حديث: بيع الثمار حتى تحمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها

عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن بيع الثمار حتى تُزهِيَ. فقيل له: يا رسول اللَّه، وما تزهي؟ فقال: «حين تحمر». وقال رسول اللَّه ﷺ: «أرأيت إذا منع اللَّه الثمرة فبم يأخذ أحدكم مال أخيه».

متفق عليه: رواه مالك في البيوع (١١) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك فذكره.

عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن بيع الثمار حتى تُزهِيَ. فقيل له: يا رسول اللَّه، وما تزهي؟ فقال: «حين تحمر». وقال رسول اللَّه ﷺ: «أرأيت إذا منع اللَّه الثمرة فبم يأخذ أحدكم مال أخيه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي نهى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار قبل أن تزهو، من الأحاديث العظيمة التي تحوي أحكاما شرعية مهمة، وتدل على حكمة التشريع الإسلامي ورعايته لمصالح الناس. وإليك الشرح المفصل له:

الحديث بلفظه:


عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن بيع الثمار حتى تُزهِيَ. فقيل له: يا رسول اللَّه، وما تزهي؟ فقال: «حين تحمر». وقال رسول اللَّه ﷺ: «أرأيت إذا منع اللَّه الثمرة فبم يأخذ أحدكم مال أخيه».

1. شرح المفردات:


● نهى: أي حرم وأمر بالترك.
● الثمار: هي ما يخرج من النخل والأشجار من الفواكه كالتمر والعنب وغيرها.
● تُزهِيَ: الزهو هنا يعني ظهور النضج والصلاح للأكل، وهو علامة على اكتمال نمو الثمرة.
● تحمر: أي يصبح لونها أحمر، وهي علامة على النضج في بعض الثمار كالتمر والرطب، وقد تكون العلامة هي الاصفرار أو غير ذلك حسب نوع الثمرة.

2. شرح الحديث:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار قبل أن تظهر عليها علامات النضج والصلاح، مثل أن تحمر أو تصفر، لأن ذلك يجعل البيع غررا وجهالة، إذ قد لا تصلح الثمرة أو تتلف قبل أن تنضج. وعندما سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى "تزهو"، بين لهم أن ذلك حين تحمر، أي حين تظهر عليها علامات النضج.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من هذا النهي بقوله: «أرأيت إذا منع اللَّه الثمرة فبم يأخذ أحدكم مال أخيه»، أي إذا منع الله الثمرة من النضج أو أتلفها بسبب آفة أو جفاف أو غير ذلك، فكيف يبيعها البائع ويأخذ ثمنها، وهو بذلك يأخذ مال أخيه بغير حق، لأنه يبيع شيئا غير مضمون النجاة، وقد يفسد ولا يصل إلى المشتري.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم بيع الثمار قبل بدو صلاحها: وهذا من أجل رفع الغرر والجهالة في المعاملات، وحماية لأموال الناس من الضياع.
● الحكمة من النهي: وهي منع أكل أموال الناس بالباطل، لأن بيع ما لم يظهر صلاحه مجازفة، وقد يؤدي إلى الخلاف والعداوة بين المسلمين.
● مراعاة العدل في المعاملات: فالإسلام يحرم كل معاملة فيها غش أو غرر أو جهالة تضر بأحد المتعاقدين.
● التوجيه النبوي إلى التفكير في عواقب الأمور: فالنبي صلى الله عليه وسلم وجه الصحابة إلى التفكير في العاقبة لو منعت الثمرة، فكيف سيكون موقف البائع الذي أخذ المال بغير حق.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في تحريم بيع ما لم يبد صلاحه من الثمار، وهو متفق عليه، وقد وردت أحاديث أخرى تبين علامات الصلاح، كالتحول إلى اللون الأحمر أو الأصفر حسب نوع الثمرة.
- العلماء استنبطوا من هذا الحديث تحريم بيع كل ما فيه غرر وجهالة، كبيع السمك في الماء، أو الطير في الهواء، لأنه لا يدري أيصل إليه أم لا.
- إذا بدا صلاح الثمرة، جاز بيعها، لكن dengan شروط منها أن تكون خالية من العيوب الظاهرة، وأن يكون البيع معلوما للمشتري.
- هذا النهي يدل على سماحة الإسلام وعدالته، ورعايته لمصالح العباد في معاشهم ومعادهم.
فالحمد لله الذي شرع لنا ما فيه صلاح ديننا ودنيانا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في البيوع (١١) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك فذكره. ورواه البخاري في البيوع (٢١٩٨)، ومسلم في المساقاة (١٥٥٥) كلاهما من طريق مالك به.
وأكد مسلم بروايته عن محمد بن عباد، عن عبد العزيز بن محمد، عن حميد، عن أنس أن النبي ﷺ قال: «إن لم يثمرها اللَّه فبم يستحل أحدكم مال أخيه» بأن قوله: «أرأيت إذا منع اللَّه. . .» مرفوع.
ولكن قال أبو حاتم، وأبو زرعة بعد أن سألهما عبد الرحمن عن حديث رواه محمد بن عباد، عن عبد العزيز الدراوردي، عن حميد، عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ قال: «إن لم يثمرها اللَّه فبم يستحل أحدكم مال أخيه» فقالا: هذا خطأ، إنما هو كلام أنس.
قال أبو زرعة: «كذا يرويه الدراوردي، ومالك بن أنس مرفوعا. والناس يروونه موقوفة من كلام أنس». انتهى. «العلل» (١/ ٣٧٨ - ٣٧٩).
وكذلك قال الدارقطني في «التتبع» (ص ٤٧٥ - ٤٧٨): «وقد خالف مالكا جماعة منهم إسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، وهشيم، ومروان، ويزيد بن هارون، وغيرهم، قالوا فيه: قال أنس: «أرأيت إن منع اللَّه الثمرة». وأخرج أيضًا حديث إسماعيل بن جعفر، عَن حميد. وقد فصل
كلام أنس من كلام النبي ﷺ.
وأما عن رواية ابن عباد فقال: إنه أسقط كلام النبي ﷺ، وأتى بكلام أنس ورفعه عَن النبي ﷺ. وهذا خطأ قبيح». انتهى.
وذكر البيهقي (٥/ ٣٠٠) سفيان الثوري ممن وقفه على أنس، وقال: «ومالك بن أنس جعله من قول النبي ﷺ، وتابعه على ذلك الدراوردي من رواية محمد بن عباد عنه». انتهى.
ورد على هؤلاء جميعًا الحافظ ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ١٩٠ - ١٩١)، فقال: «يزعم قوم أنه من قول أنس بن مالك، وهذا باطل بما رواه مالك وغيره من الحفاظ في هذا الحديث إذ جعلوه مرفوعًا من قول النبي ﷺ. وقد روى أبو الزبير، عن جابر، عن النبي ﷺ مثله». انتهى.
وأما الحافظ ابن حجر فقال في التلخيص (٣/ ٢٨): «وقد بينت في المدرج أن هذه الجملة موقوفة من قول أنس، وأن رفعها وهم، وبيانها عند مسلم».
ولكن قال في «الفتح» (٤/ ٣٩٨ - ٣٩٩) بعد أن نقل تعقب أبي حاتم، وأبي زرعة، والدارقطني: «وليس في جميع ما تقدم ما يمنع أن يكون التفسير مرفوعًا؛ لأن مع الذي رفعه زيادة على ما عند الذي وقفه، وليس في رواية الذي وقفه ما ينفي قول من رفعه. وقد روى مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر ما يقوي رواية الرفع في حديث أنس، ولفظه: قال رسول اللَّه ﷺ: «لو بعت من أخيك ثمرا، فأصابته جائحة، فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئًا، بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟». انتهى.
وأما حديث جابر بن عبد اللَّه فهو الآتي.
وللحديث طريق آخر: رواه أبو داود (٣٣٧١)، والترمذي (١٢٢٨)، وابن ماجه (٢٢١٧)، وصحّحه ابن حبّان (٤٩٩٣)، والحاكم (٢/ ١٩) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، ولفظه: «نهى عن بيع العنب حتى يسود، وبيع الحب حتى يشتد».
وزاد البعض: «وبيع الثمر حتى يزهو».
قال الترمذي: «حسن غريب».
وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
ولكن أعله البيهقي (٥/ ٣٠٣) بما ليس بعلة، فقال: هذا الحديث تفرد به حماد بن سلمة عن حميد من بين أصحاب حميد. . .».
قال الأعظمي: حماد بن سلمة ثقة، فلا يضر تفرده، وقد قال الإمام أحمد: حماد بن سلمة أعلم الناس بحديث حميد، وأصح حديثًا. وقال أيضًا: هو أثبت الناس في حميد الطويل، سمع منه قديمًا، يخالف الناس في حديثه.
فمثل هذا لو تفرد فلا يضر تفرده، ويشهد له حديث ابن عمر على هذه الزيادة. انظر للمزيد
«المنة الكبرى» (٤/ ٨٧ - ٨٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 351 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بيع الثمار حتى تحمر

  • 📜 حديث: بيع الثمار حتى تحمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بيع الثمار حتى تحمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بيع الثمار حتى تحمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بيع الثمار حتى تحمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب