حديث: لا تُحَفِّلوا الشاة أو اللقحة عند البيع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع المصرّاة

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا باع أحدكم الشاة أو اللِقحة فلا يُحَفِّلها».

صحيح: رواه النسائي (٤٤٨١)، وأحمد (٧٦٩٩)، وابن حبان (٤٩٦٩) من حديث عبد الرزاق -وهو في مصنفه (١٤٨٦٤) -: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو كثير، أنه سمع أبا هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا باع أحدكم الشاة أو اللِقحة فلا يُحَفِّلها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إِذَا بَاعَ أَحَدُكُمُ الشَّاةَ أَوِ اللَّقْحَةَ فَلَا يُحَفِّلْهَا».


1. شرح المفردات:


* الشَّاة: هي الأنثى من الضأن أو المعز، أي النعجة أو المعزة.
* اللِّقْحَة: هي الناقة التي لها ولد ترضعه، سميت بذلك لأنها "أُلْقِحَت" أي حُملت، وأصبحت ذات لبن.
* يُحَفِّلْهَا: من التَّحْفِيل، وهو أن يُحبس الحيوان عن الرعي أو الماء قبل بيعه بزمن، أو يحبس لبنه في ضرعها ليكثر ويجتمع، فيظن المشتري أن هذه هي عادتها في كثرة اللبن أو السمن، وهو نوع من الغش والخداع.


2. شرح الحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بتحريم الغش في البيع، ويضرب مثالًا على ذلك ببيع الحيوانات المنتجة للبن.
فالنهي عن "تحفيل" الشاة أو اللقحة يعني: نهي البائع أن يمتنع عن حلب الحيوان قبل بيعه بيوم أو يومين، أو أن يحبسه عن المرعى والماء، حتى يجتمع اللبن في ضروعها، فيظهر للمشتري أنها حيوان كثير اللبن، فيغتر بذلك ويشتريها بثمن مرتفع وهو لا يدري أن هذا اللبن المجتمع ليس هو الوضع الطبيعي والمعتاد للحيوان.
وهذا الفعل هو غش صريح وخديعة للمشتري، لأنه يخفي عنه العيب الحقيقي (قلة اللبن المعتادة) ويظهر له صفة غير حقيقية (كثرة اللبن).


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم الغش في المعاملات: يعد هذا الحديث من أصول تحريم الغش في البيع والشراء وجميع المعاملات المالية. وهو أصل عظيم في Islamic Commercial Law (الفقه الإسلامي في المعاملات).
2- الأمانة في البيع: على المسلم أن يكون أمينًا، يظهر السلعة على حقيقتها، ويبين عيوبها ولا يكتمها.
3- سعة مفهوم النهي: النهي هنا ليس مقصورًا على بيع الشاة واللقحة فحسب، بل هو قاعدة عامة. فكل ما فيه خداع للمشتري وإخفاء لعيب أو تضليل بشأن صفة من صفات السلعة فهو داخل تحت هذا النهي. ومثله:
* تغطية عيب في سلعة.
* خلط السلعة الرديئة بالجيدة لإيهام المشتري أن الجميع جيد.
* التلاعب في الموازين والمكاييل.
4- النهي عن كل بيع فيه غرر: البيع الذي لا يعلم المشتري فيه حقيقة ما يشتريه يسمى "بيع الغرر" وهو محرم.
5- التحذير من أكل المال بالباطل: من غشَّ في بيعٍ فقد أخذ مال أخيه بغير حق، وهو من أكل المال بالباطل الذي حذر الله منه.
6- سلامة القلب والمجتمع: النهي عن الغش يؤدي إلى سلامة قلوب المسلمين من الحقد والغش، وإلى بناء مجتمع قائم على الثقة والتعاون والصدق.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم من فعل ذلك: البيع مع هذا الغش باطل عند كثير من العلماء؛ لأنه لم يرضَ المشتري بالسلعة على حقيقتها التي غُشَّ فيها. وللمشتري الحق في فسخ البيع إذا اكتشف الغش (خيار الغبن).
* الوعيد الشديد: جاءت نصوص أخرى تهدد من يغش المسلمين، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» (رواه مسلم). وهذا وعيد شديد يدل على عظم هذه الجريمة.
* الضابط الشرعي: الضابط في البيع أن يكون "تراضيًا" بين البائع والمشتري على سلعة معلومة الصفات والثمن، دون جهالة أو غش أو تدليس.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٤٨١)، وأحمد (٧٦٩٩)، وابن حبان (٤٩٦٩) من حديث عبد الرزاق -وهو في مصنفه (١٤٨٦٤) -: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو كثير، أنه سمع أبا هريرة فذكره. وإسناده صحيح.
«والتحفيل» هو جمع اللبن في ضرع الناقة.
«واللقحة» هي الناقة الناتجة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 482 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تُحَفِّلوا الشاة أو اللقحة عند البيع

  • 📜 حديث: لا تُحَفِّلوا الشاة أو اللقحة عند البيع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تُحَفِّلوا الشاة أو اللقحة عند البيع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تُحَفِّلوا الشاة أو اللقحة عند البيع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تُحَفِّلوا الشاة أو اللقحة عند البيع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب