حديث: من يستعفف يُعِفّه الله ومن يستغن يُغْنِه الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الاستعفاف عن المسألة

عن أبي سعيد الخدريّ: أنّ أهله شكوا إليه الحاجة، فخرج إلى رسول الله ﷺ ليسأله لهم شيئًا، فوافقه على المنبر، وهو يقول: «أيها الناس، قد آن لكم أن تستغنوا عن المسألة، فإنه من يستعفف يُعِفّه الله، ومن يستغن يُغْنِه الله، والذي نفس محمد بيده! ما رزق عبد شيئًا أوسع من الصبر، ولئن أبيتم إِلَّا أن تسألوني لأعطينكم ما وجدت».

حسن: رواه ابن حبَّان (٣٣٩٩) من طريق اللّيث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبريّ، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.

عن أبي سعيد الخدريّ: أنّ أهله شكوا إليه الحاجة، فخرج إلى رسول الله ﷺ ليسأله لهم شيئًا، فوافقه على المنبر، وهو يقول: «أيها الناس، قد آن لكم أن تستغنوا عن المسألة، فإنه من يستعفف يُعِفّه الله، ومن يستغن يُغْنِه الله، والذي نفس محمد بيده! ما رزق عبد شيئًا أوسع من الصبر، ولئن أبيتم إِلَّا أن تسألوني لأعطينكم ما وجدت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● آن لكم: حان وقتُه وصار أوانه.
● تستغنوا عن المسألة: تترفعوا وتتعففوا عن سؤال الناس.
● يستعفف: يطلب العفاف، أي يتحلى بالعفّة والكرامة ويترك السؤال.
● يُعِفّه الله: يجعله الله عفيفاً غنياً، أو يقيه مذلة السؤال.
● يستغن: يتصبر ويتجلد ويظهر الغنى مع الحاجة.
● يُغْنِه الله: يجعله الله غنياً في قلبه، وربما في ماله.
● رزق عبد شيئًا أوسع من الصبر: أعطاه الله نعمة أعظم وأشمل من نعمة الصبر.
● لئن أبيتم: إن أصررتم وتماديتم.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن أهله اشتكوا إليه الفقر والحاجة، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطلب لهم عطاءً أو صدقة. فوجده على المنبر يخطب الناس، فسمعه يوجههم إلى خلق عظيم، وهو الاستغناء عن سؤال الناس، ويبشر من يتعفف بأن الله سيعفه ويغنيه، ويؤكد بصيغة القسم على أن أعظم رزق يُمنح للعبد هو الصبر على الفقر وعدم السؤال. ثم يختم صلى الله عليه وسلم بتأكيد حرصه على أمته، وأنه لو أصرّوا على السؤال لأعطاهم ما يستطيع.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل العفاف والاستغناء عن الناس: يحث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على التكريم والعزة بأنفسهم، والترفع عن ذل السؤال، ما داموا قادرين على الصبر.
2- الوعد الرباني بالعوض: يربط النبي صلى الله عليه وسلم بين فعل العبد وعطاء الله، فمن *يستعفف* (يفعل السبب) *يعفه الله* (يعطيه النتيجة)، ومن *يستغن* (يظهر القناعة والغنى) *يغنه الله* (يضع الغنى الحقيقي في قلبه وربما في يده).
3- الصبر كنز لا يفنى: يصف النبي صلى الله عليه وسلم الصبر على الضيق وعدم السؤال بأنه "رزق أوسع"، لأنه يشمل سعة الصدر، وطمأنينة القلب، وعزة النفس، وهي أغلى من المال.
4- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وشفقته عليهم: رغم تحذيره الشديد من السؤال، فإنه يعلم ضعف البشر، فيعلن أنه لن يرد محتاجاً جاءه سائلاً، مما يجمع بين الحث على الفضيلة والرحمة بمن لم يبلغها.
5- التدرج في التربية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع العطاء، بل وجه إلى الأفضل والأكمل، وهو العفاف، ثم فتح باب العطاء لمن لم يستطع.

رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث يدخل في باب "التوكل على الله وحسن الظن به"، فمن ترك سؤال الناس ثقةً بأن رزقه بيد الله، فإن الله سيكفيه.
- السؤال المحرم هو سؤال الناس تكثراً وتكاسلاً، أما سؤال أهل الفضل والولاة للضرورة والحاجة فلا بأس به، كما فعل أبو سعيد رضي الله عنه.
- ينبغي للمسلم أن يجاهد نفسه على الصبر والقناعة، فهما باب للعزة والكرامة في الدنيا، والأجر العظيم في الآخرة.
نسأل الله أن يرزقنا العفاف والغنى، وأن يصرف عنا ذل السؤال إلا له سبحانه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبَّان (٣٣٩٩) من طريق اللّيث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبريّ، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن عجلان وهو محمد بن عجلان المدني «صدوق». إِلَّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.
وله طرق أخرى منها: ما رواه حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا سعيد الخدري، قال: أتيتُ رسول الله ﷺ وأنا أريد أن أسأله، فسمعته يخطب، وهو يقول: «من يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفّه الله، ومن سألنا أعطيناه». قال: فرجع ولم أسأله، فأنا اليوم أكثر الأنصار مالا. رواه ابن حبَّان (٣٣٩٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 290 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يستعفف يُعِفّه الله ومن يستغن يُغْنِه الله

  • 📜 حديث: من يستعفف يُعِفّه الله ومن يستغن يُغْنِه الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يستعفف يُعِفّه الله ومن يستغن يُغْنِه الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يستعفف يُعِفّه الله ومن يستغن يُغْنِه الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يستعفف يُعِفّه الله ومن يستغن يُغْنِه الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب