نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم

حديث: نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم

عن دُلجة بن قيس أن الحكم الغفاري قال لرجل - أو قال له رجل: أتذكرُ حين نهى رسول الله ﷺ عن النقير والمقير - أو أحدهما - وعن الدباء، والحنتم؟ قال: نعم وأنا أشهد على ذلك.

حسن: رواه أحمد (١٧٨٦٠)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢٣٥) كلاهما من طريق سليمان التيمي، عن أبي تميمة، عن دلجة بن قيس قال .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونعلم.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك شرحاً وافياً إن شاء الله على النحو التالي:
### أولاً. رواة الحديث
● دُلجة بن قيس: ثقة من التابعين، روى عنه عدد من الثقات.
● الحكم الغفاري: صحابي جليل، من قبيلة غفار، وهي قبيلة معروفة بالإسلام المبكر.
### ثانياً. شرح المفردات
● النقير: هو إناء صغير كان يصنع من جذع النخلة، ينقر (يُحفر) في وسطه ليصنع منه وعاءً صغيراً ليشرب فيه.
● المقير: هو إناء يُطلى بالقار (المادة القطرانية) ليمنع تسرب السوائل منه.
● الدباء: هو القرع اليابس (اليقطين)، وكانوا يتخذون من قشرته اليابسة إناءً للشرب.
● الحنتم: جرار خضراء كانت تُصنع من الفخار (الطين المحروق) وتُدهن بالزيت أو مواد أخرى.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا الصحابي الجليل الحكم الغفاري أنه سأل رجلاً (ولعل الرجل هو دلجة بن قيس نفسه أو غيره) إن كان يذكر حين نهى رسول الله ﷺ عن استخدام هذه الأوعية الأربعة (أو بعضها) للشرب، فأجاب الرجل بأنه يذكر ذلك ويشهد عليه.
والنهي هنا عن التخمر في هذه الأوعية، لا عن استخدامها مطلقاً. فقد كانت هذه الأوعية شائعة الاستخدام عند العرب لصنع النبيذ (الخمر) لأنها تسرع في تخمر العصير وتحوله إلى خمر بسبب طبيعتها المسامية أو طريقة صنعها.
فالنهي النبوي كان تحريماً لاتخاذها كأوعية للتخمير، لأن في ذلك تعجيلاً للإثم وتسهيلاً لصنع المحرم.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- سد الذرائع إلى الحرام: نهى النبي ﷺ عن هذه الأوعية لأنها كانت ذريعة قوية لصنع الخمر، فشرع الإسلام بسد كل باب يؤدي إلى المعصية.
2- حكمة التشريع: النهي لم يكن عن الوعاء نفسه، بل عن الغرض الفاسد الذي يُستخدم من أجله، فلو استُخدمت لأغراض مباحة فلا حرج.
3- الحرص على سلامة المجتمع: يهدف النهي إلى حماية المجتمع من انتشار الخمر وآثارها المدمرة على الأفراد والأسر.
4- التثبت في الرواية: في رواية الحديث نلاحظ التردد (أو قال له رجل - أو أحدهما) مما يدل على دقة الرواة وأمانتهم في نقل الحديث.

خامساً:

حكم استخدام هذه الأوعية اليوم
الأصل الجواز إذا قُطعت النية عن التخمير، واستُخدمت في أمر مباح، ولكن ينبغي للمسلم أن يختار الأوعية المناسبة التي لا تثير الشبهات.
أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لاتباع سنة نبيه ﷺ والبعد عن كل ما يغضبه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٧٨٦٠)، والطبراني في الكبير (٣/ ٢٣٥) كلاهما من طريق سليمان التيمي، عن أبي تميمة، عن دلجة بن قيس قال .. فذكره.
وفي سنده دُلجة بن قيس لم يوثقه غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات، وأبو تميمة هو طريف بن مجاهد، وسليمان هو ابن طرخان.
ودُلجة توبع عليه.
فرواه الطبراني في الكبير (٣/ ٢٣٤) ومسدد كما في المطالب العالية (١٨٣٢) كلاهما من طريق سوادة بن عاصم، عن الحكم الغفاري - وكان من أصحاب النبي ﷺ .. فذكره بنحوه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 92 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم

📜 حديث: نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية