حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمتهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يُقام حد الزنا إلا بالاعتراف أو البينة أو الحمل

عن القاسم بن محمد، قال: قال عبد الله بن شداد وذُكر المتلاعنان عند ابن عباس فقال ابن شداد: أهما اللذان قال النبي ﷺ: «لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينةٍ لرجمتهما!» فقال ابن عباس: لا، تلك امرأة أعلنت.
وفي رواية: «لا، تلك امرأة كانت تظهر في الإسلام السوء».

متفق عليه: رواه البخاري في الحدود (٦٨٥٥) ومسلم في اللعان (١٣: ١٤٩٧) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدّثنا أبو الزناد، عن القاسم بن محمد، به.

عن القاسم بن محمد، قال: قال عبد الله بن شداد وذُكر المتلاعنان عند ابن عباس فقال ابن شداد: أهما اللذان قال النبي ﷺ: «لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينةٍ لرجمتهما!» فقال ابن عباس: لا، تلك امرأة أعلنت.
وفي رواية: «لا، تلك امرأة كانت تظهر في الإسلام السوء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي ذكره السائل يتعلق بمسألة دقيقة في أحكام الحدود، وخاصة حد القذف والزنا، وهو من الأحاديث التي تبين دقة الشريعة الإسلامية وعدلها، وتحذيرها من التسرع في إقامة الحدود دون بينة واضحة.

أولاً. تخريج الحديث ومصادره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "الشهادات"، باب "الشهادة على الأنساب والرضاع المستفيض"، ورواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب "اللعان"، باب "في حديث الإفك"، ورواه الإمام أحمد في مسنده، وغيرهم من أئمة الحديث.

ثانياً. شرح مفردات الحديث:


● المتلاعنان: هما الزوج والزوجة اللذان يتلاعنان؛ أي يتبادلان اللعان في المحكمة عندما يتهم الزوج زوجته بالزنا دون بينة.
● راجمًا: أي أنزل حد الرجم، وهو القتل بالحجارة على الزاني المحصن.
● بغير بينة: أي دون دليل واضح أو شهادة عدول.
● أعلنت: أي أظهرت الفاحشة واعترفت بها جهارًا.
● تظهر في الإسلام السوء: أي كانت تتصرف بفحشٍ ظاهرٍ معروفٍ بين الناس.

ثالثاً. شرح الحديث:


الحديث يحكي قصة نقاش بين الصحابي الجليل عبد الله بن شداد وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حيث ذكر ابن شداد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمتهما"، ففسر ابن عباس أن هذه المرأة ليست من المتلاعنين (أي الزوجين اللذين يتلاعنان)، بل هي امرأة أخرى أعلنت الفاحشة وظهر منها السوء.
التفصيل:
- القصة الأصلية التي يشير إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي امرأة معينة كانت تظهر الفاحشة وتعملها جهارًا، حتى أصبحت معروفة بين الناس بذلك، ومع ذلك لم يرجمها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم تكن هناك بينة شرعية (أربعة شهود عدول) تثبت عليها الجرم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يتحرى العدل ويحرص على ألا يقيم الحد إلا ببينة قاطعة.
- أما "المتلاعنان" فهما زوجان يتبادلان اللعان عندما يتهم الزوج زوجته بالزنا دون بينة، فيحلفان الأيمان المغلظة، ثم تثبت براءة المرأة أو تخرج من العلاقة الزوجية دون حدٍ عليها.
- فابن عباس رضي الله عنه يوضح أن المرأة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت راجمًا بغير بينة لرجمتها" ليست من هؤلاء المتلاعنين، بل هي امرأة أخرى كانت مشهورة بالسوء، ولكن لم تثبت عليها البينة الشرعية.

رابعاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- العدل في إقامة الحدود: الشريعة الإسلامية تحرص على العدل، فلا تقيم الحدود إلا ببينة واضحة، ولو كان الجرم ظاهرًا ومعروفًا.
2- تحري البينات: الحديث يؤكد على أهمية البينة في إثبات الجرائم، وخصوصًا جرائم الحدود التي فيها عقوبات شديدة.
3- الفرق بين العلم الشخصي والحكم القضائي: النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن المرأة تعمل السوء، لكنه لا يحكم عليها بالحد لأن البينة الشرعية لم تثبت، وهذا درس في فصل العلم الشخصي عن الحكم القضائي.
4- الرفق والرحمة: حتى في أشد العقوبات، نجد النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ويتروى، مما يدل على رحمة الإسلام وعدله.
5- التمييز بين حالات الإعلان والخفاء: المرأة التي تعلن الفاحشة تختلف عن التي تخفيها، ولكن البينة الشرية هي الأساس في الحكم.

خامساً:

معلومات إضافية:
- هذا الحديث يرد على من يتهم الإسلام بالقسوة في الحدود، بل يبين أن الإسلام يحرص على العدل والتحري قبل إقامة أي عقوبة.
- الحديث أيضًا يبين مكانة ابن عباس رضي الله عنه في الفقه والتفقه في الدين، حيث كان متميزًا في فهم النصوص وشرحها.
- يستفاد منه أن العالم يجب أن يبين ويفصل في المسائل حتى لا يلتبس على الناس أمرهم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحدود (٦٨٥٥) ومسلم في اللعان (١٣: ١٤٩٧) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدّثنا أبو الزناد، عن القاسم بن محمد، به.
والرواية الثانية لهما البخاري في الحدود (٦٨٥٦) ومسلم في اللعان (١٢: ١٤٩٧) من طريق الليث، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم بن محمد فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 53 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمتهما

  • 📜 حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمتهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمتهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمتهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمتهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب