حديث: إلقاء النعال في الصلاة بسبب القذر أو الأذى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الأذي يصيب الذيل والنعال

عن أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول الله ﷺ يُصَلِّي بأصحابه، إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القومُ، ألْقَوا نِعالَهم، فلما قضى رسول الله ﷺ صلاته قال: ما حملكم على إلقائكم نِعالَكم؟». .
قالو: رأيناك ألقيتَ نعليك فألقينا نِعالنا، فقال رسول الله ﷺ: «إن جبريل عليه السلام أتاني، فأخبرني أن فيهما قذرًا - أو قال: أذًى»، وقال: «إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذًرا، أو أذّى فليمسحه وليصل فيهما».

صحيح: رواه أبو داود (٦٥٠) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن أبي نعامة السعدي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: بينما رسول الله ﷺ يُصَلِّي بأصحابه، إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القومُ، ألْقَوا نِعالَهم، فلما قضى رسول الله ﷺ صلاته قال: ما حملكم على إلقائكم نِعالَكم؟». .
قالو: رأيناك ألقيتَ نعليك فألقينا نِعالنا، فقال رسول الله ﷺ: «إن جبريل ﵇ أتاني، فأخبرني أن فيهما قذرًا - أو قال: أذًى»، وقال: «إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذًرا، أو أذّى فليمسحه وليصل فيهما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما رسول الله ﷺ يُصَلِّي بأصحابه، إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القومُ، ألْقَوا نِعالَهم، فلما قضى رسول الله ﷺ صلاته قال: ما حملكم على إلقائكم نِعالَكم؟». قالوا: رأيناك ألقيتَ نعليك فألقينا نِعالنا، فقال رسول الله ﷺ: «إن جبريل ﷺ أتاني، فأخبرني أن فيهما قذرًا - أو قال: أذًى»، وقال: «إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في نعليه قذًرا، أو أذّى فليمسحه وليصل فيهما».

1. شرح المفردات:


● بينما: أي في وقتٍ ما، أو بينما كان الأمر جاريًا.
● يُصَلِّي بأصحابه: أي إمامًا لهم في الصلاة.
● خلع نعليه: نزعهما عن رجليه.
● فوضعهما عن يساره: وضعهما على جهة شماله.
● ألقوا نعالهم: طرحوا أحذيتهم وخلعوها.
● قضى صلاته: أتمها وانتهى منها.
● ما حملكم: ما الذي دفعكم وأسبابكم.
● قذرًا أو أذًى: شيئًا نجسًا أو مؤذيًا كالروث أو القاذورات.
● فليمسحه: فليمطه ويزله عن النعل.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


كان النبي ﷺ يصلي بإخوانه من الصحابة كإمام لهم، فخلع نعليه أثناء الصلاة ووضعهما على جانبه الأيسر. فلما رأى الصحابة ذلك، ظنوا أن في خلع النعلين سنة أو أمرًا مستحبًا في الصلاة، فخلعوا نعالهم أيضًا تقليدًا له ﷺ دون أن يعلموا السبب. بعد أن انتهى النبي من الصلاة، سألهم عن سبب فعلهم هذا، فأخبروه أنهم قلّدوه. فبيّن لهم أن سبب خلعه لنعليه هو أن جبريل عليه السلام أخبره أثناء الصلاة بأن فيهما قذرًا (أي نجاسة)، ولم يكن ذلك لأجل سنة في الصلاة. ثم أرشدهم ﷺ إلى الحكم الشرعي في ذلك، وهو أن من دخل المسجد لينظر في نعليه، فإن رأى فيهما أذى أو قذرًا فليمطه ويصلي فيهما، ولا يلزم خلعهما مطلقًا.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب التأكد قبل التقليد: لا ينبغي للمسلم أن يقلد غيره في أفعاله دون أن يعلم الحكمة أو الحكم الشرعي خلفها، خاصة في العبادات.
● التنبيه على الطهارة في الصلاة: من شروط صحة الصلاة طهارة البدن والثوب والمكان، وقد كان خلع النبي لنعليه لوجود النجاسة فيهما.
● الأخذ بالأسباب والاجتهاد في إزالة النجاسة: إذا كان على ثوب أو نعل الإنسان نجاسة، فإنه يزيلها ويصلي به ولا يلزمه خلعه إذا أمكنت إزالة النجاسة.
● أدب الصحابة مع النبي ﷺ: حرصهم على متابعته وتقليده حتى في الأمور التي لم يبلغهم بها، مما يدل على محبتهم له وحرصهم على الخير.
● بيان سبب التشريع: النبي ﷺ لم يترك الصحابة في حيرة، بل بين لهم سبب فعله ليعلموا الحكم.
● جواز خلع النعلين في الصلاة للضرورة: إذا كان فيهما أذى، لكن لا يُشرع خلعهما لغير سبب.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما، وصححه عدد من أهل العلم.
- فيه دليل على أن الإمام يجب عليه أن يبين للناس إذا فعل أمرًا قد يُفهم على غير وجهه.
- يستفاد منه أن النجاسة إذا كانت في النعل أو الحذاء، فلا بأس بإزالته في الصلاة إذا احتيج إلى ذلك.
- يعلمنا النبي ﷺ في هذا الحديث التواضع وعدم التكبر، حيث خلع نعليه للضرورة ولم يمنعه الخلع من متابعة الصلاة.
- القاعدة المستفادة: "الأصل في الأفعال العادية الإباحة، إلا إذا ثبتت العبادة بها"، فخلع النعلين في الصلاة ليس سنة بذاته، بل هو لجلب مصلحة أو دفع مفسدة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، المتأدبين بآداب الشريعة، وأن يفقهنا في الدين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٦٥٠) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن أبي نعامة السعدي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
وإسناده صحيح، وحماد هو ابن زيد كما وقع في بعض النسخ، وفي نسخة أخرى إنه حماد بن سلمة، وكذلك قال البيهقي في «معرفة السنن» (٢/ ٤٣١) بعد أن رواه عن أبي داود، وأخرجه أيضًا ابن خزيمة (١٠١٧) في صحيحه، والحاكم (١/ ١٦٠) وقال: «صحيح على شرط مسلم».
وقال النووي في المجموعه (٢/ ١٧٩): «إسناده صحيحه وما قيل فيه بأنه مرسل فقد رجع أبو حاتم الموصول»العلل (١/ ١٢١).
وأما ما رُوي عن أبي هريرة: «إذا وَطِئ أحدكم بنعله الأذى، فإن التراب له طهور«فإنه ضعيف رواه أبو داود (٣٨٥) وفيه شيخ الأوزاعي مجهول، وفي رواية أن شيخه ابن عجلان، ولكن الراوي عنه محمد بن كثير الصنعاني سيئ الحفظ.
ورُوي عن عائشة بمعناه وفيه القعقاع بن حكيم لم يسمع من عائشة، كل هذه الروايات عند أبي داود.
قال الحافظ في: التلخيص (١/ ٢٧٨): ورواه أيضًا الحاكم من حديث أنس وابن مسعود، ورواه الدارقطني من حديث ابن عباس، وعبد الله بن الشخير، وإسناد كل منهما ضعيف، ورواه البزار من حديث أبي هريرة وإسناده ضعيف ومعلول أيضًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 115 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إلقاء النعال في الصلاة بسبب القذر أو الأذى

  • 📜 حديث: إلقاء النعال في الصلاة بسبب القذر أو الأذى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إلقاء النعال في الصلاة بسبب القذر أو الأذى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إلقاء النعال في الصلاة بسبب القذر أو الأذى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إلقاء النعال في الصلاة بسبب القذر أو الأذى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب