حديث: بين يدي الساعة ظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب من أشراط الساعة كثرة المال وفشو التجارة
حسن: رواه البخاري في الأدب المفرد (١٠٤٩)، وأحمد (٣٩٨٢)، والطحاوي في مشكله (١٥٩٠)، والحاكم (٤/ ٤٤٥) كلهم من طريق بشير بن سلمان، عن سيار أبي الحكم، عن طارق ابن شهاب فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يذكر بعض علامات قرب الساعة وأشراطها الصغرى. سأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله، معتمداً على كبار شراح الحديث مثل النووي في "شرح صحيح مسلم"، وابن حجر في "فتح الباري"، والمناوي في "فيض القدير".
أولاً. شرح المفردات:
● تسليم الخاصة: السلام على المعرفة دون غيرهم، أي أن يسلم الإنسان فقط على من يعرفه ويترك الآخرين.
● فشو التجارة: انتشارها وكثرتها بين الناس.
● تعين المرأة زوجها على التجارة: تشاركه وتقوم بأعمال التجارة بدلاً عنه أو معه.
● قطع الأرحام: عدم صلة الرحم والإحسان إلى الأقارب.
● فشو القلم: كثرة الكتب والمؤلفات وانتشارها.
● ظهور الشهادة بالزور: أي شهادة الزور تصبح ظاهرة ومعلنة دون خجل.
● كتمان شهادة الحق: إخفاء الشهادة الصادقة وعدم البوح بها.
ثانياً. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بقصة الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث كان جالساً مع أصحابه، فلما أقيمت الصلاة، دخل المسجد ورأى الناس قد بدأوا في الركوع، فكبر وانضم إلى الصف دون تردد، مصلياً كما أدرك الجماعة. وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم في الدخول في الصلاة مع الإمام على أي حال كان.
ثم مر به رجل وسلم عليه قائلاً: "عليكم السلام يا أبا عبد الرحمن"، فرد عليه ابن مسعود بقوله: "صدق الله وبلغ رسوله"، إشارة إلى أن هذا الفعل (تسليم الخاصة) هو مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة.
وبعد الصلاة، سأله طارق بن شهاب عن سبب قوله ذلك، فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن من أمارات قرب الساعة:
1- تسليم الخاصة: وهو أن يسلم الإنسان على من يعرفه فقط، ويترك الآخرين. وهذا مخالف لهدي الإسلام الذي يحث على إفشاء السلام بين جميع المسلمين.
2- فشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة: أي انتشار التجارة وكثرتها، حتى تخرج المرأة من بيتها لتعمل في التجارة وتشارك زوجها، وهذا قد يؤدي إلى إهمالها لواجباتها الأساسية في تربية الأولاد ورعاية البيت.
3- قطع الأرحام: وهو عدم صلة الرحم وعدم البر بالأقارب، وهو من كبائر الذنوب.
4- فشو القلم: كثرة التأليف والكتب، ولكن ليس كلها نافعاً، بل قد يكون كثير منها ضاراً أو تافهاً.
5- ظهور الشهادة بالزور: أي أن شهادة الزور تصبح ظاهرة ومكشوفة، ولا يستحي الناس منها.
6- كتمان شهادة الحق: وهو إخفاء الشهادة الصادقة وعدم أدائها خوفاً أو حرجاً أو غير ذلك.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الإيمان بالغيب واليوم الآخر: الحديث يذكر أشراط الساعة مما يعزز الإيمان بالغيب ويذكر بالآخرة.
2- الحث على إفشاء السلام: مخالفة فعل "تسليم الخاصة" يدل على أن الإسلام يحث على السلام العام بين جميع المسلمين.
3- الحفاظ على كيان الأسرة: خروج المرأة للعمل في التجارة بشكل مفرط قد يؤثر على تربية الأبناء واستقرار الأسرة، مما يدعو إلى الاعتدال والتوازن.
4- أهمية صلة الرحم: الحديث يحذر من قطع الأرحام، مما يوجب على المسلم أن يحرص على صلتها.
5- التحذير من الشهادة بالزور وكتمان الحق: وهذا يدل على أهمية الصدق والأمانة في الشهادة، وأنها من صفات المؤمن.
6- كثرة المؤلفات ليست دائماً دليلاً على الخير: فشو القلم قد يكون فيه كثرة للكتب غير النافعة أو المضلة، فيجب على المسلم أن ينتقي ما ينفعه في دينه ودنياه.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك"، وقال عنه الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
- هذه العلامات من أشراط الساعة الصغرى، والتي ظهر الكثير منها في عصرنا الحالي، مما يدل على قرب الساعة.
- ينبغي للمسلم أن يتعظ بهذه العلامات، ويحاول أن يخالف التيار بأن يفشي السلام، ويصل رحمه، ويصدق في شهادته، ويعين أهله على الخير لا على الشر.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحسن خاتمتنا، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وسيار أبو الحكم هو العنزي من رجال الصحيح، ثقة، ولكن الصواب أنه سيار أبو حمزة،
كما قال الإمام أحمد في حديث آخر رواه من هذا الطريق (٤٢١٩)، ثم رواه عن عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان، عن بشير أبي إسماعيل، عن سيار أبي حمزة فذكره.
قال عبد الله: «قال أبي: وهو الصواب سيار أبو حمزة. وقال: سيار أبو الحكم لم يحدث عن طارق بن شهاب بشيء».
وكذلك قال أبو داود: «هو سيار أبو حمزة، لكن بشير كان يقول: سيار أبو الحكم، وهو خطأ». وهو رأي يحيى بن معين أيضا.
ولكن ذهب البخاري إلى أنه سيار أبو الحكم، فترجمه في «التاريخ الكبير» (٤/ ١٦١)، فقال: «سيار بن أبي سيار، وهو سيار بن وردان الواسطي عن طارق بن شهاب، روى عنه عبيد الله بن عمر، وبشير بن سلمان، وهشيم. وكنيته أبو الحكم».
وكذلك قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٤/ ٢٥٤ - ٢٥٥).
وخطأهم الدارقطني، فقال في علله (٥/ ١١٦): وقولهم: «سيار أبو الحكم» وهم. وإنما هو سيار أبو حمزة الكوفي، كذلك رواه عبد الرزاق عن الثوري، عن بشير، عن سيار أبي حمزة، وهو الصواب. وسيار أبو الحكم لم يسمع من طارق بن شهاب شيئا، ولم يرو عنه». انتهى.
وأقره الحافظ ابن حجر في تهذيبه (٥/ ٢٩٢).
وسيار أبو حمزة روى عنه جماعة، ووثّقه ابن حبان، ويبدو أنه كان معروفا عند أئمة الحديث، فهو لا ينزل عن درجة حسن الحديث.
وقد حسّن الحافظ ابن حجر حديثَه في مواضع من فتحه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 96 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 71 من ابتاع عبدا وله مال فله ماله وعليه دينه
- 72 من اشتري نخلا بعد ما أبرت فلا شيء له
- 73 من أقال مسلما أقاله الله عثرته يوم القيامة
- 74 الخراج بالضمان
- 75 إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب...
- 76 من يشتري هذين
- 77 من وجد دابة عجز أهلها فأحياها فهي له
- 78 خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف
- 79 المرأة التي زوجها وليان فهي للأول منهما
- 80 هل في غنمك لبن؟
- 81 إذا أتي أحدكم على ماشية فليستأذن صاحبها
- 82 ما علمت إذ كان جاهلا ولا أطعمت إذ كان جائعا
- 83 إذا أتيت على راع فناد ثلاث مرات
- 84 من أصاب من التمر المعلق من ذي حاجة فلا شيء...
- 85 لا يحتلبن أحد ماشية أحد بغير إذنه
- 86 اتخذي غنما فإن فيها بركة
- 87 الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل
- 88 كان على رسول الله ﷺ ثوبان قطريان غليظان فكان إذا...
- 89 ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا
- 90 العارية مؤداة والمنحة مردودة
- 91 وجوب رد العارية ورد المنحة المستعارة
- 92 على اليد ما أخذت حتى تؤدي
- 93 ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا عارية مؤداة
- 94 بعث إلى صفوان بن أمية فسأله أدرعا عنده مائة درع...
- 95 لا حتى أستأمر تاجر بني فلان
- 96 بين يدي الساعة ظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق
- 97 إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه
- 98 من أسلف في ثمر فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم
- 99 بيع النخل حتى يصلح أو يؤكل منه
- 100 أصحاب النبي ﷺ يسلفون في الحنطة والشعير والزيت
- 101 الرسول يرهن درعا من حديد لشراء طعام
- 102 نهى رسول الله ﷺ عن بيع لحم الجزور إلى حبل...
- 103 من أسلف في شيء فلا يصرفه إلى غيره
- 104 لا تسلموا في نخل حتى يبدو صلاحه
- 105 الشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود فلا...
- 106 لا يبع شريك حتى يؤذن شريكه
- 107 الشفعة في كل شرك في أرض أو ربع أو حائط
- 108 لا تبع نخلًا أو أرضًا حتى تعرضها على شريكك.
- 109 الشفعة فيما لم يقسم فإذا وقعت الحدود فلا شفعة
- 110 الجار أحق بسقبه
- 111 الجار احق بالشفعة في الاراضي المجاورة
- 112 جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض
- 113 الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائبا
- 114 الخازن الأمين الذي يؤدي ما أمر به طيبةً نفسه أحد...
- 115 كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة
- 116 رجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره
- 117 أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه
- 118 مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا
- 119 مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما
- 120 أفيدع إصبعه في فيك تقضمها كما يقضم الفحل
معلومات عن حديث: بين يدي الساعة ظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق
📜 حديث: بين يدي الساعة ظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بين يدي الساعة ظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بين يدي الساعة ظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بين يدي الساعة ظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








