حديث: لا حتى أستأمر تاجر بني فلان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أشراط الساعة كثرة المال وفشو التجارة

عن عمرو بن تغلب قال: قال رسول الله ﷺ: «إن من أشراط الساعة أن
يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة، ويظهر العلم، ويبيع الرجل البيع، فيقول: لا حتى أستأمر تاجر بني فلان، ويلتمس في الحي العظيم الكاتب فلا يوجد».

صحيح: رواه النسائي (٤٤٥٦)، والحاكم (٢/ ٧)، والخطابي في «غريب الحديث» (١/ ٤٠٥) كلهم من حديث وهب بن جرير قال: حدثني أبي، عن يونس، عن الحسن، عن عمرو بن تغلب فذكره.

عن عمرو بن تغلب قال: قال رسول الله ﷺ: «إن من أشراط الساعة أن
يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة، ويظهر العلم، ويبيع الرجل البيع، فيقول: لا حتى أستأمر تاجر بني فلان، ويلتمس في الحي العظيم الكاتب فلا يوجد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه، شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● أشراط الساعة: علاماتها ودلائلها التي تسبق قيامها.
● يفشو المال: ينتشر ويكثر بين الناس.
● ويكثر: يتوفر بكثرة.
● تفشو التجارة: تنتشر وتعم بين الناس.
● ويظهر العلم: يقصد به هنا علم الدين، حيث ينتشر بين الناس.
● ويلتمس في الحي العظيم: يطلب في القرية أو المحلة الكبيرة.
● الكاتب: الشخص الذي يعرف القراءة والكتابة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن بعض علامات قرب الساعة، وهي:
1- كثرة المال وانتشاره: حيث يصبح المال متوفراً بكثرة بين الناس، حتى إنه لا يوجد فقير محتاج، وذلك بسبب البركة وكثرة الخير.
2- انتشار التجارة: حيث يصبح الناس مشغولين بالتجارة والبيع والشراء، وتصبح مهنة التجارة هي السائدة بينهم.
3- ظهور العلم: يقصد به علم الدين، حيث ينتشر بين الناس، ويكثر العلماء والدعاة، ولكن قد يكون هذا العلم غير مؤثر في القلوب، كما جاء في بعض الروايات.
4- الاستئذان في البيع: حيث يبيع الرجل سلعة، ولكن لا يقتنع ببيعها حتى يستشير تاجراً معيناً من قبيلة معينة، مما يدل على أن الثقة أصبحت مقصورة على فئة معينة، وضعف الثقة بين الناس عموماً.
5- ندرة الكاتب: حيث يطلب في القرية الكبيرة من يعرف القراءة والكتابة فلا يوجد، مع أن القراءة والكتابة كانت نادرة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن مع انتشارها بعد ذلك، فإن ندرتها مرة أخرى تدل على انشغال الناس بالدنيا وتجارتها، وإهمالهم للعلم والتعلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الإيمان بالغيب: الحديث يذكر علامات من علامات الساعة، مما يعزز إيمان المسلم بالغيب وبما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
2- الحذر من الانشغال بالدنيا: كثرة المال والتجارة قد تلهي عن الآخرة، فيجب على المسلم أن يكون متوازناً بين الدنيا والآخرة.
3- أهمية العلم: رغم انتشار العلم، إلا أن الحديث يشير إلى أن الناس قد ينشغلون بالتجارة عن طلب العلم النافع، فيجب الحرص على طلب العلم.
4- ضعف الثقة بين الناس: عندما يحتاج البائع إلى استشارة تاجر معين، فهذا يدل على ضعف الثقة العامة بين الناس، مما يحث المسلم على أن يكون صادقاً وأميناً ليعزز الثقة.
5- التأكد من صحة الأخبار: الحديث يحذر من علامات الساعة، فيجب على المسلم أن يتأكد من صحة أي خبر يسمعه، خاصة فيما يتعلق بأمور الدين.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تخبر عن علامات الساعة الصغرى، والتي有些ها قد ظهر بالفعل، مثل انتشار المال والتجارة، وكثرة العلم.
- ينبغي للمسلم أن يستعد للساعة بالإكثار من الطاعات، والبعد عن المعاصي، والحرص على العلم النافع.
- الحديث يدعو إلى التفكر في أحوال الأمة، والعمل على إصلاحها، والحرص على الثقة والأمانة في المعاملات.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٤٥٦)، والحاكم (٢/ ٧)، والخطابي في «غريب الحديث» (١/ ٤٠٥) كلهم من حديث وهب بن جرير قال: حدثني أبي، عن يونس، عن الحسن، عن عمرو بن تغلب فذكره. واللفظ للنسائي.
واقتصر الحاكم على قوله: «وتفشو التجارة». وأما الخطابي فجعل قوله: «ويبيع الرجل البيع» إلى آخره من قول عمرو بن تغلب. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وإسناده على شرطهما صحيح إلا أن عمرو بن تغلب ليس له راو غير الحسن».
ولكن قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٣/ ٢٢٢) في ترجمة عمرو بن تغلب: «له صحبة، روى عنه الحسن البصري، والحكم بن الأعرج».
وقد جاء التصريح بالتحديث في حديث قتال الترك في صحيح البخاري (٢٩٢٧)، ومسند أحمد (٢٠٦٧٤)، وذلك أيضا من أشراط الساعة. فكأن عمرو بن تغلب يروي حديثين من أشراط الساعة سمعهما الحسن منه، وتصرف بعض الرواة في صيغة الأداء.
وللحسن في مسند أحمد أحاديث أخرى عن عمرو بن تغلب، صرح فيها بالتحديث منه. (انظر ٢٠٦٧٢ - ٢٠٦٧٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 95 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا حتى أستأمر تاجر بني فلان

  • 📜 حديث: لا حتى أستأمر تاجر بني فلان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا حتى أستأمر تاجر بني فلان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا حتى أستأمر تاجر بني فلان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا حتى أستأمر تاجر بني فلان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب