حديث: بيع الثمر بالتمر نهى عنه رسول الله ﷺ وقال ذلك الربا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الرخصة في بيع العرايا
متفق عليه: رواه البخاريّ في البيوع (٢١٩١)، ومسلم في البيوع (١٥٤٠: ٦٧) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد (هو الأنصاري)، عن بُشير بن يسار، عن بعض أصحاب رسول اللَّه ﷺ من أهل دارهم، منهم سهل بن أبي حثمة فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث شريف من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبين لنا أحكام المعاملات المالية ويحذرنا من الوقوع في الربا، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.
الحديث بلفظه:
عن سهل بن أبي حثمة أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن بيع الثمر بالتمر، وقال: «ذلك الربا، تلك المزابنة». إلا أنه رخص في بيع العرية، النخلة والنخلتين يأخذها أهل البيت بخرصها تمرا، يأكلونها رطبا.
1. شرح المفردات:
● الثمر: هنا يقصد به الرطب (أي البلح الذي لم يجفف بعد).
● التمر: هو البلح بعد أن يجف ويصبح صالحًا للتخزين.
● الربا: هو الزيادة المحرمة شرعًا في بيع الأموال الربوية، وهو من كبائر الذنوب.
● المزابنة: هي بيع الثمرة التي لم تجن (كالرطب) بتمر من جنسها مع التفاضل (زيادة في أحد الطرفين).
● العرية: هي استثناء من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أباح أن يوهب لشخص نخلة أو نخلتان ثم يشتري ثمرها بتمر مقدر بالخرص (التقدير بالظن) ليأكلها رطبًا.
● الخرص: هو التقدير بالظن دون الوزن أو الكيل، وهو طريقة معروفة لتقدير الثمار على الأشجار.
2. شرح الحديث:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الرطب (الثمر) بالتمر (الجاف) من نفس الجنس (مثل البلح بالبلح)، لأن هذا البيع يشتمل على عنصر الربا، حيث إن الرطب والتمر هما في الأصل نفس الجنس ولكن بصفة مختلفة (رطبًا ويابسًا)، والتفاضل بينهما (أي زيادة في أحد الطرفين) يجعله من الربا المحرم.
وسمى النبي هذا البيع "المزابنة"، وهي صورة من صور الربا التي كانت معروفة في الجاهلية، حيث كانوا يتبايعون الثمار قبل جنيها بثمار جافة مع زيادة غير مشروعة.
الاستثناء (الرخصة في العرية):
رخص النبي صلى الله عليه وسلم في صورة معينة تسمى "العرية"، وهي أن يهب شخص لآخر نخلة أو نخلتين (أي يشير إلى أشجار معينة)، ثم يأخذ صاحب البيت (الموهوب له) ثمر هذه النخيل بخرصها (بتقدير كميتها وهي رطبة) ثم يدفع مقابله تمرًا (جافًا) بقيمة ذلك الخرص، بشرط أن يكون القصد من ذلك أن يأكلها أهل البيت رطبًا ولا يتاجر بها.
3. الدروس المستفادة:
1- تحريم الربا بجميع صوره: وهذا الحديث يوضح صورة من صور الربا الخفية التي قد يقع فيها الناس دون علم.
2- مراعاة العدل في المعاملات: الشرع يحرم أي بيع يؤدي إلى الغرر أو الجهالة أو الظلم.
3- مراعاة حاجة الناس: الرخصة في العرية تبين أن الإسلام يراعي حاجات الناس، فإذا كان القصد هو الأكل والانتفاع وليس التجارة والربح، فإن الشرع يتسامح في بعض الصور.
4- التفريق بين البيوع الجائزة والمحرمة: ليس كل بيع جائز، بل لابد من انطباق شروط البيع الصحيح.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأحاديث التي رواها الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- العرية مشروعة بشروط:
- أن تكون في النخيل فقط (أو ما في حكمها من الثمار).
- أن تكون محدودة (نخلة أو نخلتين كما في الحديث).
- أن يكون القصد الأكل لا البيع والتجارة.
- أن يتم الخرص بالعدل دون غش.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يجنبنا الحرام والربا، وأن يرزقنا الحلال الطيب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 342 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 317 قولك في الصرف؟
- 318 بيع التمر بالتمر ربا
- 319 بيع التمر بالتمر إذا زدت بعض الزيادة
- 320 الذهب بالذهب مثلا بمثل والورق بالورق مثلا بمثل
- 321 نهى رسول الله ﷺ عن الصرف
- 322 نهى رسول الله عن بيع الذهب بالورق دينا
- 323 ما كان يدا بيد فليس به بأس وما كان نسيئة...
- 324 الصرف يدا بيد فلا بأس، وإن كان نساء فلا يصلح
- 325 ما كان بنقد فأجيزوه وما كان نسيئة فردوه
- 326 نهى النبي ﷺ عن الصرف
- 327 الذهب بالذهب وزنا بوزن
- 328 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا...
- 329 ربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربا عباس بن عبد...
- 330 ألا أن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع
- 331 بيع الدنانير بالدراهم بسعر يومها ما لم تفترقا وبينكما شيء
- 332 نهى رسول الله ﷺ عن المزابنة
- 333 والمزابنة اشتراء الثمر بالتمر في رؤوس النخل. والمحاقلة كراء الأرض...
- 334 نهى النبي عن المحاقلة والمزابنة
- 335 نهي النبي عن المزابنة والحقول
- 336 نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة وشراء النخل...
- 337 نهي النبي عن بيع المحاقلة
- 338 نهي النبي عن المحاقلة والمزابنة في الزرع
- 339 صاحب العرية يبيعها بخرصها.
- 340 بيع العرايا بخرصها.
- 341 نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة والمعاومة والمخابرة
- 342 بيع الثمر بالتمر نهى عنه رسول الله ﷺ وقال ذلك...
- 343 بيع الثمر بالتمر نهى عنه إلا لأصحاب العرايا
- 344 بيع العرايا بخرصها فيما دون خمسة أوسق
- 345 بيع العرايا بخرصها: الوسق والوسقين والثلاثة والأربعة
- 346 بيع الرطب بالتمر نهى عنه رسول الله ﷺ
- 347 بيع الثمار حتى يبدو صلاحها نهى البائع والمشتري
- 348 بيع النخل حتى يزهو والسنبل حتى يبيض
- 349 لا يُسبح في السفر قبل الصلاة ولا بعدها
- 350 بيع ثمر النخل حتى تزهو
- 351 بيع الثمار حتى تحمر
- 352 لا تأخذ مال أخيك بغير حق
- 353 الثمرة لا تباع حتى تشقح
- 354 بيع الثمر حتى يطيب ولا يباع إلا بالدينار والدرهم إلا...
- 355 لا تبتاعوا الثمار حتى يبدو صلاحها
- 356 بيع النخل حتى يأكل منه أو يؤكل
- 357 لا يباع الثمر حتى يطعم
- 358 لا تتبايعوا الثمار حتى يبدو صلاحها
- 359 لا تبيعوا ثماركم حتى يبدو صلاحها
- 360 وضع الجوائح
- 361 نهى النبي ﷺ عن بيع السنين ووضع الجوائح.
- 362 تحريم أخذ مال المسلم بغير حق
- 363 صيب رجل في عهد رسول الله ﷺ في ثمار ابتاعها،...
- 364 نهى رسول الله عن بيع الحصاة وبيع الغرر.
- 365 بيع الغرر
- 366 نهي النبي عن بيع حبل الحبلة
معلومات عن حديث: بيع الثمر بالتمر نهى عنه رسول الله ﷺ وقال ذلك الربا
📜 حديث: بيع الثمر بالتمر نهى عنه رسول الله ﷺ وقال ذلك الربا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بيع الثمر بالتمر نهى عنه رسول الله ﷺ وقال ذلك الربا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بيع الثمر بالتمر نهى عنه رسول الله ﷺ وقال ذلك الربا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بيع الثمر بالتمر نهى عنه رسول الله ﷺ وقال ذلك الربا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








