بيع العرايا بخرصها.

حديث: بيع العرايا بخرصها.

عن زيد بن ثابت أن رسول اللَّه ﷺ رخص في بيع العرايا أن تباع بخرصها، ولم يرخص في غير ذلك.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢١٥٨١)، والدارمي (٢٦٠٠)، وابن حبان (٥٠٠٩) كلهم من حديث الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن زيد بن ثابت فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن زيد بن ثابت أن رسول اللَّه ﷺ رخص في بيع العرايا أن تباع بخرصها، ولم يرخص في غير ذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف ورد في الصحيحين وغيرهما، وسأشرحه لكم بفضل الله تعالى وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● رخص: أباح وأجاز شيئًا كان ممنوعًا أو محظورًا لأجل حاجة أو مصلحة.
● العرايا: جمع عرية، وهي أن يعطي الإنسان من له حاجة (كالفقراء أو المساكين) ثمر نخلة أو أكثر ليأكلها رطبًا، ثم يرد بدلها بعد الجذاذ (حصاد التمر) تمرًا بقدر ما خرص عليه.
● بخرصها: الخرص هو التقدير والظن، والمقصود هنا تقدير كمية الرطب على الشجر قبل قطافه، ليعطى بدلها بعد أن يصير تمرًا.
● لم يرخص في غير ذلك: أي أن هذه الرخصة خاصة بحالة العرايا فقط، ولا تشمل غيرها من البيوع المحرمة.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يتعلق بمسألة من مسائل البيوع، وبالتحديد بيع الثمر على رؤوس النخيل قبل بدو صلاحه، وهو ما يسمى ببيع "اللمز" أو "المزابنة"، وقد نهى النبي ﷺ عنه في أحاديث أخرى؛ لما فيه من الغرر والجهالة، حيث لا يدري البائع والمشتري مقدار الثمرة ولا جودتها.
لكن النبي ﷺ استثنى من هذا النهي حالة "العرايا"، وهي أن يكون لرجل حاجة إلى الرطب (مثل أن يكون فقيرًا أو له عيال ولا يملك نخلاً)، فيأتي إلى صاحب النخلة فيقول له: أعطني هذه النخلة أو هذه الشجرة لأكل رطبها، وأعطيك بعد الجذاذ (حصاد التمر) تمرًا بقدر ما خرص عليه. فأباح النبي ﷺ هذه المعاملة رخصةً لأهل الحاجة، حتى لا يحرم الفقراء من فوائد الرطب، مع ضبطها بالخرص لتجنب الغرر.

3. الدروس المستفادة منه:

● مراعاة حاجة الناس: الشريعة الإسلامية تراعي ظروف الناس وحاجاتهم، وتشرع لهم الرخص عند الحاجة.
● تحريم الغرر في البيوع: الأصل في البيوع أن تكون خالية من الغرر والجهالة، لأن ذلك يؤدي إلى النزاع والظلم.
● الحكمة من الرخصة: الرخصة في العرايا جاءت لتحقيق مصلحة الفقراء والمحتاجين، وتلبية حاجتهم دون الوقوع في المحظور.
● التقييد بالرخصة: يجب التقييد بما وردت به الرخصة، وعدم تجاوزها إلى غيرها من المعاملات المشتبهة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- ورد هذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم، وهو من الأحاديث التي تدل على سماحة الإسلام ومرونته.
- الفقهاء اختلفوا في مقدار العرية: فقيل خمسة أوسق (وهو حوالي 653 كجم تقريبًا)، وقيل أقل من ذلك، والأحوط ألا تزيد عن حاجة الآخذ.
- هذه الرخصة خاصة بمن لا يملك النخيل، وأما من يملكه فلا حاجة له بهذه المعاملة.
- الخرص يكون من قبل خبيرٍ عدلٍ يعرف تقدير الثمار، حتى لا يقع الظلم لأحد الطرفين.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢١٥٨١)، والدارمي (٢٦٠٠)، وابن حبان (٥٠٠٩) كلهم من حديث الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، عن زيد بن ثابت فذكره.
وفي الصحيحين -البخاري (٢١٨٤)، ومسلم (١٥٣٩) -: وقال سالم: أخبرني عبد اللَّه، عن زيد بن ثابت، عن رسول اللَّه ﷺ أنه رخص بعد ذلك في بيع العرية بالرطب، أو بالتمر، ولم يرخص في غيره.
وذلك عطفا على رواية عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تبيعوا التمر حتى يبدو صلاحه، ولا تبيعوا الثمر بالتمر». هذا ما سمعه عبد اللَّه بن عمر من رسول اللَّه ﷺ، وسمع من زيد بن ثابت جواز بيع العرية.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 340 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بيع العرايا بخرصها.

📜 حديث: بيع العرايا بخرصها.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بيع العرايا بخرصها.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بيع العرايا بخرصها.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بيع العرايا بخرصها.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية