حديث: أخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الرخصة في ذلك
حسن: رواه أبو داود (٣٣٥٧)، والدارقطني (٣٠٥٤)، والحاكم (٢/ ٥٦ - ٥٧)، والبيهقي (٥/ ٢٨٧ - ٢٨٩) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مسلم بن جبير، عن أبي سفيان، عن عمرو بن حريش، عن عبد اللَّه بن عمرو فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإليك شرحه وبيانه:
أولاً. شرح المفردات:
● يُجَهِّزَ جَيْشًا: أي يُعِدَّ ويُهيئَ الجيشَ بجميع ما يحتاجه من سلاح وإبل وطعام وغير ذلك.
● نَفَدَتِ الإِبِلُ: أي فَنِيَتْ وَنَقَصَتْ وانتهت الإبل التي كانت معدة للجيش.
● قِلَاصِ الصَّدَقَةِ: القِلاص: جمع قَلُوص، وهي الناقة الشابة القوية التي تُركب للسفر. والمقصود هنا إبل الصدقة (الزكاة) التي كانت عند الإمام (الخليفة) ليوزعها على مستحقيها.
● يَأْخُذُ البَعِيرَ بِالبَعِيرَيْنِ: أي يأخذ من أصحاب الإبل (الذين عليهم زكاة الإبل) ناقةً واحدةً (بعيراً) عوضاً عن ناقتين (بعيرين) مما يجب عليهم من الزكاة.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبر الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلفه بمهمة تجهيز جيش للمسلمين (غالباً للغزو أو الجهاد في سبيل الله). فوجد أن الإبل التي لديهم لا تكفي لحمل الجنود ومتاعهم.
فلجأ إلى حل لهذه المشكلة، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يستلف أو يستعير من إبل الصدقة (أي زكاة الإبل التي تجمع من المسلمين) التي لم يتم توزيعها بعد على الفقراء والمستحقين.
ولكن لم يكن الأمر مجرد أخذ عادي، بل كان يأخذ من أصحاب الإبل الذين عليهم زكاة، ناقة واحدة (بعيراً) بدلاً من ناقتين (بعيرين) مما يجب في زكاتهم. أي أن الذي كان عليه زكاة ناقتين، سامحه الإمام (الخليفة) وأخذ منه ناقة واحدة فقط، على أن تحتسب هذه الناقة الواحدة كزكاة للناقتين. وهذا نوع من المعاملة المرنة لحل أزمة النقل في الجيش.
ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- مرونة التشريع الإسلامي ومواكبته للضرورات: يبين الحديث كيف أن الشريعة الإسلامية تراعي الظروف الطارئة والمصالح العامة. فالحاجة إلى تجهيز الجيش للجهاد (وهو من أعظم الفرائض) جعل النبي صلى الله عليه وسلم يأذن بمعاملة استثنائية في أموال الزكاة لتحقيق هذه المصلحة الكبرى.
2- حكمة الإمام وإدارته لمال الأمة: للإمام (الحاكم المسلم) صلاحية التصرف في أموال الزكاة بما يحقق المصلحة العامة للمسلمين ضمن الضوابط الشرعية. فبدلاً من انتظار بيع إبل الزكاة ثم شراء إبل للجيش، اختصر العملية بهذه المعاملة الذكية التي وفرت الوقت والجهد.
3- جواز الاستقراض من أموال الزكاة للضرورة: إذا دعت الحاجة الماسة لمصلحة عامة كالجهاد، يجوز للإمام أن يستلف من أموال الزكاة (بضوابط) ثم يقوم بسدادها أو تصفية الأمر بطريقة شرعية، كما حدث هنا باحتساب الناقة الواحدة مكان الناقتين.
4- السعي في توفير أسباب النصر: من أهم أسباب النصر إعداد العدة والتجهيز الكامل للجيش، وهذا ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وسعى لتحقيقه.
5- الثقة في الصحابة وتكليفهم بالمهام العظيمة: النبي صلى الله عليه وسلم وثق بعبدالله بن عمرو رضي الله عنه وكلفه بمهمة كبيرة وشائكة، مما يدل على كفاءته وقدرته.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر من السياسة الشرعية، وهي التصرفات التي يقوم بها ولي الأمر لمصلحة الرعية مما لا يخالف نصاً شرعياً قاطعاً.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على جواز أن يأخذ الإمام من الزكاة قبل تمام الحول (قبل أن تكمل السنة على المال) إذا دعت الحاجة.
- الحديث يظهر جانباً من الجوانب العملية في إدارة الدولة الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كانت تحل المشكلات الطارئة بذكاء وحكمة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وعمرو بن حريش مجهول الحال، كما في القريب، ومدار الحديث عليه.
وفيه اضطراب في الإسناد في التقديم والتأخير، فقد رواه حماد بن سلمة هكذا، ورواه جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق، فقدم أبا سفيان على مسلم بن جبير، رواه أحمد (٦٥٩٣) في سياق أطول. ومحمد بن إسحاق مدلس، ولم أقف على تصريح منه.
قال البيهقي: «اختلفوا على محمد بن إسحاق في إسناده، وحماد بن سلمة أحسنهم سياقة، وله شاهد صحيح».
وهو يقصد به: طريق صحيح، وهو ما رواه الدارقطني (٣٠٥٢)، ومن طريقه البيهقي (٥/ ٢٨٧ - ٢٨٩) عن ابن وهب، عن ابن جريج أن عمرو بن شعيب أخبره عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو فذكره.
وهذا إسناد حسن، وجعل البيهقي شاهدا صحيحا للإسناد السابق.
وقال الحافظ في الفتح (٤/ ٤٨٩): إسناده قوي. وحسَّنه ابن القيم في «تهذيب السنن».
وقلاص جمع قلوص، وهي الناقة الشابة.
وفي الباب عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا تبيعوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهمين، ولا الصاع بالصاعين؛ فإني أخاف عليكم الرماء، والرماء هو الربا». فقام إليه رجل، فقال يا رسول اللَّه، أرأيت الرجل يبيع الفرس بالأفراس، والنجيبة بالإبل؟ قال: «لا بأس إذا كان يدا بيد».
رواه الإمام أحمد (٥٨٨٥) عن حسين بن محمد، ثنا خلف يعنى بن خليفة، عن أبي جناب، عن أبيه، عن ابن عمر فذكره.
وأبو جناب اسمه يحيى بن أبي حية الكلبي، وأبوه أبو حية الكلبي، وكلاهما مجهولان. وله أسانيد أخرى أضعف من هذا.
ورواه مالك في الموطأ (٢/ ٦٣٤) من طرق عن عمر بن الخطاب موقوفا عليه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 487 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 457 لا يبع بعضكم على بيع بعض
- 458 نهى رسول الله أن يبيع حاضر لباد
- 459 لا يَسُم المسلم على سوم أخيه
- 460 المؤمن أخو المؤمن فلا يحل له أن يبتاع على بيع...
- 461 لا يخطب الرجل على خطبة أخيه
- 462 لا يبع حاضر لباد
- 463 نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر...
- 464 نهينا أن يبيع حاضر لباد
- 465 نهي النبي ﷺ أن يبيع حاضر لباد
- 466 لا يبع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من...
- 467 إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد
- 468 نهى النبي ﷺ عن تلقي البيوع
- 469 لا يبيع بعضكم على بيع بعض
- 470 نهى رسول الله ﷺ أن يتلقى الجلب
- 471 لا تلقوا الركبان للبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض
- 472 من تلقى الجلب فاشترى منه فهو بالخيار
- 473 نهي النبي ﷺ عن تلقى الأجلاب حتى تبلغ الأسواق
- 474 من احتكر فهو خاطئ
- 475 النبي ﷺ يبيع نخل بني النضير ويحبس قوت سنتهم
- 476 لا تَنَاجَشُوا
- 477 من حلف بالله كاذبًا في تجارته
- 478 لا تناجشوا
- 479 نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة
- 480 لا تلقوا الركبان للبيع ولا يبع بعضكم على بيع بعض
- 481 من ابتاع شاة مصراة فهو فيها بالخيار ثلاثة أيام
- 482 لا تُحَفِّلوا الشاة أو اللقحة عند البيع
- 483 من اشترى شاة مصراة فهو فيها بآخر النظرين
- 484 نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
- 485 بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
- 486 نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة ولا بأس به...
- 487 أخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
- 488 بع النبي عبداً بعبدين أسودين
- 489 اشتراها رسول الله بسبعة أرؤس
- 490 بيع الشاة باللحم
- 491 لا تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس
- 492 إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق
- 493 بل اللَّه يخفض ويرفع
- 494 من طلبني بمظلمة فأنا منه بريء
- 495 البيع عن تراض، وكونوا عباد الله إخوانا
- 496 نهى رسول الله عن بيعتين في بيعة.
- 497 لا تبع بيعتين في بيعة
- 498 إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر
- 499 اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم
- 500 لا عهدة بعد أربع
- 501 نهى رسول الله عن بيع المغانم حتى تقسم
- 502 لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما...
- 503 نهي النبي عن بيع الكالئ بالكالئ
- 504 من فرق بين الوالدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته
- 505 لا تفرق بين الأخوين عند البيع
- 506 يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك
معلومات عن حديث: أخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
📜 حديث: أخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








