب
- 60 إقامة الحد على الأرقاء المحصنين وغير المحصنين
- 61 من وقع على جارية وهو مريض فليستفت
- 62 من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به
- 63 من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوها
- 64 رفع القلم عن المجنون المغلوب على عقله
- 65 امرأة صاحت فانطلق الرجل
- 66 من سرق من قريش قطع محمد يده
- 67 قطع يد المرأة المخزومية لاستعارتها المتاع وجحودها
- 68 قطع يد المرأة المخزومية التي كانت تستعير المتاع وتجحده
- 69 لو كانت فاطمة لقطعت يدها
- 70 تطهّر خير لها لو كانت فاطمة لقطع محمد يدها
- 71 يقطع يد السارق إذا سرق البيضة أو الحبل
- 72 تُقطع اليد في ربع دينار فصاعدًا
- 73 اقطعوا في ربع دينار ولا تقطعوا فيما هو أدنى من...
- 74 لم تقطع يد سارق في أقل من ثمن المجن
- 75 قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم
- 76 قطع يد السارق في تُرس ثمنه ثلاثة دراهم
- 77 لا قطع في ثمر ولا كثر
- 78 من أصاب بفيه من ثمر معلق فلا شيء عليه
- 79 ليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع
- 80 ليس على المختلس قطع
- 81 ليس على منتهب ولا مختلس ولا خائن قطعه
- 82 هلا قبل أن تأتيني به
- 83 من حالت شفاعته دون حد من حدود الله
- 84 تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب
معلومات عن حديث: إقامة الحد على الأرقاء المحصنين وغير المحصنين
📜 حديث: إقامة الحد على الأرقاء المحصنين وغير المحصنين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إقامة الحد على الأرقاء المحصنين وغير المحصنين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إقامة الحد على الأرقاء المحصنين وغير المحصنين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إقامة الحد على الأرقاء المحصنين وغير المحصنين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








