حديث: إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في القاضي يخطيء

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فأخطأ فله أجر واحد».

صحيح: رواه الترمذيّ (١٣٢٦)، والنسائي (٥٣٨١)، وابن الجارود (٩٩٦)، وصحّحه ابن حبَّان (٥٠٦٠)، والدارقطني (٤/ ٢٠٤)، والبيهقي (١٠/ ١١٩) كلّهم من حديث عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، عن سفيان الثوريّ، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فأخطأ فله أجر واحد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فأخطأ فله أجر واحد».


1. شرح المفردات:


● حكم الحاكم: يقصد به كل من تصدر للفصل في القضايا والنزاعات، سواء كان قاضيًا شرعيًا، أو مفتيًا، أو عالمًا يبذل جهده لاستنباط الأحكام.
● اجتهد: بذل غاية وسعه وطاقته في البحث عن الحكم الصحيح من مصادر التشريع المعتمدة (القرآن، السنة، الإجماع، القياس).
● أصاب: وصل إلى الحكم الصحيح الموافق للواقع الشرعي.
● أخطأ: لم يوافق اجتهاده الحكم الصحيح، لكن مع بذل الجهد المشروع.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، وهو أصل عظيم من أصول الدين، ويبين فيه رسول الله ﷺ فضل الاجتهاد وحكم الخطأ فيه.
● المعنى الإجمالي: يبشر النبي ﷺ المجتهدين من القضاة والعلماء بأنهم مأجورون في كل حال، سواء أصابوا أم أخطؤوا، ما داموا قد بذلوا وسعهم في طلب الحق واتبعوا الأصول المعتبرة في الاجتهاد.
● "فله أجران": الأجر الأول هو أجر الاجتهاد والمشقة في طلب الحق. والأجر الثاني هو أجر الإصابة وموافقة الصواب.
● "فله أجر واحد": وهو أجر الاجتهاد والمشقة فقط، وهو أجر عظيم لما بذله من جهد وعمل بمقتضى علمه.
وهذا من رحمة الله تعالى وعدله، حيث جعل للعالم المجتهد أجرًا على نيته الصادقة وجهده المبذول، حتى لو لم يصل إلى النتيجة الصحيحة، تشجيعًا للعلماء على القيام بواجب الاجتهاد وعدم التردد خوفًا من الخطأ.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان رحمة الله تعالى وفضله: حيث وسع على عباده فجعل للعامل المجتهد أجرًا حتى لو أخطأ، ما دام قد أتى بما يجب عليه من بذل الجهد.
2- تشجيع الاجتهاد: يحث الحديث العلماء على عدم التكاسل عن طلب الحق والجواب عن مسائل الناس خوفًا من الخطأ.
3- الفرق بين الإثم والخطأ: الخطأ غير الإثم، فالمجتهد المخطئ معذور غير آثم، بخلاف المتعمد للخطأ أو المفرط في طلب الحق.
4- العدل في تقييم المجتهدين: فلا يذم المجتهد إذا أخطأ، بل يشكر على اجتهاده ويُعين على تصحيح خطئه برفق وأدب.
5- أهمية النية الصادقة: حيث كان الأجر مرتبطًا على الاجتهاد الذي هو عمل قلبي وجسدي مبني على الإخلاص وطلب الحق.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم العمل بالاجتهاد الخاطئ: إذا حكم القاضي أو أفتى المفتي باجتهاده ثم تبين خطؤه، فلا يجوز له العمل بذلك الاجتهاد بعد أن تبين له الصواب، بل يجب عليه الرجوع إلى الحق، والرجوع إلى الحق فضيلة.
● شروط الاجتهاد: الاجتهاد ليس لكل أحد، بل له شروط معروفة عند العلماء، منها: العلم الواسع بالقرآن والسنة واللغة العربية وأصول الفقه، والفقه في الدين، ومعرفة مقاصد الشريعة.
● الحديث دليل على عظمة الإسلام: حيث راعى ظروف البشر وقدراتهم، ولم يكلفهم فوق طاقتهم، وجعل الأجر على القصد والنية والعمل لا على النتيجة فقط.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (١٣٢٦)، والنسائي (٥٣٨١)، وابن الجارود (٩٩٦)، وصحّحه ابن حبَّان (٥٠٦٠)، والدارقطني (٤/ ٢٠٤)، والبيهقي (١٠/ ١١٩) كلّهم من حديث عبد الرزّاق، قال: أخبرنا معمر، عن سفيان الثوريّ، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
قال الترمذيّ: «حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه من حديث سفيان الثوريّ، عن يحيى بن سعيد إِلَّا من حديث عبد الرزّاق، عن معمر، عن سفيان الثوري».
وقال ابن الجارود: «لا نعلم أحدًا روي هذا الحديث عن الثوري غير معمر».
قال الأعظمي: لا يضر ذلك فإن معمرا ثقة، وفيه كلام خفيف في روايته عن العراقيين إِلَّا أنه لا يؤثّرُ في صحة الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 77 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر

  • 📜 حديث: إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب