حديث: بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
صحيح: رواه أبو داود (٣٣٥٦)، والترمذي (١٢٣٧)، والنسائي (٤٦٢٠)، وابن ماجه (٢٢٧٠)، وأحمد (٢٠١٤٣)، والطحاوي في شرحه (٥٦١٦)، وابن الجارود (٦١١)، والبيهقي (٥/ ٢٨٨) كلهم من طرق عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني).
1. شرح المفردات:
* نهى: أي حرّم وأمر بالكف عن هذا الفعل.
* بيع الحيوان بالحيوان: أي مبادلة حيوان بحيوان آخر، مثل بيع شاة بشاتين، أو بعير ببعيرين.
* نَسِيئَةً: (بفتح النون وكسر السين) أي التأجيل في أحد العوضين أو كليهما. وهي من النسيئة التي هي التأخير.
2. شرح الحديث:
يُحَدِّدُ هذا الحديث النبوي الشريف حكماً مهماً من أحكام البيوع، ويُعرِّفُنا بصورة من صور الربا المحرم.
* المعنى الإجمالي: ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع حيوان بحيوان آخر إذا كان البيع مؤجلاً (أي بالدين)، فلا يجوز مثلاً أن أبيعك شاةً اليوم على أن تعطيني بدلاً عنها شاتين بعد شهر.
* حكمته والعلة من النهي: العلة في هذا النهي هي الربا. فإذا بيع حيوان من جنس واحد بحيوان آخر من نفس الجنس (مثل شاة بشاة، أو بقرة ببقرة) مع التأخير، فإن هذا ي fall تحت نوع من ربا الفضل وربا النسيئة معاً، وهو من الربا الصريح المحرم.
* ربا النسيئة: هو التأخير في القبض في بيع الأموال الربوية.
* ربا الفضل: هو الزيادة في أحد العوضين عن الآخر في بيع المال الربوي بمثله.
* التفصيل في المسألة (حسب مذاهب أهل السنة):
* إذا كان الحيوانان من جنس واحد (كشاة بشاة، أو بعير ببعير): فإن البيع يشترط فيه شرطان ليكون حلالاً:
1- التقابض في مجلس العقد (يداً بيد): فلا يجوز التأخير.
2- التساوي: فلا يجوز بيع شاة بشاتين حتى لو كان يداً بيد، لأن فيه زيادة محرمة (ربا الفضل).
* إذا كان الحيوانان من جنسين مختلفين (كشاة ببعير، أو دجاجة بشاة): فيجوز البيع بزيادة أو نقص، ولكن يشترط فيه التقابض الفوري في مجلس العقد، ولا يجوز التأجيل (النسيئة)؛ لأن الحيوانات داخلة في عموم الأموال الربوية التي يشترط فيها القبض.
3. الدروس المستفادة منه:
1- تحريم الربا بجميع أنواعه: يوضح الحديث حرص الشريعة الإسلامية على سد كل الذرائع المؤدية إلى الربا، الذي حذر الله منه وأعلن الحرب على آكله.
2- العدل في المعاملات: الشرع الإسلامي يحقق العدل والمساواة في المعاملات، ويجنب الناس الظلم والغبن الذي ينتج عن البيوع الجاهلية الجائرة.
3- الحكمة التشريعية: النهي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة يحمي كلا المتعاقدين من المخاطرة والغش، فربما يموت الحيوان المؤجل تسليمه أو يمرض، مما يؤدي إلى النزاع والخصومة.
4- التفصيل في أحكام البيوع: الإسلام ليس دين إطلاق أو منع مطلق، بل فيه تفصيل دقيق. فنهى عن صورة معينة (النسيئة) وأباح غيرها (اليد باليد مع التساوي في الجنس الواحد، واليد باليد مع التفاضل في الأجناس المختلفة).
4. معلومات إضافية مفيدة:
* الأموال الربوية: التي تسري عليها أحكام الربا هي ستة أصول، كما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَمَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى». وألحق الفقهاء بالذهب والفضة النقود الورقية، وبالأنواع الأربعة الأخرى (البُر، الشعير، التمر، الملح) كل ما يُكال أو يوزن ويقتات من الأطعمة، وكذلك أدخل كثير من العلماء الحيوانات في هذا الحكم قياساً عليها.
* الغاية من تحريم الربا: حفظ أموال الناس، وإقامة التعامل على أساس التكافل والتراحم بدلاً من الاستغلال والجشع، وتطهير المجتمع من الآفات الاقتصادية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسناده صحيح. والحسن هو البصري، وقد صحح سماعه من سمرة مطلقة البخاري، وابن المديني، وأبو داود، وغيرهم.
ولذا قال الترمذي: «حسن صحيح، وسماع الحسن من سمرة صحيح، هكذا قال علي بن المديني وغيره».
وقال الخطابي: «وقد أثبت أحمد حديث سمرة».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 485 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 457 لا يبع بعضكم على بيع بعض
- 458 نهى رسول الله أن يبيع حاضر لباد
- 459 لا يَسُم المسلم على سوم أخيه
- 460 المؤمن أخو المؤمن فلا يحل له أن يبتاع على بيع...
- 461 لا يخطب الرجل على خطبة أخيه
- 462 لا يبع حاضر لباد
- 463 نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر...
- 464 نهينا أن يبيع حاضر لباد
- 465 نهي النبي ﷺ أن يبيع حاضر لباد
- 466 لا يبع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من...
- 467 إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد
- 468 نهى النبي ﷺ عن تلقي البيوع
- 469 لا يبيع بعضكم على بيع بعض
- 470 نهى رسول الله ﷺ أن يتلقى الجلب
- 471 لا تلقوا الركبان للبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض
- 472 من تلقى الجلب فاشترى منه فهو بالخيار
- 473 نهي النبي ﷺ عن تلقى الأجلاب حتى تبلغ الأسواق
- 474 من احتكر فهو خاطئ
- 475 النبي ﷺ يبيع نخل بني النضير ويحبس قوت سنتهم
- 476 لا تَنَاجَشُوا
- 477 من حلف بالله كاذبًا في تجارته
- 478 لا تناجشوا
- 479 نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة
- 480 لا تلقوا الركبان للبيع ولا يبع بعضكم على بيع بعض
- 481 من ابتاع شاة مصراة فهو فيها بالخيار ثلاثة أيام
- 482 لا تُحَفِّلوا الشاة أو اللقحة عند البيع
- 483 من اشترى شاة مصراة فهو فيها بآخر النظرين
- 484 نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
- 485 بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
- 486 نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة ولا بأس به...
- 487 أخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
- 488 بع النبي عبداً بعبدين أسودين
- 489 اشتراها رسول الله بسبعة أرؤس
- 490 بيع الشاة باللحم
- 491 لا تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس
- 492 إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق
- 493 بل اللَّه يخفض ويرفع
- 494 من طلبني بمظلمة فأنا منه بريء
- 495 البيع عن تراض، وكونوا عباد الله إخوانا
- 496 نهى رسول الله عن بيعتين في بيعة.
- 497 لا تبع بيعتين في بيعة
- 498 إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر
- 499 اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم
- 500 لا عهدة بعد أربع
- 501 نهى رسول الله عن بيع المغانم حتى تقسم
- 502 لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما...
- 503 نهي النبي عن بيع الكالئ بالكالئ
- 504 من فرق بين الوالدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته
- 505 لا تفرق بين الأخوين عند البيع
- 506 يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك
معلومات عن حديث: بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
📜 حديث: بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








