حديث: ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا عارية مؤداة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في العارية بأنها مؤداة

عن يعلى بن أمية قال: قال لي رسول الله ﷺ: «إذا أتتك رسلي فأعطهم ثلاثين درعا، وثلاثين بعيرا». قال: فقلت: يا رسول الله، أعارية مضمونة، أو عارية مؤداة؟ قال: «بل عارية مؤداة».

صحيح: رواه أبو داود (٣٥٦٦)، وأحمد (١٧٩٥٠)، والدارقطني (٣/ ٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٤٧٢٠) كلهم من حديث همام، عن قتادة، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه فذكره.

عن يعلى بن أمية قال: قال لي رسول الله ﷺ: «إذا أتتك رسلي فأعطهم ثلاثين درعا، وثلاثين بعيرا». قال: فقلت: يا رسول الله، أعارية مضمونة، أو عارية مؤداة؟ قال: «بل عارية مؤداة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كُتب أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.

الحديث:


عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله ﷺ: «إذا أتتك رسلي فأعطهم ثلاثين درعًا، وثلاثين بعيرًا». قال: فقلت: يا رسول الله، أعارية مضمونة، أو عارية مؤداة؟ قال: «بل عارية مؤداة».


1. شرح المفردات:


● رسلي: أي الرسل أو المبعوثين الذين أرسلهم النبي ﷺ لأخذ العُدّة.
● الدرع: هو لباس الحرب المصنوع من الحديد لحماية المقاتل، وجمعها "دروع".
● البعير: الإبل، والمقصود هنا الإبل التي تُستخدم للحمل أو للقتال.
● عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ: أي عارية يضمنها المستعير (الذي يأخذها) إذا تلفت، فيتحمل ضمانها.
● عَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ: أي عارية مؤداة (تُردّ)، بمعنى أن المستعير لا يضمنها إذا تلفت بدون تعدٍّ أو تفريط، بل يجب عليه رد مثلها.


2. شرح الحديث:


طلب النبي ﷺ من الصحابي الجليل يعلى بن أمية رضي الله عنه أن يُعطي رسله الذين سيأتونه ثلاثين درعًا وثلاثين بعيرًا.
فسأل يعلى رضي الله عنه النبيَّ ﷺ ليوضح له طبيعة هذا العطاء:
هل هي عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ — أي يتحمّل هو (أو من يأخذها) ضمانها إذا تلفت؟
أم عَارِيَةٌ مُؤَدَّاةٌ — أي يجب ردها أو رد بدلها، لكن بدون ضمان إذا حصل تلف بدون تقصير؟
فأجاب النبي ﷺ: «بل عارية مؤداة»، أي أن هذه العارية ليست مضمونة على المستعير، بل هي مؤداة (يجب ردها)، ولا يضمنها إلا إذا فرط أو تعدى.


3. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- جواز الاستعارة في الإسلام: الحديث يدل على مشروعية الاستعارة، وهي أخذ منفعة شيء مع بقاء عينه، لضرورة أو حاجة.
2- الاستيثاق في المعاملات: سؤال يعلى رضي الله عنه يدل على حرص الصحابة على الوضوح في المعاملات المالية، وتجنب الغموض الذي قد يؤدي إلى النزاع.
3- تفصيل أحكام العارية: بيان أن العارية قد تكون "مضمونة" أو "مؤداة"، وذلك حسب اتفاق الطرفين. وفي هذا الحديث بيّن النبي ﷺ أنها هنا "مؤداة" غير مضمونة إلا في حال التعدي أو التفريط.
4- طاعة أولي الأمر في المعروف: يعلى رضي الله عنه لم يتردد في طاعة النبي ﷺ، بل سارع إلى الاستفسار فقط ليطمئن على التفاصيل الشرعية.
5- الحكمة من طلب العُدّة: يُفهم من الحديث أن النبي ﷺ كان يستعد للغزو أو الجهاد، مما يدل على أهمية الإعداد والتخطيط في الإسلام.


4. معلومات إضافية:


● يعلى بن أمية رضي الله عنه هو صحابي جليل، كان من الأغنياء المعروفين بالكرم والبذل في سبيل الله.
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وغيرهم، وحسنه بعض أهل العلم.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على أن العارية الأصل فيها أنها "مؤداة" غير مضمونة، إلا إذا اشترط الضمان أو حصل تفريط.


الخلاصة:


الحديث يدل على حرص الشريعة على تنظيم المعاملات المالية وتوضيح التزامات كل طرف، وعلى جواز الاستعارة مع بيان أحكامها، كما يظهر حرص الصحابة رضي الله عنهم على الفهم الدقيق لأوامر النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٥٦٦)، وأحمد (١٧٩٥٠)، والدارقطني (٣/ ٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٤٧٢٠) كلهم من حديث همام، عن قتادة، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه فذكره. وإسناده صحيح. وهمام هو ابن يحيى بن دينار العوذي.
وفي الحديث دليل على أن العارية مؤداة ما دامت بقيت عينها. وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم.
وإنما الخلاف في تضمين العارية، فمن أخذ بهذه الأحاديث قال: لا ضمان في العارية، وإنما مؤداة. وهو رأي أبي حنيفة، وأصحابه، وإليه ذهب من الصحابة علي وابن مسعود.
ومن قال بضمان العارية فسر الحديث بأن العارية تكون مؤداة في حال قيام عينها، وقيمتها عند التلف. واستدلوا أيضا بحديث جابر بن عبد الله الآتي وغيره. وهو رأي الجمهور، منهم مالك، والشافعي، وأحمد. وبه قال من الصحابة ابن عباس، وأبو هريرة. انظر للمزيد «المنة الكبرى» (٥/ ٣٧٢ - ٣٧٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 93 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا عارية مؤداة

  • 📜 حديث: ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا عارية مؤداة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا عارية مؤداة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا عارية مؤداة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا عارية مؤداة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب