حديث: من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ولي العمد مخير بين القتل أو العفو أو قبول الدية

عن أبي شُريح الخزاعي قال: لما بعث عمرو بن سعيد إلى مكة، بعثه يغزو ابن الزُّبير، أتاه أبو شريح فكلمه، وأخبره بما سمع رسول الله ﷺ فمما قال: «يا معشر خزاعة، ارفعوا أيديكم عن القتل، فقد كثر أن يقع، لئن قتلتم قتيلًا لأدينّه. فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين: إن شاؤوا فدم قاتله، وإن شاؤوا فعقله».

حسن: رواه أحمد (١٦٣٧٧) عن يعقوب، حَدَّثَنَا أبيّ، عن محمد بن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي شريح الخزاعي فذكره في خطبة يوم الفتح الطويلة.

عن أبي شُريح الخزاعي قال: لما بعث عمرو بن سعيد إلى مكة، بعثه يغزو ابن الزُّبير، أتاه أبو شريح فكلمه، وأخبره بما سمع رسول الله ﷺ فمما قال: «يا معشر خزاعة، ارفعوا أيديكم عن القتل، فقد كثر أن يقع، لئن قتلتم قتيلًا لأدينّه. فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين: إن شاؤوا فدم قاتله، وإن شاؤوا فعقله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه دروس عظيمة في حفظ الدماء وتحريم الاعتداء، وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● بعث عمرو بن سعيد إلى مكة: أرسله الخليفة الأموي (عبد الملك بن مروان) بجيش إلى مكة.
● يغزو ابن الزبير: ليقاتل عبد الله بن الزبير الذي كان قد أعلن نفسه خليفة في مكة.
● أخبره بما سمع رسول الله ﷺ: ذكّره أبو شريح بالوصية النبوية التي سمعها من النبي ﷺ.
● لأدينّه: لأقضي فيه بالدية أو القصاص.
● بخير النظرين: لهم الخيار بين خيارين.
● فعقله: أي الدية (العقل في اللغة: الدية).

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل أبو شريح الخزاعي رضي الله عنه أنه عندما أرسل الخليفة الأموي جيشاً بقيادة عمرو بن سعيد إلى مكة لمحاربة عبد الله بن الزبير، ذهب إليه ليذكّره بوصية رسول الله ﷺ لقبيلته (خزاعة).
فقد أوصى النبي ﷺ قبيلة خزاعة قائلاً: "يا معشر خزاعة، ارفعوا أيديكم عن القتل، فقد كثر أن يقع" أي: امتنعوا عن القتل والاعتداء، فقد كثر القتل في الجاهلية.
ثم قال تحذيراً شديداً: "لئن قتلتم قتيلًا لأدينّه" أي: لو قتل أحد منكم شخصاً ظلماً وعدواناً، سأقضي عليه بالقصاص أو الدية.
ثم بين الحكم الشرعي العام: "فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين: إن شاؤوا فدم قاتله، وإن شاؤوا فعقله" أي: من يُقتل بعد هذا التحذير والتشريع، فإن لأهله (ورثته) الخيار بين أمرين:
1- القصاص من القاتل (إن شاؤوا فدم قاتله).
2- أخذ الدية (إن شاؤوا فعقله).

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- تحريم القتل بغير حق: الحديث يؤكد على حرمة الدم المسلم، وأن القتل من الكبائر العظيمة.
2- الحكمة في الدعوة: أبو شريح لم يواجه القائد بالعنف، بل بالحكمة والموعظة الحسنة، بتذكيره بكلام النبي ﷺ.
3- العدل ولو مع المخالفين: النبي ﷺ أنذر قومه بالقصاص لو اعتدوا، يظهر أن العدل مطلوب مع الجميع.
4- حقوق أهل المقتول: الشرع أعطى أولياء الدم الخيار بين القصاص أو العفو بأخذ الدية، جمعاً بين تحقيق العدل والرحمة.
5- التشريع التدريجي: النبي ﷺ بدأ بالنهي عن القتل ثم بين العقوبة، وهذا من أساليب الحكمة في التعليم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في باب القصاص والدية، وهو متفق على صحته.
- فيه بيان لعظمة الشريعة في حفظ الدماء وصيانة الحقوق.
- القائد عمرو بن سعيد قبل النصيحة وعدل عن قتال ابن الزبير في تلك المرة، يظهر تأثير التذكير بالنصوص الشرعية.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يحفظون حدود الله ويقفون عند شرعه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٣٧٧) عن يعقوب، حَدَّثَنَا أبيّ، عن محمد بن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي شريح الخزاعي فذكره في خطبة يوم الفتح الطويلة.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وهذا الحديث روي أيضًا بإسناد آخر، وبلفظ آخر عن محمد بن إسحاق، عن الحارث بن فُضيل، عن سفيان بن أبي العوجاء، عن أبي شريح الخزاعي قال: قال رسول الله ﷺ: «من أصيب بدم أو خَبْل فهو بالخيار بين إحدى ثلاث، فإن أراد الرابعة، فخذوا على يديه: أن يقتل، أو يعفو،
أو يأخذ الدية. فمن فعل شيئًا من ذلك فعاد، فإن له نار جهنّم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا».
رواه أبو داود (٤٤٩٦) وابن ماجة (٢٦٢٣) وأحمد (١٦٣٧٥) والدارقطني (٣/ ٩٦) كلّهم من هذا الوجه. وسفيان بن أبي العوجاء ضعيف عند جمهور العلماء. وعد الذّهبيّ في «الميزان» (٢/ ١٦٩ - ١٧٠) هذا الحديث من مناكيره. وفيه محمد بن إسحاق مدلِّس، وقد عنعن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 89 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين

  • 📜 حديث: من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب