مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ

حديث: مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ

عن أبي سعيد: أَنَّ رجلًا مِن الأَنْصَارِ كَانَتْ بِهِ حَاجَةٌ، فَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ: ائْتِ النَّبِيَّ ﷺ فَاسْأَلْهُ، فَأَتَاهُ وَهُوَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُول: «مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ، وَمَن اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ، وَمَنْ سَأَلَنَا فَوَجَدْنَا لَهُ أَعْطَيْنَاهُ» قَالَ: فَذَهَبَ وَلَمْ يَسْأَلْ.

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٠٩٨٩) عن هُشيم، حَدَّثَنَا أبو بشر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:

● الأنصار: هم أهل المدينة المنورة الذين نصروا رسول الله ﷺ وآووه.
● حاجة: أي فاقة وفقر، وضيق في المعيشة.
● ائْتِ النَّبِيَّ ﷺ فَاسْأَلْهُ: أي اذهب إلى النبي ﷺ واطلب منه العون.
● يَخْطُبُ: أي يلقي خطبة الجمعة أو غيرها.
● اسْتَعَفَّ: طلب العفة والاستغناء عن سؤال الناس، وتجنب ذل السؤال.
● أَعَفَّهُ اللهُ: جعله الله عفيفًا مستغنيًا.
● اسْتَغْنَى: طلب الغنى من الله تعالى، واعتمد عليه وحده.
● أَغْنَاهُ اللهُ: جعل الله قلبه غنيًا ووسع عليه في رزقه.
● سَأَلَنَا فَوَجَدْنَا لَهُ: أي طلب منا المساعدة وحضرنا عنده ما نعطيه.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا الصحابي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن رجل من الأنصار كان يعاني من فقر وحاجة مادية، فأشار عليه أهله أن يذهب إلى النبي ﷺ ليسأله المساعدة. فلما ذهب إليه وجده ﷺ يخطب على المنبر، وهو يذكر ثلاث وصايا عظيمة:
- من طلب العفة وتجنب سؤال الناس، أعانه الله وحفظ كرامته.
- من طلب الغنى من الله واعتمد عليه، أغنى قلبه وبارك له في رزقه.
- من سألنا وكان عندنا ما نعطيه، أعطيناه بغير منّة.
فلما سمع الرجل هذه الكلمات النبوية الشريفة، استحى أن يسأل النبي ﷺ بعد أن سمع هذا الترغيب في الصبر والاستغناء، فانصرف دون أن يطلب شيئًا.

# 3. الدروس المستفادة منه:

● فضل العفة والاستغناء عن سؤال الناس: فهي من صفات المؤمن القوي الذي يعتمد على الله.
● التوكل على الله والاستغناء به: هو طريق الكرامة والغنى الحقيقي.
● التأدب مع النبي ﷺ: حيث ترك الرجل سؤاله تأدبًا مع خطبته ووعظه.
● قوة تأثير موعظة النبي ﷺ: حيث غيرت كلماته موقف الرجل في لحظة.
● أن سؤال الناس لا يجوز إلا عند الضرورة القصوى: والأولى للمسلم أن يصبر ويستعفف.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يربي أصحابه على العزة والكرامة، وعدم الذل إلا لله.
- فيه إشارة إلى أن الله يعطي السائل إذا وجد عنده ما يعطيه، لكن الأولى للمسلم أن لا يَسأل إلا عند الحاجة الشديدة.
- يستحب للمسلم أن يحرص على كسب الرزق الحلال، وأن يطلب من الله الغنى والعفة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٠٩٨٩) عن هُشيم، حَدَّثَنَا أبو بشر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره. وإسناده صحيح. وأبو بشر هو جعفر بن إياس من رجال الشّيخين.
وأبو نضرة هو المنذر بن مالك بن قُطعة -بضم القاف، وفتح المهملة - العَوَقيّ - بفتح المهملة والواو ثمّ قاف -، ثقة من رجال مسلم.
وفي الحديث الآتي ورد ذكر هذا السائل بأنه أبو سعيد الخدريّ نفسه، هو الذي ذهب إلى النَّبِيّ ﷺ يسأله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 289 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ

📜 حديث: مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مَنِ اسْتَعَفَّ أَعَفَّهُ اللهُ وَمَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ اللهُ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية