حديث: أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً أأمهله حتى آتي بأربعة شهود

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من وجد مع امرأته رجلا لا يقتله حتى يبلغ السلطان

عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة قال لرسول الله ﷺ: أرأيت لو أني وجدت مع امرأتي رجلًا، أأمهله حتى آتي بأربعة شهود؟ فقال رسول الله: «نعم».

صحيح: رواه مالك في الحدود (٧) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة قال لرسول الله ﷺ: أرأيت لو أني وجدت مع امرأتي رجلًا، أأمهله حتى آتي بأربعة شهود؟ فقال رسول الله: «نعم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يتناول مسألة بالغة الأهمية في التشريع الإسلامي، وهي مسألة الزنا وإثباته.

أولاً. شرح المفردات:


● أرأيت: استفهام بمعنى: أخبرني.
● لو أني وجدت مع امرأتي رجلاً: أي رأيته على حالة توجب الحد، وهو الزنا.
● أأمهله: هل أتركه وأتريث عنه.
● حتى آتي بأربعة شهود: حتى أحضر أربعة رجال يشهدون برؤية الزنا.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه -وكان من شدة غيرته على أهله يقال إنه لو رأى رجلاً مع امرأته لضربه بالسيف- أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً افتراضياً يعبر عن حيرته بين غيرة القلب الشرعية وبين متطلبات الشرع في إثبات الجريمة.
سأل: يا رسول الله، إذا رأيت رجلاً في فراش مع زوجتي على حالة الزنا، فهل يجب عليّ أن أتوقف وأتركه (أي لا أتعجل بقتله أو الاعتداء عليه) حتى أذهب وأجلب أربعة شهود يشهدون على رؤية الفعل نفسه؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بـ "نعم"، أي نعم، أمهله ولا تتعجل، ولا تفعل شيئاً حتى تحضر البينة الشرعية التي تثبت الجرم، وهي شهادة أربعة رجال عدول يشهدون بأنهم رأوا الزنا رؤية ocular (أي كالميل في المكحلة).

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة من اشتراط أربعة شهود: شرع الله هذا الشرط العسير لتحقيق عدة مقاصد:
● صيانة الأعراض والأنساب: فإثبات الزنا يترتب عليه حد شديد (الجلد أو الرجم) ووصمة عار، فلا بد من اليقين التام.
● سد ذريعة الافتراء: لئلا يتسرع أحد في اتهام المحصنات بالزنا بدافع الحقد أو الغيرة العمياء.
● حماية المجتمع من الفوضى: لولا هذا الشرط لادعى كل غيور زنا امرأته لأدنى شبهة، ولسفك الدماء بغير حق.
2- تقديم حكم الشرع على هوى النفس: الحديث درس عظيم في كبح جماح الغيرة العمياء التي قد تدفع المرء إلى الإقدام على انتهاك حرمات الله بالقتل بغير بينة. فغيرة سعد رضي الله عنه مشروعة، ولكن الشرع قيدها بالبينة.
3- العدل فوق العاطفة: الإسلام يربي المؤمن على أن يكون منضبطاً بالشرع حتى في أحرج المواقف وأقصى لحظات الغضب والألم.
4- تفضيل العفو عند الريبة: يستفاد من عموم النصوص أن الأولى بالمسلم إذا رأى ما يريب في أهله ولكن لم يكمل البينة، أن يستر ويستر، ويتحرى الصلاح، ولا يفضح نفسه وأهله. فالشهادة شرطها عسير لأنه عز وجل يحب الستر.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في أن الحدود تدرأ بالشبهات، أي تمنع ويترك تطبيقها عند وجود أي شبهة تخل باليقين.
- من رأى منكراً كالزنا ولم يستطع إثباته بالبينة الشرعية، فليس له أن يتعقب الفاعل أو يعتدي عليه، بل ينكر بقلبه ويبتعد عن المكان، وقد يكون عليه obligation (واجب) النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة إذا أمن الفتنة.
- لو أن رجلاً قتل زوجته أو من وجد معها بناء على الغيرة دون بينة، فإنه يقتص منه لأنه قتل بغير حق، وتكون ديته على عاقلته.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحدود (٧) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه مسلم في اللعان (١٥: ١٤٩٨) من طريق مالك، به، مثله.
وفي الباب ما روي عن سعد بن عبادة حين نزلت آية الحدود. وكان رجلًا غيورًا: أرأيت لو أنك وجدت مع امرأتك رجلًا، أي شيء كنت تصنع؟ قال: كنت ضاربهما بالسيف. أنتظر حتى أجيء بأربعة؟ إلى ما ذاك قد قضى حاجته وذهب، أو أقول: رأيت كذا وكذا، فتضربوني الحدّ ولا تقبلوا لي شهادة أبدًا. قال: فذكر ذلك للنبي ﷺ، فقال: «كفى بالسيف شاهدًا، ثم قال: «لا، إني أخاف أن يتتابع في ذلك السكران والغيران».
رواه ابن ماجه (٢٦٠٦) عن علي بن محمد قال: حدثنا وكيع، عن الفضل بن دلْهم، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المحبّق قال: قيل لأبي ثابت سعد بن عبادة حين نزلت آية الحدود فذكره. وإسناده ضعيف لعلل:
منها: الفضل بن دلْهم الواسطي القصّاب ضعيف.
ومنها: شيخه الحسن وهو البصري مدلس وقد عنعن.
ومنها: شيخه قبيصة بن حريث الأنصاري البصري قال فيه البخاري: «في حديثه نظر».
وقال النسائي: «لا يصح حديثه».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 56 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً أأمهله حتى آتي بأربعة شهود

  • 📜 حديث: أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً أأمهله حتى آتي بأربعة شهود

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً أأمهله حتى آتي بأربعة شهود

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً أأمهله حتى آتي بأربعة شهود

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً أأمهله حتى آتي بأربعة شهود

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب