حديث: اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما رُويَ في بيع العربون

روي عن عبد الرحمن بن فروخ أن نافع بن عبد الحارث اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم، فإن رضي عمر فالبيع له، وإن لم يرض عمر فأربعمئة لصفوان.

حسن: من معلقات البخاري روي في أخبار مكة للأزرقي (891) ورواه ابن أبي شيبة (٥/ ٣٩٢)، والبيهقي (٤/ ٣٤) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن عبد الرحمن بن فروخ مولى نافع بن عبد الحارث فذكره.

روي عن عبد الرحمن بن فروخ أن نافع بن عبد الحارث اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم، فإن رضي عمر فالبيع له، وإن لم يرض عمر فأربعمئة لصفوان.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث رواه الإمام مالك في الموطأ (كتاب البيوع، باب ما جاء في بيع العربان)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى، وهو حديث صحيح الإسناد.

شرح المفردات:


● دارا للسجن: مكانًا يُتخذ سجنًا للمجرمين.
● صفوان بن أمية: من أشراف قريش في الجاهلية والإسلام، أسلم يوم الفتح.
● أربعة آلاف درهم: ثمن الدار.
● أربعمئة لصفوان: مبلغ يُدفع لصفوان إذا فُسخ البيع.

شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن صفقة بيع غريبة، حيث اشترى نافع بن عبد الحارث -وهو عامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على مكة- دارًا من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم، ولكن جعل البيع معلقًا على رضا الخليفة عمر بن الخطاب. فإذا وافق عمر على الصفقة تم البيع بالأربعة آلاف، وإذا لم يوافق فسيأخذ صفوان أربعمئة درهم كعربون (عربان) ولا يتم البيع.

الدروس المستفادة:


1- مشروعية بيع العربان: وهو أن يشتري الإنسان سلعة بثمن معين، ويقدم جزءًا من الثمن كعربون، فإن تم البيع احتسب هذا المبلغ من الثمن، وإن فسخ البيع أخذه البائع دون مقابل.
2- الشفافية في التعاملات العامة: نافع بن عبد الحارث كان عاملاً للدولة (واليًا على مكة)، فلم يشترِ الدار للسجن بصفة شخصية، بل لصالح المسلمين، لذا اشترط موافقة الخليفة.
3- الاحتياط في إنفاق المال العام: يعكس الحديث حرص الصحابة على المال العام وعدم التصرف فيه إلا بعد التأكد من المصلحة وموافقة المسؤول.
4- الحكمة في التفاوض: هذه الصيغة الذكية في البيع تحفظ حقوق الطرفين، فالبائع (صفوان) سيأخذ تعويضًا إذا فسخت الصفقة، والمشتري (نافع) يضمن عدم تحميل الدولة تكلفة غير مناسبة.
5- الشرط الجائز في البيع: يجوز تعليق البيع على شرط إذا كان واضحًا ومعلومًا للطرفين.

معلومات إضافية:


- هذا النوع من البيوع يسمى "بيع العربان" أو "العهدة"، وهو جائز عند جمهور الفقهاء.
- الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان مشهورًا بالشدة والحرص على المال العام، لذا توقع نافع أن عمر قد لا يوافق على ثمن الدار.
- القصة تُظهر حرص الصحابة على المشورة والتشاور في الأمور العامة.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

من معلقات البخاري روي في أخبار مكة للأزرقي (891) ورواه ابن أبي شيبة (٥/ ٣٩٢)، والبيهقي (٤/ ٣٤) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن عبد الرحمن بن فروخ مولى نافع بن عبد الحارث فذكره. وذكره البخاري (٥/ ٧٥) معلقا عن نافع بن عبد الحارث.
ونافع هذا كان عاملا لعمر على مكة، فلذا اشترط الخيار لعمر.
وقوله: «وإن لم يرض عمر فأربعمائة لصفوان» هو مثل العربون.
وأما الأحاديث الواردة في النهي عن العربون فلم تثبت، ومن أشهرها:
ما رواه مالك بلاغا في البيوع (١) عن الثقة عنده، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده «أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن بيع العربان».
ومن طريقه رواه أبو داود (٣٥٠٢)، وابن ماجه (٢١٩٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٣٤٢).
وقال البيهقي: «هكذا روى مالك بن أنس هذا الحديث في الموطأ، لم يسم من رواه عنه. ورواه حبيب بن أبي حبيب عن مالك قال: حدثني عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، عن عمرو بن شعيب. فذكر الحديث». هكذا قال البيهقي.
ورواه ابن ماجه (٢١٩٣) عن الفضل بن يعقوب الرخامي، حدثنا حبيب بن أبي حبيب أبو محمد كاتب مالك بن أنس قال: حدثنا عبد اللَّه بن عامر الأسلمي فذكره. فأسقط في الإسناد مالكا.
وحبيب بن أبي حبيب هذا متروك، كان يضع الحديث على مالك. ولذا قال النسائي: «أحاديثه كلها موضوعة عن مالك وغيره».
وعبد اللَّه بن عامر الأسلمي لم يكن أحسن حالا منه.
وقيل: بين مالك وبين عمرو بن شعيب: عبد اللَّه بن لهيعة. نقل البيهقي عن ابن عدي.
ورواه ابن عدي من وجه آخر عن قتيبة، ثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب.
قال البيهقي: وقد روي هذا الحديث عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عمرو بن
شعيب. رواه عاصم بن عبد العزيز الأشجعي، عن الحارث بن عبد الرحمن.
ثم قال البيهقي: «وعاصم بن عبد العزيز الأشجعي فيه نظر، وحبيب بن أبي حبيب ضعيف، وعبد اللَّه بن عامر وابن لهيعة لا يحتج بهما، والأصل في هذا الحديث مرسل مالك». انتهى.
ولضعف هذا الحديث لم يأخذ به الإمام أحمد، بل ذهب إلى جواز العربون مستدلا بقصة عمر ابن الخطاب.
وأما جمهور الفقهاء فذهبوا إلى النهي عن بيع العربون مستدلين بهذا الحديث، وقالوا: بيع العربون أكل أموال الناس بالباطل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 499 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم

  • 📜 حديث: اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب