حديث: احتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في فرك المني ّ
صحيح: رواه مسلم في الطهارة (٢٩٠) عن أحمد بن جوص الحنفي، حدّثنا أبو الأحوص، عن شبيب بن غرقدة، عن عبد الله بن شهاب الخولاني، أنَّه قال .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت، وفيه فوائد عظيمة تتعلق بأحكام الطهارة والنجاسات. وإليك الشرح المفصل:
1. شرح المفردات:
● احتلمت: أي حصل منه إنزال المني أثناء النوم، وهو ما يسمى بالاحتلام.
● في ثوبَيَّ: أي في ثوبيه اللذين كان يرتديهما.
● فغمستهما في الماء: أي أدخلهما في الماء ليزيل أثر النجاسة.
● جارية لعائشة: خادمة أو وصيفة عند السيدة عائشة رضي الله عنها.
● أحكُّه: أي أفركه وأزيله.
● يابسًا: أي وقد جف وصار صلبًا.
● بظُفُري: أي بأظفاري، بمقدمة إصبعي.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي عبد الله بن شهاب الخولاني رضي الله عنه أنه كان نازلاً (ضيفاً) عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فاحتلم (أنزل المني) في ثوبيه أثناء نومه. فقام بإدخال الثوبين في الماء لغسلهما. فلما رأته جارية عائشة يفعل ذلك، أخبرت سيدتها. فبعثت إليه عائشة تسأله عن سبب قيامه بغسل ثوبيه، فأخبرها أنه احتلم فيهما. فسألته سؤالاً دقيقاً: هل رأى (أي أبصر بعينه) على الثوب أثر المني نفسه؟ فأجابها بالنفي. عندئذٍ بينت له الحكم الشرعي بأنه لو كان قد رأى أثر المني لوجب عليه غسله، أما لمجرد الاحتلام دون رؤية أثر مادي للنجاسة، فلا يجب الغسل. واستدلت على ذلك بعملها الشخصي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت تزيل المني اليابس من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم بحكّه بأظفارها فقط، دون الحاجة إلى غسله بالماء.
3. الدروس المستفادة منه:
● تفريق الشرع بين وجود النجاسة حقيقةً وبين مجرد الحدث: الأصل أن النجاسة تحتاج إلى غسل لإزالتها، ولكن مجرد الشك أو حصول الحدث (كالاحتلام) دون تيقن وجود عين النجاسة (المني) لا يوجب الغسل.
● المني طاهر عند جمهور العلماء: وهذا هو المستفاد من فعل السيدة عائشة، حيث كانت تحكه من ثوب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يابس دون غسله. وهذا قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، خلافاً للحنفية الذين يرون أنه نجس.
● التيسير ورفع الحرج: في هذا الحديث تيسير كبير على الأمة، فلو وجب الغسل لكل من احتلم لشكل ذلك مشقة عظيمة، خاصة أن الاحتلام قد يحصل ولا يرى الشخص أثراً للشيء الذي أنزله.
● أهمية طلب العلم والسؤال عن الأحكام: فعل الصحابي رضي الله عنه حيث سأل من هي أعلم الناس بسنن النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، وهي أم المؤمنين عائشة.
● جرأة الصحابة في السؤال وتوضيح الحق: لم تستحِ السيدة عائشة من توضيح حكم شرعي必要ي متعلق بأمور شخصية بحتة، بل بينته ليعلمه الناس، فالحاجة تدعو إلى ذلك.
● جواز حك النجاسة اليابسة إذا كانت طاهرة العين (عند القائلين بطهارة المني): وهذا من باب التيسير في إزالة الآثار التي لا تتعدى إلى غيرها.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● حكم المني: كما سبق، الجمهور على طهارته، واستدلوا بهذا الحديث وغيره. وهو الراجح لقوة أدلته.
● حكم من احتلم ولم يجد أثراً: لا يلزمه غسل ثوبه ولا بدنه، إلا أن يجد بللاً فيغسل محلّه فقط، لحديث أم سلمة رضي الله عنها: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يغسل المني ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب وأنا أنظر إلى أثر الغسل فيه" (متفق عليه). فهذا يدل على أن الغسل إنما يجب عند وجود عين المني.
● الفرق بين المني والمذي: المذي هو ماء رقيق يخرج عند الشهوة ولا يكون بشهوة كاملة ولا دفق، وهو نجس يجب غسله عند جمهور العلماء، بخلاف المني.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وفي سنن الترمذي (١١٦) وابن ماجه (٥٢٨) عن همام بن الحارث قال: ضاف عائشة ضيفٌ، فأمرت له بملحفة صفراء، فنام فيها، فاحتلم، فاستحيا أن يرسل بها، وبها أثر الاحتلام، فغمسها في الماء، ثم أرسل بها، فقالت عائشة: لم أفسد علينا ثوبنا؟ إنما كان يكفيه أن يفركه بأصابعه، وربما فركتُه من ثوب رسول الله ﷺ بأصابعي.
قال الترمذي: حسن صحيح.
لعل هذا الضيف هو عبد الله بن شهاب الخولاني.
وليس بين حديث الغسل وحديث الفرك تعارض؛ لأن الجمع بينهما واضح على القول بطهارة المني، بأن يحمل الغسل على الاستحباب للتنظيف لا على الوجوب؛ فإن المني بمنزلة البصاق والمخاط، كما قال ابن عباس.
وبه قال الشافعي وأحمد وأصحاب الحديث.
قال البيهقي: «وقد يغسل المني تنظيفًا كما يغسل المخاط وغيره من الثوب تنظيفًا لا تنجيسًا». «السنن الكبرى» (٢/ ٤١٩).
ومن ذهب إلى نجاسته حمل الغسل على ما كان رطبا، والفرك على ما كان يابسا، وهو مذهب الحنفية. انظر للمزيد: فتح الباري (١/ ٣٣٣).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 112 من أصل 119 حديثاً له شرح
- 70 يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه
- 71 أتى النبي الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار
- 72 لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم...
- 73 لا تأتني بعظم ولا روث
- 74 نهى رسول الله ﷺ أن يتمسح بعظم أو ببعر
- 75 من عقد لحيته أو تقلد وترًا أو استنجي برجيع دابة
- 76 إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء
- 77 استحباب الاستطابة بالماء من السنة النبوية
- 78 احجُبْ نساءَك
- 79 أذن النبي ﷺ للنساء بالخروج لقضاء الحاجة
- 80 إذا ذهب المذهب أبعد
- 81 إذا أراد الحاجة أبعد
- 82 كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس
- 83 إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد
- 84 مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.
- 85 لا تستقبل القبلة ولا تولها ظهرك في قضاء الحاجة
- 86 لا تستقبل القبلة ولا تستدبرها عند قضاء الحاجة
- 87 لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة
- 88 رسول الله ﷺ مستقبلا بيت المقدس لحاجته
- 89 نهى رسول الله عن استقبال القبلة ببول.
- 90 لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
- 91 من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له...
- 92 إذا أراد الحاجة تنحى ولا يرفع ثيابه حتى يدنو من...
- 93 دعا النبي بالطست ليبول فيها فانخنثت نفسه
- 94 لا تبل في الجحر فإنها مساكن الجن
- 95 لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه
- 96 لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب
- 97 اتقوا اللَّعّانين: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم
- 98 لا تَبُلْ في الماء الراكد
- 99 أما إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير
- 100 من أسباب عذاب القبر هو عدم التحرز من البول
- 101 يعذبان في قبورهما عذابًا شديدًا في ذنبٍ هينٍ
- 102 إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
- 103 أتى رسول الله ﷺ بصبي فبال على ثوبه
- 104 ولد صغير لم يأكل الطعام بال على ثوب النبي فدعا...
- 105 يُنْضح من بول الصبي
- 106 يغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام
- 107 ينضح من بول الغلام ويغسل من بول الجارية
- 108 أعرابي يبول في المسجد والنبي ينهى عن زجره
- 109 دعوه وأهريقوا على بوله سجلا من ماء
- 110 كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد في زمان رسول...
- 111 كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله ﷺ فيخرج إلى...
- 112 احتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء
- 113 أليس بعدها طريق هي أطيب منها
- 114 لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرًا ولا ثوبًا
- 115 إلقاء النعال في الصلاة بسبب القذر أو الأذى
- 116 الحسن بن علي على عاتقه ولعابه يسيل عليه
- 117 من مر على رسول الله وهو يبول فسلم فلم يرد...
- 118 إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم علي
- 119 إذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي
معلومات عن حديث: احتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء
📜 حديث: احتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: احتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: احتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: احتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








