حديث: لا تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما رُويَ في النهي عن كسر الدراهم

روي عن عبد اللَّه المزني قال: نهى رسول اللَّه ﷺ أن تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس.

ضعيف: رواه أبو داود (٣٤٤٩)، وابن ماجه (٢٢٦٣)، والحاكم (٢/ ٣١) كلهم من حديث معتمر بن سليمان قال: سمعت محمد بن فضاء، يحدث عن أبيه، عن علقمة بن عبد اللَّه، عن أبيه فذكره.

روي عن عبد اللَّه المزني قال: نهى رسول اللَّه ﷺ أن تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.

الحديث بلفظه كاملاً:


روي عن عبد اللَّه المزني قال: "نهى رسول اللَّه ﷺ أن تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس."


1. شرح المفردات:


● نهى: أي حَرَّمَ وَمَنَعَ.
● سكة المسلمين: السكة في اللغة: الطريق والنَّهج. والمقصود بها هنا: العملة النقدية المتداولة بين المسلمين، أي النقود التي يسكها ولي الأمر ويجعلها نقداً يتعامل به الناس.
● الجائزة بينهم: المقبولة والمعمول بها في معاملاتهم، والتي أقرها ولي الأمر وأجاز التعامل بها.
● إلا من بأس: أي إلا إذا كانت معيبة أو فيها عيب يمنع من التعامل بها، كأن تكون مغشوشة أو مزورة.


2. شرح الحديث:


معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إتلاف أو كسر أو إفساد النقود التي يتعامل بها المسلمون، والتي هي عملة رسمية متداولة بينهم، إلا إذا كانت هذه النقود معيبة أو فيها غش أو تزوير، فيجوز إتلافها حينئذٍ؛ لأن في بقائها ضرراً على الناس.
والسكة (العملة) هي أداة التعامل الاقتصادي بين الناس، وإتلافها أو كسرها بدون سبب مشروع يؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد العام، وإلى اضطراب المعاملات، وظلم الناس بالتعامل بنقود فاسدة.
وقوله: "إلا من بأس" يعني: إلا إذا كان فيها عيب أو بأس يقتضي إتلافها؛ كأن تكون مزورة أو مغشوشة، فلا بأس بإتلافها حينئذٍ؛ دفعاً للضرر عن الناس.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حرمة إتلاف المال العام أو الخاص بدون حق: فالنقود من الأموال، وإتلافها بدون سبب شرعي حرام؛ لأنه إضاعة للمال.
2- الحفاظ على النظام الاقتصادي للمسلمين: فإتلاف العملة يؤدي إلى اضطراب السوق وظلم الناس، والشارع الحكيم يحرص على استقرار المعاملات وعدلها.
3- وجوب الانضباط بالأنظمة التي تضعها الدولة المسلمة: فالسكة الجائزة هي التي أقرها ولي الأمر، والتعامل بها واجب، وإتلافها مخالفة للنظام وظلم.
4- دفع الضرر العام: فإذا كانت العملة مغشوشة أو مزورة، فإن إتلافها واجب؛ لدفع الضرر عن الناس.
5- مراعاة المصلحة العامة: فالشريعة جاءت بالمحافظة على المصالح، ودرء المفاسد، وهذا الحديث من تطبيقات ذلك.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن للنقود قيمة اعتبارية شرعية، وأنها ليست مجرد قطع معدنية، بل هي أداة للتعامل يجب احترامها والمحافظة عليها.
- الحديث يندرج تحت القاعدة الفقهية: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، فإتلاف النقود الفاسدة درءٌ لمفسدة الغش والضرر، وإبقاء النقود الصحيحة جلبٌ لمصلحة التعامل العادل.
- بعض الفقهاء يستدل بهذا الحديث على تحريم التلاعب بالعملة أو تخفيض قيمتها artificially بدون سبب شرعي، لأن ذلك نوع من إفسادها.
- الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وحسنه بعض أهل العلم، وعمل بمضمونه الفقهاء.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٤٤٩)، وابن ماجه (٢٢٦٣)، والحاكم (٢/ ٣١) كلهم من حديث معتمر بن سليمان قال: سمعت محمد بن فضاء، يحدث عن أبيه، عن علقمة بن عبد اللَّه، عن أبيه فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل محمد بن فضاء وأبيه، فالابن أشد ضعفا من أبيه، بل قد اتهمه البخاري، وأما الأب فهو مجهول؛ فإنه لم يرو عنه إلا ابنه.
وقوله: «الجائزة» أي النافعة في معاملاتهم.
وقوله: «السكة» أي الحديدة التي يطبع عليها الدراهم. والنهي إنما وقع عن كسر الدراهم المضروبة على السكة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 491 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس

  • 📜 حديث: لا تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب