حديث: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من أتى بهيمة
ضعيف: رواه أبو داود (٤٤١٤) والترمذي (١٤٥٥) وابن ماجه (٢٥٦١) وأحمد (٢٤٢٠) والدارقطني (٣/ ١٢٦/ ١٢٧) والحاكم (٤/ ٣٥٥) والبيهقي (٨/ ٢٣٣) كلهم من حديث عمرو بن أبي سلمة، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فالحديث الذي ذكرتَه رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: «مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ فَاقْتُلُوهُ وَاقْتُلُوهَا». وهذا الحديث ضعيف الإسناد، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما بيَّن ذلك عدد من أهل العلم المحققين.
ومع ذلك، فإن الفقهاء تطرقوا لمعناه واستنباط الأحكام من جهة النظر والقياس، وإن لم يثبت كحديث. وفيما يلي شرح للمفردات والمعنى العام والفوائد المستفادة:
1. شرح المفردات:
● وَقَعَ عَلَى: أي جامعها وأتاها جنسياً.
● بَهِيمَةٍ: هي كل حيوان لا يُعتبر من جنس الآدميين، وغالباً ما تُطلق على الأنعام كالإبل والبقر والغنم، وقد تُعمّم لغيرها من الحيوانات.
● فَاقْتُلُوهُ: أي ائتمروا بقتله.
● وَاقْتُلُوهَا: أي واقتلوا البهيمة التي وقع عليها الفعل.
2. شرح الحديث:
المعنى الظاهر للحديث هو الأمر بقتل من زنى ببهيمة، وكذلك قتل البهيمة التي زُني بها. وهذا الحكم – لو صح الحديث – لكان من أشد العقوبات الزجرية عن هذه الفعلة الشنيعة، التي هي من الكبائر ومنافٍ للفطرة السليمة.
3. الدروس والمستفادات (على سبيل الفقه والنظر):
● عِظَمُ جريمة الزنى بالبهائم: هذه الجريمة من أقبح الذنوب وأشدها حرمة؛ لأنها إفساد للفطرة وخلل في الغريزة، وتشبه بالحيوانات في أسوأ صوره.
● التشديد في الزجر عن الفاحشة: لو صح الحديث لكان دليلاً على أن بعض صور الفساد الأخلاقي تبلغ من الخطورة مبلغاً تستوجب أقصى العقوبات للمحافظة على قيم المجتمع وسلامته.
● اختلاف الفقهاء في الحكم:
- ذهب بعض الفقهاء – بناء على فهم بعض الآثار – إلى القول بقتل من زنى ببهيمة.
- والجمهور على أنه لا يُقتل، ولكن يعزَّر تعزيراً شديداً بالضرب أو الحبس أو غير ذلك، لأن الحدود لا تثبت إلا بنص صحيح صريح.
- أما البهيمة فلا دليل على قتلها عند الجمهور، بل يرى بعضهم أن تُذبح وتُحرق أو تدفن حتى لا يأكلها الناس؛ لِما لحقها من النجاسة والقذارة.
4. معلومات إضافية:
- الحديث ضعيف كما ذكر الإمام أحمد والدارقطني وابن حجر وغيرهم، وقال ابن القيم: "ليس فيه حديث صحيح".
- المسألة خلافية فقهية، والأحوط للمسلم أن يبتعد عن كل ما يخدش الحياء ويُفسد الفطرة، ويجب على الولاة تعزير مرتكبي مثل هذه الأفعال بشدة ردعاً وزجراً.
- ينبغي التنبيه على خطورة تداول الأحاديث الضعيفة والموضوعة دون بيان حالها، فإن في الصحيح من الأحاديث ما يغني عن الضعيف.
الخلاصة:
هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن المعنى الذي يتضمنه – وهو التحذير من الفاحشة والتشديد في النهي عن الوطء بالبهائم – معتبر شرعاً، وهو من الكبائر التي يعاقب مرتكبها تعزيراً شديداً، وإن لم يصل إلى القتل عند جمهور العلماء.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وزاد بعضهم: قيل لابن عباس: ما شأن البهيمة؟ قال: ما سمعت من رسول الله ﷺ في ذلك شيئًا، ولكن أرى رسول الله ﷺ كره أن يؤكل من لحمها، أو ينتفع بها، وقد عُمل بها ذلك العمل.
وفيه عمرو بن أبي عمرو مختلف فيه، فوثقه أحمد وأبو زرعة وقال أبو حاتم: «لا بأس به، وقد روى عنه مالك». وقال ابن عدي: «لا بأس به، لأن مالكًا روى عنه، ولا يروي مالك إلا عن صدوق ثقة» وقلت: ولكن تكلم أهل العلم في روايته حديث البهيمة.
فقال البخاري: «عمرو صدوق، ولكهـ روي عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمعتُ من عكرمة» وقال: «ليس هذا بالقوي».
ثم روى أحمد بن يونس، أن شريكًا وأبا الأحوص وأبا بكر بن عياش حدثوهم، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس قال: «ليس على الذي يأتي البهيمة حد». وعاصم هو ابن بهدلة.
قال أبو داود: «حديث عاصم يضعّف حديث عمرو بن أبي عمرو».
وقال الترمذي: «هذا الحديث لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ. وقد روي سفيان الثوري، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس أنه قال: من أتي بهيمة فلا حد عليه. وقال: «وهذا أصح من الحديث الأول».
قال الأعظمي: تبين من هذا أن حديث عمرو بن أبي عمرو يُضعف من وجهين:
الأول: تفرده عن عكرمة.
الثاني: مخالفة عاصم بن بهدلة له، فإنه روي عن ابن عباس من قوله في الحد على من أتى البهيمة. فلو كان هذا الحديث عن ابن عباس لما خالفه.
ولهذا لم يأخذ أحد من الفقهاء بهذا الحديث، وخاصة منهم الأئمة الأربعة: أبو حنيفة ومالك والشافعي في أحد قوليه وأحمد. وإنما قالوا فيه بالتعزير. وروي ذلك عن عطاء، والشعبي، والنخعي، والحاكم وغيرهم.
والقول الثاني عند الشافعي: حكمه حكم الزاني.
وفي معناه أحاديث أخرى وكلها ضعيفة.
وقد نصر البيهقي قول الشافعي هذا فقال: «وقد رويناه من أوجه عن عكرمة، ولا أدري عمرو بن أبي عمرو يقصر عن عاصم بن بهدلة في الحفظ، كيف وقد تابعه على روايته جماعة، وعكرمة عند أكثر الأئمة من الثقات الأثبات». انتهى.
هكذا قال ﵀ بأن هذا الحديث روي عن عكرمة من أوجه، ونص الترمذي بأنه لا يروي
إلا عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، فنظرنا في الأخبار فوجدنا أن عباس بن منصور وداود بن الحصين روياه عن عكرمة نحوه.
وعباد بن منصور الناجي ضعيف باتفاق أهل العلم، لا سيما في عكرمة.
وأما داود بن الحصين فحديثه عند ابن ماجه (٢٥٦٤) فهو وإن كان ثقة ولكن روايته عن عكرمة فيه اضطراب.
فلا تصح هذه المتابعة. وبالله التوفيق.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 121 حديثاً له شرح
- 38 لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت...
- 39 أتى ماعز بن مالك النبي ﷺ فقال إني زنيت
- 40 إقامة الحد على ماعز بن مالك
- 41 من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى غفر له ذنبه
- 42 أتاه النبي ﷺ فقال إني زنيت فأقم علي كتاب الله
- 43 فهلا تركتموه لماعز بن مالك
- 44 من أصاب حدًا ثم صلى مع الإمام غفر له
- 45 رجم رسول الله ماعزًا والغامدية بعد إقرارهما بالزنا
- 46 قصة ماعز بن مالك
- 47 امرأة حبلى من الزنى تأتي النبي وتطلب إقامة الحد.
- 48 أقيموا على أرقائكم الحد من أحصن ومن لم يحصن
- 49 أمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، فإن اعترفت فارجمها
- 50 جلد مائة وتغريب عام فيمن زنى ولم يحصن
- 51 الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن
- 52 لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة
- 53 لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمتهما
- 54 لو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصفح
- 55 من أغير مني؟ والله أغير مني
- 56 أرأيت لو وجدت مع امرأتي رجلاً أأمهله حتى آتي بأربعة...
- 57 جلد الحد لمن اعترف بالزنا وترك المرأة التي أنكرت
- 58 بيعوها ولو بضفير
- 59 إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها ولا يثرّب
- 60 إقامة الحد على الأرقاء المحصنين وغير المحصنين
- 61 من وقع على جارية وهو مريض فليستفت
- 62 من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به
- 63 من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوها
- 64 رفع القلم عن المجنون المغلوب على عقله
- 65 امرأة صاحت فانطلق الرجل
- 66 من سرق من قريش قطع محمد يده
- 67 قطع يد المرأة المخزومية لاستعارتها المتاع وجحودها
- 68 قطع يد المرأة المخزومية التي كانت تستعير المتاع وتجحده
- 69 لو كانت فاطمة لقطعت يدها
- 70 تطهّر خير لها لو كانت فاطمة لقطع محمد يدها
- 71 يقطع يد السارق إذا سرق البيضة أو الحبل
- 72 تُقطع اليد في ربع دينار فصاعدًا
- 73 اقطعوا في ربع دينار ولا تقطعوا فيما هو أدنى من...
- 74 لم تقطع يد سارق في أقل من ثمن المجن
- 75 قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم
- 76 قطع يد السارق في تُرس ثمنه ثلاثة دراهم
- 77 لا قطع في ثمر ولا كثر
- 78 من أصاب بفيه من ثمر معلق فلا شيء عليه
- 79 ليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع
- 80 ليس على المختلس قطع
- 81 ليس على منتهب ولا مختلس ولا خائن قطعه
- 82 هلا قبل أن تأتيني به
- 83 من حالت شفاعته دون حد من حدود الله
- 84 تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب
- 85 أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود.
- 86 قطع يد امرأة سرقت ثم حسنت توبتها
- 87 لا تقطع الأيدي في السفر
معلومات عن حديث: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوها
📜 حديث: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








