حديث: شراب صنع في دباء أو حنتم أو مزفت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ذكر الأوعية التي نهي أن ينتبذ فيها

عن عائشة قالت: سمعت رسول الله ﷺ ينهى عن شراب صُنع في دباء، أو حنتم، أو مزفت، لا يكون زيتا أو خلا.

حسن: رواه النسائي (٥٦٣٦) عن سويد، أنبأنا عبد الله (هو ابن المبارك) عن عون بن صالح البارقي، عن زينب بنت نصر وجميلة بنت عباد، أنهما سمعتا عائشة .

عن عائشة قالت: سمعت رسول الله ﷺ ينهى عن شراب صُنع في دباء، أو حنتم، أو مزفت، لا يكون زيتا أو خلا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن آنية معينة لصنع الشراب فيها. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

1. شرح المفردات:


● شراب: هنا يقصد به كل ما يُشرب من عصير أو نبيذ أو غيره.
● صُنع: أي حُضِّر أو عُمِل.
● دباء: هو القرع اليابس (اليقطين) الذي يُجفف ويُتخذ منه وعاء.
● حنتم: جرار خضراء مصنوعة من الفخار (الطين) وكانت تُطلَى من داخلها بمادة زفتية.
● مزفت: أي المطلي بالزفت (القار)، وهو مادة سوداء لزجة تُستخرج من النفط أو القار، كانت تُستخدم لطلاء الأوعية لمنع تسرب السوائل.
● زيتاً أو خلاً: أي أن يكون المحتوى الأساسي للوعاء هو الزيت أو الخل، فهذا جائز.

2. شرح الحديث:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صنع الشراب (وخاصة ما يمكن أن يتخمر كعصير العنب أو التمر) في أوعية محددة هي: الدباء (القرع المجفف)، والحنتم (الجرار الخضراء المطلية بالزفت)، والمزفت (أي أي وعاء مطلي بالزفت). والعلة في النهي أن هذه الأوعية كانت تسرع في تخمر العصير وتحوله إلى خمر، لأنها تحتفظ بالحرارة وتُسرع في التفاعلات الكيميائية التي تؤدي إلى الإسكار.
لكن النبي صلى الله عليه وسلم استثنى حالة واحدة وهي إذا كان الوعاء يُستخدم أساساً للزيت أو الخل، فهذا جائز؛ لأن الزيت والخل لا يتخمران ولا يتحولان إلى خمر، فلا تخشى فيهما الفتنة.

3. الدروس المستفادة منه:


● سد الذرائع: النهي هنا من باب سد الذرائع المفضية إلى المحرم، فصنع الشراب في هذه الأوعية يسهل تحوله إلى خمر، والشارع الحكيم يمنع كل ما يؤدي إلى الحرام.
● الحكمة من التشريع: النهي ليس لذات الأوعية، بل للعلة وهي تسريع التخمر، فإذا انتفت العلة (كاستخدامها للزيت أو الخل) زال النهي.
● الحرص على البعد عن مواطن الشبهات: المسلم مأمور باجتناب كل ما يقربه من الحرام أو يشبهه.
● مراعاة المقاصد الشرعية: الشريعة تحرص على حفظ العقل وصحة المجتمع، فمنعت كل ما يؤدي إلى الإسكار.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا النهي كان في زمن لم تكن فيه الثلاجات وأدوات الحفظ الحديثة، فكانت هذه الأوعية تسرع التخمر، أما اليوم فإذا انتفت هذه العلة (مثل حفظ العصير في ثلاجة أو وعاء لا يسرع التخمر) فلا بأس.
- الفقهاء يذكرون أن النهي للكراهة التنزيهية وليس للتحريم المطلق، لأنه وسيلة وليس مقصوداً لذاته.
- الحديث يدل على أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل بالمنع، واستثناء الزيت والخل يدل على ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٥٦٣٦) عن سويد، أنبأنا عبد الله (هو ابن المبارك) عن عون بن صالح البارقي، عن زينب بنت نصر وجميلة بنت عباد، أنهما سمعتا عائشة ... فذكرته.
وإسناده حسن من أجل عون بن صالح البارقي، وأما زينب بنت نصر فقد توبعت.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 93 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شراب صنع في دباء أو حنتم أو مزفت

  • 📜 حديث: شراب صنع في دباء أو حنتم أو مزفت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شراب صنع في دباء أو حنتم أو مزفت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شراب صنع في دباء أو حنتم أو مزفت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شراب صنع في دباء أو حنتم أو مزفت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب