بل اللَّه يخفض ويرفع

حديث: بل اللَّه يخفض ويرفع

عن أبي هريرة أن رجلا جاء، فقال: يا رسول اللَّه، سعر. فقال: «بل أدعو». ثم جاءه رجل، فقال: يا رسول اللَّه، سعر. فقال: «بل اللَّه يخفض ويرفع، وإني لأرجو أن ألقى اللَّه وليس لأحد عندي مظلمة».

صحيح: رواه أبو داود (٣٤٥٠)، وأحمد (٨٤٤٨، ٨٨٥٢)، والبيهقي (٦/ ٢٩) كلهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره:

الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً جاء، فقال: يا رسول اللَّه، سَعِّرْ. فقال: «بل أدعو». ثم جاءه رجل، فقال: يا رسول اللَّه، سَعِّرْ. فقال: «بل اللَّه يخفض ويرفع، وإني لأرجو أن ألقى اللَّه وليس لأحد عندي مظلمة».

1. شرح المفردات:

● سَعِّرْ: أي ضَعْ سعرًا للسلع وحدد أسعارها قسرًا على التجار.
● بل أدعو: أي بل أدعو الله أن يوفقنا وييسر الأمور.
● يخفض ويرفع: أي أن الله تعالى هو الذي ينزل الأسعار ويرفعها بحكمته وتقديره.
● مظلمة: أي حقٌ لآخر لم أؤده، أو ظلمٌ واقع على أحد.

2. شرح الحديث:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو غلاء الأسعار، وطلب منه أن يتدخل ويُجبر التجار على بيع سلعهم بأسعار محددة. فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: «بل أدعو» أي أنني سأدعو الله أن يخفض الأسعار ويوسع الرزق، لا أن أتحكم في السوق وأجبر الناس على بيع سلعهم بسعر معين.
ثم جاءه رجل آخر بنفس الطلب، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ردًا أعمق موضحًا الحكمة من عدم التدخل في التسعير الجبري، فقال: «بل اللَّه يخفض ويرفع» أي أن تحديد الأسعار بيد الله تعالى، فهو الذي يرفعها ويخفضها حسب سننه في الكون، ومن حكمته أن يكون هناك تفاوت في الأسعار وفقًا لعوامل العرض والطلب والتكاليف وغيرها.
ثم أكد النبي صلى الله عليه وسلم على سبب امتناعه عن التسعير فقال: «وإني لأرجو أن ألقى اللَّه وليس لأحد عندي مظلمة» لأنه إذا أجبر تاجرًا على البيع بسعر لا يغطي تكاليفه، فقد ظلمه وأخذ حقه دون وجه حق.

3. الدروس المستفادة:

● التسعير الجبري ممنوع شرعًا إلا في حالات محدودة كوجود احتكار أو غش أو تحكم غير مشروع في السوق.
● التوكل على الله والدعاء هما الوسيلة الشرعية لمواجهة المشكلات الاقتصادية، لا التدخل التعسفي.
● العدل واجتناب الظلم من أعظم مقاصد الشريعة، حتى في المعاملات المالية.
● حرية السوق في الإسلام مقيدة بضوابط الشرع، لكنها غير مقيدة بتدخل الدولة إلا عند الضرورة.
● الإقرار بقدرة الله تعالى وأنه مدبر الأمور كلها، وهو الذي يرفع ويخفض بحكمته.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل في منع التسعير الجبري في الفقه الإسلامي، وهو مذهب جمهور العلماء.
- يستثنى من ذلك حالات الاحتكار أو التلاعب بالأسعار بشكل غير مشروع، فللولاية العامة أن تتدخل لرفع الظلم.
- النبي صلى الله عليه وسلم لم يسعر أبدًا في المدينة، مع وجود غلاء أحيانًا، مما يدل على أن المنع هو الأصل.
- الدعاء وسيلة فعالة لتغير الأحوال، وهو من أسباب نزول الرحمة والبركة.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٤٥٠)، وأحمد (٨٤٤٨، ٨٨٥٢)، والبيهقي (٦/ ٢٩) كلهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره. واللفظ لأبي داود، ولفظهم قريب منه. وإسناده صحيح

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 493 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بل اللَّه يخفض ويرفع

📜 حديث: بل اللَّه يخفض ويرفع

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بل اللَّه يخفض ويرفع

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بل اللَّه يخفض ويرفع

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بل اللَّه يخفض ويرفع

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية