حديث: الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استحباب التجارة بالغنم وغيرها من المواشي
صحيح: رواه ابن ماجه (٢٣٠٥) عن محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين، عن عامر، عن عروة البارقي فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن عروة البارقي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الإِبِلُ عِزٌّ لأَهْلِهَا، وَالْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
(أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والبخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي، وغيرهم، وهو حسن).
1. شرح المفردات:
● عروة البارقي: صحابي جليل، من أهل اليمن.
● يرفعه: أي يرفع الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
● الإبل: جمع بعير، وهي الحيوانات المعروفة (الجمال).
● عِزٌّ: العز هو الشرف والقوة والمنعة والرفعة.
● الغنم: تشمل الضأن والمعز.
● بَرَكَةٌ: النماء والزيادة والخير الدائم.
● مَعْقُودٌ: مربوط ومرتبط ثابت.
● نواصي الخيل: الناصية هي مقدمة الرأس، أو شعر مقدمة الرأس، والمقصود هنا مقدمة رأس الفرس.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يبين فضل هذه الأنعام الثلاثة، ويرشد إلى منافعها وما اختصت به:
● «الإبل عز لأهلها»: الإبل كانت ولا تزال مصدر قوة وشرف لأصحابها، خاصة في البيئة العربية. فهي وسيلة نقل قوية، ومصدر للغذاء (لحمها ولبنها)، وتستخدم في الحروب قديمًا، وكانت دالة على الغنى والمكانة الاجتماعية. فامتلاكها يعطي المالك منعة وقوة بين قومه.
● «والغنم بركة»: الغنم فيها بركة ظاهرة، وذلك لأنها سريعة التناسل والتكاثر، ويمكن أن يرعاها صغار السن وكبار السن، ولحومها وألبانها وصوفها مفيدة، وهي أقل تكلفة في الرعي والعناية من الإبل والبقر. والبركة هنا تعني الخير الكثير المستمر والنماء.
● «والخير معقود في نواصي الخيل»: الخيل مرتبط بها الخير الكثير في الدنيا والآخرة. كانت الخيل تستخدم في الجهاد في سبيل الله، والغزو، والدفاع عن الإسلام، وكذلك في السباق الذي كان مشروعًا للحث على الإعداد. والخير المعقود في نواصيها يشمل الأجر في الآخرة لمن اتخذها للجهاد، والانتفاع بها في الدنيا، وقد جاء في أحاديث أخرى الحث على الاعتناء بها وارتباطها بالأجر إلى يوم القيامة.
3. الدروس المستفادة منه:
1- بيان فضل هذه الحيوانات: الحديث يرشدنا إلى أهمية هذه الأنعام والانتفاع بها في الحياة.
2- الحث على امتلاكها وتربيتها: خاصة إذا قصد بها وجه الله، كإعداد الخيل للجهاد، أو الصدقة بلبن الغنم والإبل.
3- التوازن في الحياة: كل حيوان له فائدة تختلف عن الآخر، فالإبل للعز والقوة، والغنم للبركة والتكاثر، والخيل للخير والجهاد.
4- إحياء سنة الاعتناء بالحيوانات النافعة: وهي من السنن التي قد يغفل عنها الكثير في العصر الحديث.
5- أن الخير في الخيل باقٍ إلى يوم القيامة: وهذا يشمل كل خير، سواء في الجهاد أو السبق أو غير ذلك من وجوه الانتفاع المشروعة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث لا يعني أن غير هذه الحيوانات لا فائدة فيها، بل المقصود بيان فضل هذه الأنواع خاصة.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر النية في الانتفاع بهذه الحيوانات؛ ليكون له أجر في تربيتها واستخدامها في الطاعات.
- وردت أحاديث أخرى تبين فضل الخيل والإبل والغنم، مثل حديث: «من اقتنى فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده، فإن شِبَعَه ورِيَّهُ وروثَه وبولَه في ميزانه يوم القيامة».
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والاتباع لسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه أيضا ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٤/ ٣٦٢)، والطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٥٦) كلاهما من وجه آخر، عن عبد الله بن إدريس به مثله.
وعبد الله بن إدريس هو الأودي أبو محمد الكوفي ثقة ضابط.
ولكن رواه مسلم (١٨٧٢: ٩٩) عنه بدون زيادة الإبل والغنم، فلعله كان يحدث مرة بحديث الفرس وحده، وأخرى بزيادة الإبل والغنم، وكلاهما صحيح.
قال ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (٢/ ٤١٧): ولابن ماجه بإسناد جيد من حديث عروة البارقي «الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة». أخرجه بتمامه ابن ماجه، وأبو يعلى، وإسناده صحيح، ورواه البرقاني على شرط الصحيحين. اهـ.
وأما ما روي عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «الشاة من دواب الجنة» فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (٢٣٠٦) عن عصمة بن الفضل النيسابوري ومحمد بن فراس أبي هريرة الصيرفي قالا: حدثنا حرمي بن عمارة قال: حدثنا زربي إمام مسجد هشام بن حسان قال: حدثنا محمد بن سيرين، عن ابن عمر فذكره.
وزربي -بفتح الزاي، وسكون الراء- هو ابن عبد الله الأزدي مولاهم أبو يحيي البصري ضعيف. قال البخاري: «فيه نظر». وقال الترمذي: «له أحاديث مناكير».
قال الأعظمي: وهذا منها؛ فإنه لم يعرف هذا الحديث عن محمد بن سيرين إلا من طريقه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 87 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 62 أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله ﷺ
- 63 احتجم رسول الله ﷺ وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.
- 64 احتجم النبي ﷺ وأعطى الذي حجمه
- 65 ثلاثة أووا إلى غار فانطبقت عليهم صخرة
- 66 ما أظن يغني ذلك شيئا
- 67 قدم نبي الله ﷺ المدينة وهم يأبرون النخل. يقولون: يلقحون...
- 68 أنتم أعلم بأمر دنياكم
- 69 من باع نخلا قد أبرت فثمرها للبائع
- 70 من ابتاع نخلا بعد أن تؤبر فثمرتها للبائع
- 71 من ابتاع عبدا وله مال فله ماله وعليه دينه
- 72 من اشتري نخلا بعد ما أبرت فلا شيء له
- 73 من أقال مسلما أقاله الله عثرته يوم القيامة
- 74 الخراج بالضمان
- 75 إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب...
- 76 من يشتري هذين
- 77 من وجد دابة عجز أهلها فأحياها فهي له
- 78 خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف
- 79 المرأة التي زوجها وليان فهي للأول منهما
- 80 هل في غنمك لبن؟
- 81 إذا أتي أحدكم على ماشية فليستأذن صاحبها
- 82 ما علمت إذ كان جاهلا ولا أطعمت إذ كان جائعا
- 83 إذا أتيت على راع فناد ثلاث مرات
- 84 من أصاب من التمر المعلق من ذي حاجة فلا شيء...
- 85 لا يحتلبن أحد ماشية أحد بغير إذنه
- 86 اتخذي غنما فإن فيها بركة
- 87 الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل
- 88 كان على رسول الله ﷺ ثوبان قطريان غليظان فكان إذا...
- 89 ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا
- 90 العارية مؤداة والمنحة مردودة
- 91 وجوب رد العارية ورد المنحة المستعارة
- 92 على اليد ما أخذت حتى تؤدي
- 93 ثلاثين درعا وثلاثين بعيرا عارية مؤداة
- 94 بعث إلى صفوان بن أمية فسأله أدرعا عنده مائة درع...
- 95 لا حتى أستأمر تاجر بني فلان
- 96 بين يدي الساعة ظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق
- 97 إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه
- 98 من أسلف في ثمر فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم
- 99 بيع النخل حتى يصلح أو يؤكل منه
- 100 أصحاب النبي ﷺ يسلفون في الحنطة والشعير والزيت
- 101 الرسول يرهن درعا من حديد لشراء طعام
- 102 نهى رسول الله ﷺ عن بيع لحم الجزور إلى حبل...
- 103 من أسلف في شيء فلا يصرفه إلى غيره
- 104 لا تسلموا في نخل حتى يبدو صلاحه
- 105 الشفعة في كل ما لم يقسم فإذا وقعت الحدود فلا...
- 106 لا يبع شريك حتى يؤذن شريكه
- 107 الشفعة في كل شرك في أرض أو ربع أو حائط
- 108 لا تبع نخلًا أو أرضًا حتى تعرضها على شريكك.
- 109 الشفعة فيما لم يقسم فإذا وقعت الحدود فلا شفعة
- 110 الجار أحق بسقبه
- 111 الجار احق بالشفعة في الاراضي المجاورة
معلومات عن حديث: الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل
📜 حديث: الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








