حديث: لا تنبذوا في الجر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في ذكر الأوعية التي نهي أن ينتبذ فيها
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (١٩٩٦: ٤٣) من طريق سليمان التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ نهى عن الجر أن يُنبذ فيه.
(متفق عليه: أخرجه البخاري ومسلم)
1. شرح المفردات:
* نهى: حَرَّمَ وَمَنَعَ.
* الجر: (بفتح الجيم) هو وعاء كبير كان يُصنع من الفخار (الطين المشوي)، ويُستعمل لحفظ الماء وغيره. وهو أشبه بالخابية أو الزير الكبير في عصرنا.
* يُنْبَذُ فيه: يُنْبَذُ: يُصْنَعُ، أي يُتَّخَذُ فيه النَّبِيذ. والنبيذ هنا هو ما يُتَّخَذُ من عصير التمر أو الزبيب بنقعه في الماء حتى يحلو ويصبح له قوة وطعم، وهو ما كانوا يشربونه قبل تحريم الخمر.
2. شرح الحديث:
نهى النبي ﷺ عن اتخاذ وعاء الجر (الخابية الفخارية الكبيرة) لصنع النبيذ (الشراب الحلو الذي كانوا يتناولونه).
الحكمة من النهي:
جاء النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية لعدة أسباب ذكرها العلماء، منها:
1- التشبه بأهل الشرك: كان أهل الجاهلية (الكفار) ينبذون الخمر في مثل هذه الأوعية الفخارية الكبيرة، فنهى النبي ﷺ عن ذلك لقطع أي تشبه بهم في عاداتهم القبيحة.
2- كونها مظنة للتحريم: الجروعادةً لا يُغلق إغلاقًا محكمًا، مما يسمح للهواء بالدخول، وهذا يعجل في تخمر الشراب وتحوله إلى خمر مسكرة بسرعة. فالنبي ﷺ يريد أن يبعد المسلمين عن كل طريق أو وسيلة تؤدي إلى شرب المسكرات، حتى لو كان أصلها مباحًا.
3- قوة التفاعل: الفخار (الطين) له خاصية في التفاعل مع السوائل وتسريع عملية التخمير، بخلاف الأوعية الجلدية (القِرب) أو الأوعية الصغيرة التي يمكن التحكم فيها.
ملاحظة مهمة: هذا النهي ليس لأن النبيذ في ذاته حرام في ذلك الوقت (فقد كان مباحًا قبل التحريم النهائي للخمر)، ولكن النهي كان لسد الذرائع ومنع الوسائل التي تؤدي إلى الإسكار، وهو من رحمة الله تعالى وحكمته في التشريع، حيث يبني سياجًا من الوقاية حول المحرمات.
3. الدروس المستفادة منه:
1- سد الذرائع: من أهم قواعد الشريعة الإسلامية سد الذرائع، أي منع كل ما يوصل إلى الحرام ولو كان في أصله مباحًا. وهذا الحديث نموذج عملي لهذه القاعدة العظيمة.
2- الابتعاد عن مواطن الشبهات: نهى النبي ﷺ عن الانتباذ في الجر لأنه وعاء يشتبه بأوعية الخمر، فيجب على المسلم أن يبتعد عن كل ما يشبه أفعال أهل المعاصي والفساد.
3- الحكمة في التشريع: شرع الله تعالى الأحكام لحكم عظيمة، منها حفظ العقل وصحة البدن والمجتمع. فمنع الانتباذ في الجر هو حماية للعقل من أن يتعرض للإسكار.
4- طاعة الله ورسوله: يجب على المسلم أن يمتثل لأمر النبي ﷺ ونهيه، حتى لو لم تظهر له الحكمة جليّة، ثقةً بأن في أمره ونهيه الخير والصلاح.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث يدخل في باب "النبيد" والأوعية التي كان النبي ﷺ ينهى عن الانتباذ فيها، مثل: الجر، والدباء، والنقير، والمزفت (المطلي بالقار). وكلها أوعية لها خصائص تسرع في التخمر.
* بعد أن نزل التحريم النهائي للخمر، أصبح كل مسكر حرامًا بجميع أنواعه وأوعيته، فزال الحكم الخاص بالانتباذ في هذه الأوعية لأن أصل النبيذ الذي يسكر أصبح محرمًا. ولكن تبقى الحكمة والعبرة المستفادة من الحديث قائمة.
* يستفاد من الحديث أيضًا أهمية اختيار الآنية والأوعية المناسبة للأطعمة والأشربة، ومراعاة تأثير المادة المصنوع منها الوعاء على محتوياته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه أحمد (١١٦٣٣) عن يزيد، أخبرنا هشام، عن محمد، عن أبي العلانية قال: سألت أبا سعيد الخدري عن نبيذ الجر فقال: «نهى رسول الله ﷺ عن هذا الجر. قال: قلت: فالجُف؟ قال: ذاك أشرّ وأشرّ». وإسناده صحيح، أبو العلانية هو المرئي البصري اسمه مسلم، وثّقه أبو داود والبزار، ومحمد هو ابن سيرين، وهشام هو ابن حسان القردوسي، ويزيد هو ابن هارون.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 95 من أصل 147 حديثاً له شرح
- 70 اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين غير...
- 71 نهي النبي عن النبذ في الدباء والمزفت
- 72 نهى النبي عن الدباء والمزفت
- 73 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت
- 74 نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير
- 75 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت
- 76 نهي النبي عن الانتباذ في الدباء والحنتم والمزفت والنقير
- 77 نهى رسول الله ﷺ عن النبذ في الدباء والمزفت
- 78 لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت
- 79 نهي النبي عن المزفت والحنتم والنقير
- 80 نهي النبي عن الحنتم والدباء والمزفت والنقير
- 81 نهى النبي عن الحنتم والدباء والمزفت والنقير
- 82 نهي النبي ﷺ عن النقير والمزفت والدباء
- 83 ينبذ في الدباء والمزفت
- 84 نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة
- 85 نهى رسول الله ﷺ عن الدباء
- 86 البُسر وحده يكرهه ابن عباس
- 87 النهي عن الدباء والحنتم والمزفت
- 88 لا تنبذوا في الدباء ولا في المزفت ولا في الحنتم
- 89 نهي النبي ﷺ عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير.
- 90 نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت
- 91 نهى رسول الله ﷺ عن نبيذ الجر
- 92 نهى رسول الله عن النقير والمقير والدباء والحنتم
- 93 شراب صنع في دباء أو حنتم أو مزفت
- 94 نهى النبي عن الجر الأخضر
- 95 لا تنبذوا في الجر
- 96 تحريم نبيذ الجر: كل شيء يصنع من المدر
- 97 نهى النبي ﷺ عن نبيذ الجر والدباء
- 98 نهى رسول الله عن الجرار والدباء والظروف المزفتة
- 99 لم أسمع من رسول الله ﷺ في نبيذ الجر شيئًا
- 100 نهي النبي ﷺ عن الدباء والمزفت
- 101 نهى رسول الله ﷺ عن الظروف فقالت الأنصار إنه لا...
- 102 نهى النبي عن الأسقية ورخص في الجر غير المزفت
- 103 أم أسيد تبل التمر للنبي وتتخذه له سويقا
- 104 ينبذ لرسول الله في سقاء فإذا لم يجدوا سقاء نبذ...
- 105 ظرف لا يحل شيئًا ولا يحرّمه، وكل مسكر حرام
- 106 نهي النبي عن النبيذ إلا في سقاء
- 107 لا تشربوا إلا فيما أوكيتم عليه
- 108 إني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية وكل مسكر حرام
- 109 إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة
- 110 نهي النبي عن الشراب الضار واباح الطيب منه
- 111 كل مسكر حرام، ما أسكر كثيره فقليله حرام
- 112 كان يُنبذ لرسول الله ﷺ في تور من حجارة
- 113 كان رسول الله ﷺ ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا...
- 114 نهي النبي ﷺ عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها
- 115 كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه
- 116 ننبذ لرسول الله ﷺ في سقاء يوكى أعلاه
- 117 انبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلل
- 118 يشرب نبيذا فوق ثلاث
- 119 ألا خمّرته ولو تعرض عليه عودًا
معلومات عن حديث: لا تنبذوا في الجر
📜 حديث: لا تنبذوا في الجر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تنبذوا في الجر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تنبذوا في الجر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تنبذوا في الجر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








