إذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي

حديث: إذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي

عن عبد الله بن عمر أن رجلًا مرَّ برسول الله ﷺ وهو يُهريق الماء، فسلم عليه الرجل، فرد عليه رسولُ الله ﷺ، ثم قال: «إذا رأيتني هكذا فلا تُسلم عليّ؛ فإنك إن تفعل لا أردُّ عليك السلام».

صحيح: رواه البزار كما ذكره الزيلعي في نصب الراية (١/ ٦)، من حديث أبي بكر رجل من آل
عمر بن الخطاب، عن نافع، عن ابن عمر، وابن الجارود في المنتقى (٣٧) من طريق أبي بكر، وقال: هو ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عنه، واللفظ له.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا مرَّ برسول الله ﷺ وهو يُهريق الماء، فسلم عليه الرجل، فرد عليه رسولُ الله ﷺ، ثم قال: «إذا رأيتني هكذا فلا تُسلم عليّ؛ فإنك إن تفعل لا أردُّ عليك السلام».

1. شرح المفردات:

● يُهريق الماء: أي يصب الماء أو يَسكبه، والمقصود هنا أنه كان يبول أو يتوضأ أو يغتسل، والأظهر أنه كان يقضي حاجته.
● فَسَلَّمَ عليه الرجل: أي نطق بالتحية الإسلامية "السلام عليكم" أو نحوها.
● فَرَدَّ عليه رسولُ الله ﷺ: أجابه على السلام برد التحية.
● فإنك إن تفعل لا أردُّ عليك السلام: أي إن سلمت عليَّ في مثل هذه الحالة، فلن أردَّ عليك السلام.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً رأى النبي ﷺ وهو يصب الماء (أي في حالة قضاء حاجة أو اغتسال)، فسلم عليه، فرد النبي ﷺ السلام رداً مشروعاً، ثم نبهه بعد ذلك بأنه إذا رآه في مثل هذه الحالة (حالة انشغال بقضاء حاجة أو ما في معناها من الأمور الخاصة التي لا يليق فيها الكلام أو الرد) فلا يسلم عليه؛ لأنه إن فعل، فلن يرد عليه السلام؛ وذلك لانشغاله بما هو فيه.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الأدب مع النبي ﷺ: الحديث يدل على أدب الصحابة مع النبي ﷺ وحرصهم على السلام عليه، كما يدل على حرص النبي ﷺ على تعليمهم الآداب الشرعية حتى في أدق التفاصيل.
2- مراعاة أحوال الناس: ينبه الحديث إلى ضرورة مراعاة أحوال الآخرين وعدم إزعاجهم في أوقات انشغالهم بأمور خاصة أو حالات لا يليق فيها الكلام أو المقاطعة.
3- عدم رد السلام في بعض الأحوال: يفهم من الحديث أن الإنسان قد يكون في حالة لا يستطيع معها الرد على السلام (كمن يكون في الخلاء أو في حالة انشغال شديد)، فيُكره في حقه أن يُسلَّم عليه؛ لأنه لن يستطيع الرد، والرد واجب.
4- التوجيه النبوي الرقيق: لاحظ كيف أن النبي ﷺ لم يزجر الرجل، بل رد عليه السلام أولاً ثم نبهه بلطف وأدب، مما يدل على رحمة النبي ﷺ وحسن تربيته لأصحابه.
5- الحكمة من النهي: النهي عن السلام في مثل هذه الحالة حتى لا يضع المسلم أخاه في حرج؛ حيث إن الرد على السلام واجب، فإذا كان المُسلَّم عليه في حالة لا يمكنه الرد فيها، فإنه يقع في الإثم إذا لم يرد.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- يستفاد منه أيضاً أن السلام لا يشرع في مواضع معينة، كدورات المياه وأثناء قضاء الحاجة، أو أثناء الخطبة، أو عند الأكل والشرب، ونحو ذلك.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن من كان في الخلاء (قضاء الحاجة) لا يسلم عليه، وإذا سلم عليه لا يرد السلام؛ لأنه ليس من المواضع التي يشرع فيها الكلام.
- ينبغي للمسلم أن يتأدب بهذه الآداب، فيمتنع عن إلقاء السلام على من هو في حالة خاصة لا تليق معها المقاطعة، مثل من هو في الصلاة، أو في الخلاء، أو منشغل بذكر الله، أو نائم، وغير ذلك.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا للعمل بسنّة نبينا محمد ﷺ، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار كما ذكره الزيلعي في نصب الراية (١/ ٦)، من حديث أبي بكر رجل من آل
عمر بن الخطاب، عن نافع، عن ابن عمر، وابن الجارود في المنتقى (٣٧) من طريق أبي بكر، وقال: هو ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عنه، واللفظ له. وإسناده صحيح.
وأبو بكر هذا قال عبد الحق الإشبيلي: فيما أعلم هو: ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، روى عنه مالك وغيره، وهو لا بأس به، ثم قال: ولكن حديث مسلم أصح، لأنه من حديث الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر، والضحاك أوثق من أبي بكر، ولعل ذلك كان في موطنين» انتهى.
انظر الأحكام الوسطى (١/ ١٣١).
قال الأعظمي: هكذا جاء مُصرَّحًا في مسند السرَّاج (٢١) فقال: حدَّثنا محمد بن إدريس، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا سعيد بن سلمة، حدَّثني أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطَّاب، عن نافع به مثله. وذكره أيضًا الزيلعي.
وإسناده حسن لأجل سعيد بن سلمة، وهو: ابن أبي الحُسام العدوي مولاهم، مختلَفٌ فيه؛ فضعَّفه النسائي، ومشَّاه غيره، وله في صحيح مسلم حديث أمِّ زرع، واستشهد به البخاري، وروي له حديثًا واحدًا. وقال الحافظ: «صدوقٌ صحيح الكتاب يُخطِئ من حفظه».
ويجمع بين الحديثين بأنه ردَّ السلامَ مرة، ولم يردّ أخرى، وعلَّم في الحالتين بأنه لا يفعل مثل هذا؛ فإن فعل فإنه لا يرد عليه السلام بعد هذا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 119 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي

📜 حديث: إذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية