حديث: أَهَلَّ النَّبِيُّ بِعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِحَجٍّ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أمر النبيّ ﷺ بمكة بفسخ الحجّ لمن لم يكن معه الهدي

عن ابن عباس، قال: أَهَلَّ النَّبِيُّ ﷺ بِعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهْ بِحَجِّ، فَلَمْ يَحِلَّ النَّبِيُّ ﷺ وَلا من سَاقَ الْهَدْيَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَحَلَّ بَقِيَّتُهُمْ، فَكَانَ طَلْحَةُ بْنُ عبيد الله فِيمَنْ سَاقَ الْهَدْيَ فَلَمْ يَحِلَّ.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٣٩) من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، حدّثنا مسلم القُرِّيّ، سمع ابن عباس يقول (فذكره).

عن ابن عباس، قال: أَهَلَّ النَّبِيُّ ﷺ بِعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهْ بِحَجِّ، فَلَمْ يَحِلَّ النَّبِيُّ ﷺ وَلا من سَاقَ الْهَدْيَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَحَلَّ بَقِيَّتُهُمْ، فَكَانَ طَلْحَةُ بْنُ عبيد الله فِيمَنْ سَاقَ الْهَدْيَ فَلَمْ يَحِلَّ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي لنا حدثًا مهمًا من أحداث حجة الوداع، ويبيّن لنا جانبًا من جوانب الهدي النبوي في مناسك الحج والعمرة.

أولاً. شرح المفردات:


● أَهَلَّ: أي نوى وأطلق التلبية لدخول النسك (الحج أو العمرة).
● بِعُمْرَةٍ: أي بنية أداء العمرة.
● بِحَجِّ: أي بنية أداء الحج.
● لَمْ يَحِلَّ: أي لم يتحلل من إحرامه، بل بقي على إحرامه.
● سَاقَ الْهَدْيَ: أي من معه الهدي (الإبل أو البقر أو الغنم) الذي سيذبحه في الحرم.
● حَلَّ بَقِيَّتُهُمْ: أي تحلل الباقون من إحرامهم بعد أداء العمرة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، أحرم من الميقات بنية العمرة فقط (أي أنه قصد أداء العمرة أولاً)، بينما أحرم معظم أصحابه بنية الحج (أي قصدوا الحج مباشرة).
ومع ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتحلل من إحرامه بعد أن أنهى مناسك العمرة، وكذلك كل من كان معه هدي (أضحية) من أصحابه، فقد بقوا على إحرامهم انتظارًا للحج. أما بقية الصحابة الذين لم يكن معهم هدي، فقد تحللوا من إحرامهم بعد فراغهم من العمرة.
ويذكر الحديث على وجه التخصيص أن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه كان ممن ساق الهدي، فبقي على إحرامه مثل النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز إفراد العمرة في أشهر الحج: حيث أحرم النبي صلى الله عليه وسلم بالعمرة مفردة في شهر ذي القعدة.
2- أحكام من ساق الهدي: بيّن الحديث أن من ساق الهدي معه (أي جاء به من خارج الحرم) يجب عليه أن يبقى على إحرامه ولا يتحلل إذا كان قارنًا بين الحج والعمرة أو مفردًا للحج. وهذا من كمال التزامه بالمناسك.
3- اتباع السنة: فعل الصحابة رضوان الله عليهم يوضح مدى تمسكهم باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، حيث بقي من بقي على إحرامه لأن النبي صلى الله عليه وسلم بقي، وتحلل من تحلل لأن النبي صلى الله عليه وسلم أباح لهم ذلك.
4- التفصيل في أحكام الإحرام والتحلل: الحديث يعد من الأدلة المهمة التي يعتمد عليها الفقهاء في تفصيل أحكام الإحرام والتحلل، خاصة فيما يتعلق بالقران (الجمع بين الحج والعمرة) وبمن ساق الهدي.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث توضح صورة حجة الوداع وكيفية أداء النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه للمناسك.
- الفعل النبوي في هذا الحديث يشرع لأمته، ويبين أن من ساق الهدي يلزمه الاستمرار في إحرامه حتى يوم النحر.
- يستفاد من الحديث أيضًا حرص الصحابة على التقيد بأمر النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه، حتى فيمن كان معه هدي مثل طلحة رضي الله عنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٢٣٩) من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، حدّثنا مسلم القُرِّيّ، سمع ابن عباس يقول (فذكره).
ثم رواه من طريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة بإسناده غير أنه قال: «وكان ممن لم يكن معه الهدي طلحة بن عبيد الله، ورجل آخر، فأحلا».
فقدّم مسلمٌ رواية معاذ بن معاذ عن شعبة التي فيها الإثبات، وأتبعها بالرّواية التي فيها النّفي، فكأنه يرجِّح رواية الإثبات، وإن كان الناس قد اختلفوا في معاذ بن معاذ، وجعفر بن محمد غندر أيّهما أثبت في شعبة؟ والظّاهر من صنيع مسلم أنه يرجّح رواية معاذ في هذا الحديث؛ لوجود قرائن أخرى تقويه مثل حديث جابر وغيره. والله أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 208 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أَهَلَّ النَّبِيُّ بِعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِحَجٍّ

  • 📜 حديث: أَهَلَّ النَّبِيُّ بِعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِحَجٍّ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أَهَلَّ النَّبِيُّ بِعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِحَجٍّ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أَهَلَّ النَّبِيُّ بِعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِحَجٍّ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أَهَلَّ النَّبِيُّ بِعُمْرَةٍ وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِحَجٍّ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب