حديث: إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن للسيد إقامة الحد على رقيقه بأمرٍ من السلطان

عن أبي هريرة أنه سمعه يقول: قال النبي: «إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب، ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرّب، ثم إن زنت الثالثة فليبعْها ولو بحبل من شعر».

متفق عليه: رواه البخاري في الحدود (٦٨٣٩) ومسلم في الحدود (٣٠: ١٧٠٣) كلاهما من طريق الليث (هو ابن سعد)، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أنه سمعه يقول: قال النبي: «إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب، ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرّب، ثم إن زنت الثالثة فليبعْها ولو بحبل من شعر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:
الحديث: عن أبي هريرة أنه سمعه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب، ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرّب، ثم إن زنت الثالثة فليبعْها ولو بحبل من شعر».


1. شرح المفردات:


● الأمة: هنا تعني الجارية أو الأمة المملوكة، وهي المرأة التي تكون رقيقة مملوكة لسيدها.
● فتبين زناها: أي ثبت وتأكد زناها بالإقرار أو البينة الشرعية.
● فليجلدها: أي يضربها ضربًا غير مبرح، وهو حد الزنا للعبد أو الأمة، وهو نصف حد الحر (خمسون جلدة).
● ولا يثرّب: من التثريب، وهو التوبيخ والتعيير واللوم الشديد. والمعنى: ليقتصر على إقامة الحد الشرعي دون أن يعيرها أو يوبخها بكلمات جارحة.
● ولو بحبل من شعر: أي ولو بقيمة قليلة جدًا، كأن يبيعها بقيمة حبل مصنوع من الشعر، مما يدل على وجوب التخلص منها بالبيع ولو بأبخس ثمن.


2. شرح الحديث:


يوجه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث سيد الأمة المملوكة إذا زنت جاريته، ويبين له الحكمة الشرعية في التعامل مع هذه الجريمة:
● المرة الأولى والثانية: إذا ثبت زنا الأمة بشهادة عدلين أو بإقرارها، يجب على سيدها أن يقيم عليها حد الزنا، وهو خمسون جلدة، لأنه حد العبد والأمة، وهو نصف حد الحر (المائة جلدة). ويأمره النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التثريب عليها، أي لا يعيرها ولا يزيد في توبيخها بعد إقامة الحد، لأن الحدود كفارات، فإذا أقيمت محيت الذنب ولم يبقَ مجال للعتاب.
● المرة الثالثة: إذا تكرر الزنا منها مرة ثالثة بعد إقامة الحد مرتين، فهذا دليل على فساد أخلاقها وعدم استفادتها من العقوبة الزجرية. هنا يأمر النبي صلى الله عليه وسلم سيدها ببيعها، حتى تنتقل إلى سيد آخر قد تكون أشد صرامة فيمنعها من المعصية، أو لأن في بقائها عنده إما تساهل منه في منعها أو فتنة له. والأمر بالبيع "ولو بحبل من شعر" للتأكيد على وجوب التخلص منها ولو بأقل ثمن، فالمقصود هو التخلص من مفسدة بقائها، وليس تحقيق ربح مادي.


3. الدروس المستفادة منه:


1- رحمة الإسلام وعدالته: الحديث يظهر رحمة التشريع الإسلامي، حيث أمر بعدم تعيير المرأة بعد إقامة الحد، لئلا تيأس من رحمة الله أو تستمر في طريق المعصية.
2- الحكمة في التشريع: التشريع الإسلامي يراعي أحوال الناس ومراتبهم. فالعقوبة على الأمة نصف عقوبة الحرة، مراعاةً لاختلاف ظروفها الاجتماعية وحالتها.
3- العلاج التدريجي للمشاكل: الإسلام يعالج المشاكل الاجتماعية بخطوات تدريجية. بدأ بالعقوبة الجسدية الزاجرة (الجلد)، ثم عندما لم تنجح انتقل إلى علاج آخر وهو تغيير البيئة (البيع).
4- سد الذرائع إلى الفساد: أمر ببيعها في المرة الثالثة سدًا لذريعة الفساد والإعادة، وحماية للمجتمع من انتشار الرذيلة.
5- أن الحدود كفارات: النهي عن التثريب بعد إقامة الحد يدل على أن العقوبة الشرعية تكفر الذنب، فينبغي أن يقبل التائب وينشرح صدره ولا يذكر بذنبه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وكونه من الأحاديث المتفق عليها.
- ذهب جمهور الفقهاء إلى أن حد الأمة في الزنا هو خمسون جلدة، سواء كانت بكرًا أم ثيبًا، استدلالاً بهذا الحديث وغيره.
- الفقهاء يذكرون أن حكمة بيعها بعد الثالثة هي الزجر والعلاج، وليس الإهانة، فقد يبيعها لسيد صالح يقوم بأمرها ويحسن تأديبها.
- هذا الحكم خاص بزنا الأمة المملوكة، وأما الحرة فحكمها مختلف، لحديث: "البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحدود (٦٨٣٩) ومسلم في الحدود (٣٠: ١٧٠٣) كلاهما من طريق الليث (هو ابن سعد)، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب

  • 📜 حديث: إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب