حديث: نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ذكر الأوعية التي نهي أن ينتبذ فيها

عن عبد الرحمن بن جوشن قال: كان أبو بكرة يُنتبذ له في جر، فقدم أبو برزة من غيبة كان غابها، فنزل بمنزل أبي بكرة قبل أن يأتي منزله، فلم يجد أبا بكرة في منزله، فوقف على امرأة له يقال لها: مَيْسة، فسألها عن أبي بكرة، وعن حاله، ونظر، فأبصر الجرة التي فيها النبيذ، فقال: ما في هذه الجرة؟ قالت: نبيذ لأبي بكرة فقال: لوددتُ أنك جعلتيه في سقاء، ثم خرج فأمر بالنبيذ، فحُول في سقاء، ثم علقته، فجاء أبو بكرة، فأخبرته عن أبي برزة، وعن قدومه، ثم أبصر السقاء فقال: ما هذا السقاء؟ فقالت: قال أبو برزة كذا وكذا، فحولت نبيذك في السقاء، فقال: ما أنا بشارب منه شيئا، آلله إن جعلت العسل في جر ليحرمن علي، ولئن جعلت الخمر في سقاء ليحلن لي، إنا قد عرفنا الذي نهينا عنه، نهينا عن الدباء والنقير، والحنتم، والمزفت، فأما الدباء فإنا معشر ثقيف بالطائف كنا نأخذ الدباء، فنخرط فيها عناقيد العنب، ثم ندفنها، ثم نتركها، حتى تهدر، ثم تموت. وأما النقير فإن أهل اليمامة كانوا يقرون أصل النخلة فيشدخون فيه الرطب والبسر ثم يدعونه، حتى يهدر، ثم يموت. وأما الحنتم فجرار كان يحمل إلينا فيها الخمر. وأما المزفت فهي هذه الأوعية التي فيها هذا الزفت.

حسن: رواه أبو داود الطيالسي (٩٢٣)، والبزار (٣٦٨٩)، والبيهقي (٨/ ٣٠٩)، وصحّحه ابن حبان (٥٤٠٧) كلهم من طريق عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن، عن أبيه .

عن عبد الرحمن بن جوشن قال: كان أبو بكرة يُنتبذ له في جر، فقدم أبو برزة من غيبة كان غابها، فنزل بمنزل أبي بكرة قبل أن يأتي منزله، فلم يجد أبا بكرة في منزله، فوقف على امرأة له يقال لها: مَيْسة، فسألها عن أبي بكرة، وعن حاله، ونظر، فأبصر الجرة التي فيها النبيذ، فقال: ما في هذه الجرة؟ قالت: نبيذ لأبي بكرة فقال: لوددتُ أنك جعلتيه في سقاء، ثم خرج فأمر بالنبيذ، فحُول في سقاء، ثم علقته، فجاء أبو بكرة، فأخبرته عن أبي برزة، وعن قدومه، ثم أبصر السقاء فقال: ما هذا السقاء؟ فقالت: قال أبو برزة كذا وكذا، فحولت نبيذك في السقاء، فقال: ما أنا بشارب منه شيئا، آلله إن جعلت العسل في جر ليحرمن علي، ولئن جعلت الخمر في سقاء ليحلن لي، إنا قد عرفنا الذي نهينا عنه، نهينا عن الدباء والنقير، والحنتم، والمزفت، فأما الدباء فإنا معشر ثقيف بالطائف كنا نأخذ الدباء، فنخرط فيها عناقيد العنب، ثم ندفنها، ثم نتركها، حتى تهدر، ثم تموت. وأما النقير فإن أهل اليمامة كانوا يقرون أصل النخلة فيشدخون فيه الرطب والبسر ثم يدعونه، حتى يهدر، ثم يموت. وأما الحنتم فجرار كان يحمل إلينا فيها الخمر. وأما المزفت فهي هذه الأوعية التي فيها هذا الزفت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن عبد الرحمن بن جوشن قال: كان أبو بكرة يُنتبذ له في جر، فقدم أبو برزة من غيبة كان غابها، فنزل بمنزل أبي بكرة قبل أن يأتي منزله، فلم يجد أبا بكرة في منزله، فوقف على امرأة له يقال لها: مَيْسة، فسألها عن أبي بكرة، وعن حاله، ونظر، فأبصر الجرة التي فيها النبيذ، فقال: ما في هذه الجرة؟ قالت: نبيذ لأبي بكرة فقال: لوددتُ أنك جعلتيه في سقاء، ثم خرج فأمر بالنبيذ، فحُول في سقاء، ثم علقته، فجاء أبو بكرة، فأخبرته عن أبي برزة، وعن قدومه، ثم أبصر السقاء فقال: ما هذا السقاء؟ فقالت: قال أبو برزة كذا وكذا، فحولت نبيذك في السقاء، فقال: ما أنا بشارب منه شيئا، آلله إن جعلت العسل في جر ليحرمن علي، ولئن جعلت الخمر في سقاء ليحلن لي، إنا قد عرفنا الذي نهينا عنه، نهينا عن الدباء والنقير، والحنتم، والمزفت، فأما الدباء فإنا معشر ثقيف بالطائف كنا نأخذ الدباء، فنخرط فيها عناقيد العنب، ثم ندفنها، ثم نتركها، حتى تهدر، ثم تموت. وأما النقير فإن أهل اليمامة كانوا يقرون أصل النخلة فيشدخون فيه الرطب والبسر ثم يدعونه، حتى يهدر، ثم يموت. وأما الحنتم فجرار كان يحمل إلينا فيها الخمر. وأما المزفت فهي هذه الأوعية التي فيها هذا الزفت.


1. شرح المفردات:


● يُنتبذ له: يُعمل له نبيذًا (شراب من عصير الفواكه كالعنب أو التمر يُتخذ للشرب قبل أن يصير خمرًا).
● جر: إناء من الفخار أو الخزف.
● غيبة: سفر أو غياب.
● مَيْسة: اسم امرأة أبي بكرة.
● سقاء: وعاء من الجلد يُخزن فيه السوائل.
● الدباء: القرع اليابس (اليقطين) كانوا يتخذونه وعاءً للنبيذ.
● النقير: أصل النخلة يُنقر ويُجعل وعاءً.
● الحنتم: جرار خضراء كانت تستخدم لنقل الخمر.
● المزفت: الأوعية المطلية بالزفت (مادة سوداء لسد المسام).
● تهدر: تصدر صوتًا بسبب التخمر.
● تموت: تهدأ وتنتهي فترة الغليان والتخمر.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يروي قصة أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه (صحابي جليل) وأبي برزة الأسلمي رضي الله عنه (صحابي آخر)، وفيه دلالة على فهم الصحابة العميق لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن آنية معينة في صنع النبيذ.
● السياق: كان أبو بكرة يتخذ نبيذًا في "جر" (إناء فخاري)، فزاره أبو برزة أثناء غيابه، ورأى الجرة فيها النبيذ، فنصح زوجة أبي بكرة بنقل النبيذ إلى "سقاء" (وعاء جلد) لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الانتباذ في الجر.
● رد أبي بكرة: عندما عاد وأخبرته زوجته بما فعل أبو برزة، رفض شرب النبيذ الذي نُقل إلى السقاء، قائلاً: "ما أنا بشارب منه شيئًا"، ثم بين أن التحريم ليس متعلقًا بنوع الوعاء بذاته، بل بالنهي عن آنية محددة بسبب عادات أهل الجاهلية في تخمير النبيذ حتى يصير خمرًا.
● بيان أبو بكرة: أوضح أن النهي كان عن أربعة أوعية: الدباء، النقير، الحنتم، المزفت، لأن هذه الأوعية كانت تستخدم في الجاهلية لصنع الخمر أو تخزينها، وكانت تساعد في تسريع التخمر due to طبيعتها المسامية أو طريقة استخدامها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الفهم الدقيق للنهي: النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية الأربعة ليس لأنها محرمة بذاتها، بل لأنها كانت أوعية associateed بصنع الخمر في الجاهلية، فنهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم سدًا للذريعة ومنعًا للوقوع في المحرم.
2- سد الذرائع: من حكمة الشريعة سد الذرائع التي تؤدي إلى المحرمات، فاستخدام هذه الأوعية might يؤدي إلى تخمر النبيذ وتحوله إلى خمر.
3- عدم التحريم بالوعاء: العبرة بالمنهي عنه (الخمر) وليس بالوعاء، كما قال أبو بكرة: "لو جعلت الخمر في سقاء لحلّ لي" – أي لو كان الوعاء مباحًا ولكن المحتوى خمرًا فهو حرام، والعكس.
4- اجتهاد الصحابة: الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفقهون مقاصد الشريعة، ولم يتوقفوا عند ظاهر النهي، بل فهموا علته.
5- التقوى والورع: أبو بكرة امتنع عن الشرب من النبيذ بعد نقله إلى السقاء ورعًا وتقوى، رغم أن قد يكون جائزًا، خشية أن يكون ذلك ذريعة إلى ما نهى عنه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم النبيذ: النبيذ إذا لم يصل إلى درجة الإسكار (قبل التخمر الكامل) كان مباحًا في أول الإسلام، ثم حرمت الخمر تحريمًا قاطعًا، وبقي الانتباذ جائزًا بشرط ألا يكون في الأوعية المنهي عنها.
- **الآنية المب
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود الطيالسي (٩٢٣)، والبزار (٣٦٨٩)، والبيهقي (٨/ ٣٠٩)، وصحّحه ابن حبان (٥٤٠٧) كلهم من طريق عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن، عن أبيه .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل عيينة بن عبد الرحمن فإنه حسن الحديث.
وعبد الرحمن بن جوشن هو: الغطفاني البصري ثقة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 90 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت

  • 📜 حديث: نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب