حديث: لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرًا ولا ثوبًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في الأذي يصيب الذيل والنعال
حسن: رواه أبو داود (٢٠٤) واللفظ له، ورواه أيها ابن ماجه (١٠٤١) ولفظه: «أُمرنا ألّا نكف شعرًا ولا ثوبًا، ولا نتوضأ من موْطأٍ»، كلاهما من حديث عبد الله بن إدريس، وقرنه أبو داود بشريك وجرير، كلهم عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "كُنَّا لا نَتَوَضَّأُ مِنْ مَوْطِئٍ، وَلا نَكُفُّ شَعْرًا وَلا ثَوْبًا".
1. شرح المفردات:
* كنا: الضمير يعود إلى الصحابة رضوان الله عليهم، وهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
* مَوْطِئٍ: (بفتح الطاء) وهو المكان الذي وطئته الأقدام، والمقصود به هنا: المراحيض ومواضع قضاء الحاجة التي قد تتلوث بالنجاسات. وقيل أيضًا: ما وطئته الدواب من الطرقات التي قد تكون متسخة.
* لا نتوضأ: أي لا نغسل أقدامنا أو نعيد الوضوء كله خوفًا من أن نكون قد مسسنا شيئًا نجسًا.
* لا نكف: من الكَفِّ، وهو الجمع والضم. والمقصود: لا نجمع ولا نرفع.
* شعرًا ولا ثوبًا: أي لا نرفع أطراف ثيابنا أو نشمرها، ولا نجمع شعر رؤوسنا أو نربطه خوفًا من أن يصيبه شيء من النجاسة أثناء قضاء الحاجة.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن حالهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا لا يفعلون ثلاثة أمور عند دخول الخلاء (مكان قضاء الحاجة) خوفًا من النجاسة:
1. لم يكونوا يغسلون أقدامهم (أو يتوضؤون) بعد الخروج من موضع قضاء الحاجة، افتراضًا أنهم قد وطئوا نجاسة.
2. لم يكونوا يرفعون ويشمرون ثيابهم.
3. لم يكونوا يجمعون شعر رؤوسهم ويربطونه.
كان فعل هذه الأشياء شائعًا عند بعض الناس (مثل اليهود) كتشديد واحتياط مبالغ فيه، فبين النبي صلى الله عليه وسلم لأمته التيسير ورفع الحرج، وأمرهم بعدم التشديد على أنفسهم بما لم يشرعه الله.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- يسر الشريعة الإسلامية وسماحتها: يظهر هذا الحديث بوضوح أن الإسلام جاء برفع الحرج والمشقة عن الناس، ولم يشرع التشديدات والاحتياطات المبالغ فيها التي لم يأت بها نص.
2- النهي عن التشبه بأهل الكتاب: كان هذا الفعل (رفع الثياب والشد على الشعر) من عادات اليهود، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهتهم في أمورهم المخصوصة، خاصة في العبادات والعادات التي لم يشرعها الله لنا.
3- الأصل في الأشياء الطهارة: يستفاد من الحديث أن الأصل في الأرض والطرقات الطهارة، فلا يظن الإنسان أن كل ما وطئته قدمه نجس، بل هو طاهر حتى يتبين له يقينًا أنه نجس.
4- التعليم بالقدوة العملية: كان الصحابة رضوان الله عليهم يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله وتوجيهاته، وهذا الحديث يصور لنا صورة عملية من حياتهم اليومية تُظهر كيف طبقوا هذا التيسير.
5- رفع الوسوسة: الحديث دواء قوي لأهل الوسوسة الذين يبالغون في التحرز من النجاسات، فيشقون على أنفسهم ويخرجون عن حد الاعتدال الذي شرعه الله.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* مخرج الحديث: أخرجه الإمام الدارقطني في "سننه"، والبيهقي في "السنن الكبرى"، وصححه عدد من أهل العلم كالألباني.
* الحكم الشرعي: العمل بهذا الحديث هو أن المسلم لا يجب عليه أن يغسل قدميه بعد الخروج من الخلاء إلا إذا علم أو تيقن من إصابتهما بنجاسة، وكذلك لا يشرع له رفع ثيابه أو جمع شعره عند الدخول احتياطًا.
* ما يشرع فعله عند دخول الخلاء: ما ورد في الأحاديث الصحيحة هو التسمية عند الدخول («بسم الله»)، والاستعاذة من الخبث والخبائث، والدخول بالرجل اليسرى، والنهي عن استقبال القبلة أو استدبارها في الصحراء، والاستنجاء أو الاستجمار بعد قضاء الحاجة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وأخرجه الحاكم (١/ ١٧١) من طريق عبد الله بن إدريس وأبي بكر بن أبي شيبة - كلاهما عن شريك وجرير به مثله، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجا ذكر الموطئ، وأخرج أيضًا (١/ ١٣٩) من طريق سفيان، عن الأعمش به ولفظه: «كنا نصلي مع النبي ﷺ فلا نتوضأ من موطئ»، وقال: تابعه أبو معاوية وعبد الله بن إدريس، عن الأعمش به وقال: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: إسناده حسن إن كان الحسن سمعه من شقيق، وإلَّا فقد قال ابن خزيمة: «هذا الخبر له
علَّة: لم يسمعه الأعمش عن شقيق، لم أكن فهمته في الوقت. ثمَّ روى من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، قال: حدَّثني شقيق أو حُدِّثت عنه، عن عبد الله». انتهى.
قال الأعظمي: إن كان أبو معاوية أبدى الشكَّ في اتصال الإسناد فلم يشك عبد الله بن إدريس، وشريك، وجرير، كلُّهم رووه عن الأعمش بدون شكٍّ، إلَّا أنَّ الأعمش مدلَّسٌ، وقد عنعن في جميع هذه الأسانيد، لكنَّه في المرتبة الثانية عند الحافظ ابن حجر، واحتمل الأئمَّة تدليسه.
وذكره الترمذي (١/ ٢٦٧) معلقا قائلا: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود قال: «كنا مع رسول الله ﷺ نتوضأ من المَوْطَأ». وهذا لفظ سفيان بن عيينة كما رواه الحاكم.
وقول الصحابي: «أُمرناه في حكم المرفوع؛ لأن الآمر لهم هو النبي ﷺ.
قال الخطابي في شرح الحديث: «الموطئ: ما يوطأ من الأذى في الطرق، وأصله (الموطوء) بالواو، وإنما أراد بذلك أنهم كانوا لا يعيدون الوضوء للأذى إذا أصاب أرجلهم، لا أنهم كانوا لا يغسلون أرجلهم ولا ينظفونها من الأذي إذا أصابها».
وأما الترمذي ففهم من الحديث: «إذا وطئ الرجل على المكان القذر أنه لا يجب عليه غسل القدم، إلا أن يكون رطبا، فيغسل ما أصابه«، ونقل ذلك عن غير واحد من أهل العلم.
وقوله (لا نكُفّ شعرًا ولا ثوبًا) أي: لا نقيها من التراب إذا صلينا صيانة لها عن التتريب، ولكن نرسلها فتقع على الأرض إذا سجدنا مع الأعضاء.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 114 من أصل 119 حديثاً له شرح
- 70 يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه
- 71 أتى النبي الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار
- 72 لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم...
- 73 لا تأتني بعظم ولا روث
- 74 نهى رسول الله ﷺ أن يتمسح بعظم أو ببعر
- 75 من عقد لحيته أو تقلد وترًا أو استنجي برجيع دابة
- 76 إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء
- 77 استحباب الاستطابة بالماء من السنة النبوية
- 78 احجُبْ نساءَك
- 79 أذن النبي ﷺ للنساء بالخروج لقضاء الحاجة
- 80 إذا ذهب المذهب أبعد
- 81 إذا أراد الحاجة أبعد
- 82 كان النبي يذهب لحاجته إلى المغمس
- 83 إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد
- 84 مسح النبي ﷺ على الخفين بعد الوضوء.
- 85 لا تستقبل القبلة ولا تولها ظهرك في قضاء الحاجة
- 86 لا تستقبل القبلة ولا تستدبرها عند قضاء الحاجة
- 87 لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة
- 88 رسول الله ﷺ مستقبلا بيت المقدس لحاجته
- 89 نهى رسول الله عن استقبال القبلة ببول.
- 90 لا بأس بالبول إلى القبلة إذا كان بينك وبينها ساتر
- 91 من لم يستقبل القبلة ولم يستدبرها في الغائط كتب له...
- 92 إذا أراد الحاجة تنحى ولا يرفع ثيابه حتى يدنو من...
- 93 دعا النبي بالطست ليبول فيها فانخنثت نفسه
- 94 لا تبل في الجحر فإنها مساكن الجن
- 95 لا تَبُولَنَّ في الماء الدائم ثم تغتسل منه
- 96 لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب
- 97 اتقوا اللَّعّانين: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم
- 98 لا تَبُلْ في الماء الراكد
- 99 أما إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير
- 100 من أسباب عذاب القبر هو عدم التحرز من البول
- 101 يعذبان في قبورهما عذابًا شديدًا في ذنبٍ هينٍ
- 102 إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
- 103 أتى رسول الله ﷺ بصبي فبال على ثوبه
- 104 ولد صغير لم يأكل الطعام بال على ثوب النبي فدعا...
- 105 يُنْضح من بول الصبي
- 106 يغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام
- 107 ينضح من بول الغلام ويغسل من بول الجارية
- 108 أعرابي يبول في المسجد والنبي ينهى عن زجره
- 109 دعوه وأهريقوا على بوله سجلا من ماء
- 110 كانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد في زمان رسول...
- 111 كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله ﷺ فيخرج إلى...
- 112 احتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء
- 113 أليس بعدها طريق هي أطيب منها
- 114 لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرًا ولا ثوبًا
- 115 إلقاء النعال في الصلاة بسبب القذر أو الأذى
- 116 الحسن بن علي على عاتقه ولعابه يسيل عليه
- 117 من مر على رسول الله وهو يبول فسلم فلم يرد...
- 118 إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم علي
- 119 إذا رأيتني هكذا فلا تسلم علي
معلومات عن حديث: لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرًا ولا ثوبًا
📜 حديث: لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرًا ولا ثوبًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرًا ولا ثوبًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرًا ولا ثوبًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا نتوضأ من موطئ ولا نكف شعرًا ولا ثوبًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








