حديث: نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ أنه نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة.

صحيح: رواه عبد الرزاق (١٤٣٣) قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال فذكره.

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ أنه نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي نهى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة، هو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وغيرهما.

أولاً. شرح المفردات:


● النهي: المنع والحظر.
● البيع: مبادلة مال بمال.
● الحيوان: هنا يشمل كل ما له روح من بهيمة الأنعام وغيرها.
● نسيئة: معناه التأجيل والتأخير في التسليم، أي بيع الحيوان بحيوان آخر من جنسه أو غير جنسه مع تأخير قبض أحد العوضين أو كليهما.

ثانياً. شرح الحديث:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة، أي إذا تم بيع حيوان بحيوان آخر من جنسه (مثل شاة بشاة، أو بعير ببعير) أو من غير جنسه (مثل شاة ببعير) مع تأخير التقابض، فإن هذا البيع محرم.
والعلة في هذا النهي هي避免 ربا النسيئة (اجتناب ربا التأخير)، لأن الحيوان يُعتبر من الأموال الربوية التي يشترط فيها التقابض في المجلس عند المماثلة (أي إذا كان المتبايعان من جنس واحد)، وعند الاختلاف يشترط التقابض أيضًا لسد ذريعة الربا.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1. تحريم بيع الحيوان بالحيوان نسيئة؛ سدًا لذرائع الربا وحماية للمعاملات من الغرر والجهالة.
2. وجوب التقابض في بيع الحيوان بالحيوان إذا كانا من جنس واحد، وفي غير الجنس أيضًا على رأي كثير من العلماء.
3. اهتمام الشريعة الإسلامية بتحقيق العدل والشفافية في المعاملات المالية، ومنع أي شكل من أشكال الغش أو الاستغلال.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "بيوع الربا" ويُعرف بـ "بيع الكالئ بالكالئ" (أي المؤجل بالمؤجل).
- من أمثلة هذا النهي: أن يبيع رجل شاة بشاتين يؤجل تسليمهما، أو بعيرًا ببعيرين إلى أجل، فهذا محرم.
- استثنى العلماء من ذلك ما إذا كان الحيوانان من غير جنسهما ولم يكن هناك تأخير في القبض، فيجوز مع التقابض.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزاق (١٤٣٣) قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال فذكره.
وكذلك رواه ابن الجارود في المنتقى (٦١٠) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، والبيهقي (٥/ ٢٨٨ - ٢٨٩) من طريق إبراهيم بن طهمان، وابن حبان (٥٠٢٨) من طريق سفيان الثوري، كل هؤلاء عن معمر بإسناده موصولا.
إلا أن سفيان الثوري قد اختلف عليه، فرواه ابن حبان من طريق داود الحفري عنه هكذا، ورواه البيهقي من طريق الفرياتي عنه مرسلا، وقال: «وكذلك رواه عبد الرزاق وعبد الأعلى عن معمر، وكذلك رواه علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن النبي ﷺ مرسلا. وروينا عن البخاري أنه وهن رواية من وصله. ونقل عن الشافعي أنه قال: أما قوله: «إنه نهى النبي ﷺ عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة«فهذا غير ثابت عن رسول اللَّه ﷺ». انتهى قول البيهقي.
قال الأعظمي: قول البخاري ذكره الترمذي في العلل الكبير (١/ ٤٨٩ - ٤٩٠) بعد أن رواه عن سفيان بن وكيع، نا محمد بن حميد هو الأحمدي، عن مَعْمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي ﷺ نهى عن بيع الحيوان باللحم نسيئة. قال: سألت مُحمدًا عن هذا الحديث،
فقال: روى داود بن عبد الرحمان العطار عن مَعْمر هذا، وقال: عن ابن عباس. وقال الناس: عن عكرمة عن النبي ﷺ مرسلا. فوهَّن محمد هذا الحديث. انتهى.
وأما الاختلاف على سفيان فقد ذكر البيهقي أبا أحمد الزبيري (عند الطحاوي ٥٦١٢)، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن الذماري رويا عنه موصولا، وتابعهما على وصله أبو داود الحفري، وخالفهم جميعا الفريابي، فروى عنه مرسلا. وقواعد التخريج تحكم أن من رواه عنه موصولا أولى من رواية من رواه عنه مرسلا.
وكذلك اختلف أيضًا على معمر، فرواه عنه عبد الرزاق -كما قال البيهقي-، وعبد الأعلى مرسلا، على أن عبد الرزاق رواه أيضًا عنه متصلا.
قال ابن التركماني: «كذا رأيت في نسخة جيدة من نسخ المصنف له، ورواه عن معمر: ابن طهمان والعطار موصولا، وتأيدت روايتهما بالرواية المذكورة عن عبد الرزاق، وكذلك معمر أحفظ من علي بن المبارك، فروايته عنه موصولا أولى من رواية ابن المبارك عنه مرسلا».
وقال: «وبالجملة فمن وصل حفظ وزاد، فلا يكون من قصر حجة عليه، وقد أخرج البزار هذا الحديث، وقال: ليس في هذا الباب حديث أجل إسنادا منه». انتهى كلام ابن التركماني.
هذا الكلام من ابن التركماني متجه مبني على قواعد الحديث، والبيهقي -رحمه اللَّه تعالى- ممن يقبل زيادة الثقة، لا سيما إذا كان الذين زادوه أكثر عددا، وأحسن حفظا. واللَّه أعلم بالصواب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 484 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة

  • 📜 حديث: نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب