حديث: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في النهي عن بيع العِينة
حسن: رواه أبو داود (٣٤٦٢)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٣١٦) كلاهما من حديث حيوة بن شريح، عن إسحاق أبي عبد الرحمن، أن عطاء الخراساني حدثه أن نافعا حدثه به.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلّط اللَّه عليكم ذُلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم».
راوي الحديث:
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، أحد كبار الصحابة وأعلمهم بسنن النبي ﷺ.
درجة الحديث:
رواه أبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
1. شرح المفردات:
● تَبَايَعْتُمْ بِالعِينَةِ:
"العينة" هي بيعٌ محرّم، وهو أن يبيع شخص سلعةً بثمن مؤجل إلى أجل معين، ثم يشتريها نفس البائع من المشتري نقدًا بثمن أقل. وهي حيلة ربوية محرمة، سميت "عينة" لأن المشتري يعين البائع بنقد حاجته.
● أَخَذْتُمْ أَذْنَابَ البَقَرِ:
يعني الاشتغال بتربية البقر والاهتمام بها، والانشغال بتحصيل الكسب الدنيوي والانهماك في الزراعة والرعي، حتى يصبح همّ الإنسان جمع المال وإشباع الشهوات، ويترك ما هو أهم من الجهاد والعلم.
● رَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ:
أي رضيتم بالحياة الدنيا والاستقرار فيها، والانشغال بالزراعة والتمتع بخيراتها، وترككم للجهاد في سبيل الله.
● تَرَكْتُمْ الجِهَادَ:
يعني ترك الجهاد في سبيل الله، وهو يشمل جهاد النفس والهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار والمنافقين.
● ذُلًّا لا يَنْزِعُهُ:
"ذُلًّا" يعني الهوان والصغار والاستعباد. "لا ينزعه" أي لا يرفعه الله عنكم.
● حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ:
أي حتى تعودوا إلى التمسك الحقيقي بدينكم، وتطيعوا الله ورسوله، وتجتنبوا ما حرم الله.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث ينبّه النبي ﷺ فيه أمته إلى أسباب نزول الذل والهوان بالأمة، ويحذر من الانشغال بالدنيا وترك الواجبات الشرعية، وخاصة الجهاد في سبيل الله.
● التبايع بالعينة:
هو تحايل على الربا، وهو من كبائر الذنوب، وفيه إضاعة للدين ومخالفة لأمر الله.
● أخذ أذناب البقر والرضا بالزرع:
هذان الأمران يرمزان إلى الانشغال بالدنيا وزينتها، والاغترار بها، والانهماك في طلب الرزق والمال حتى يصبح هو الهم الأكبر، ويُنسي ذكر الله والدار الآخرة.
● ترك الجهاد:
هو التفريط في ذروة سنام الإسلام، وهو سبب عزة الأمة ورفعتها، فإذا تركته فقد تخلّيت عن سبب قوتك وعزك.
فإذا وقعت هذه الأمور من الأمة، فإن الله يسلبها عزها، ويسلط عليها الذل والهوان، ولا يرفعه عنها حتى تتوب وتعود إلى دينها حق العودة.
3. الدروس المستفادة منه:
1- تحريم بيوع الغرر والربا:
ومنها بيع العينة، وهو من البيوع المحرمة التي توقع في الربا.
2- ذم الانشغال بالدنيا:
لا بأس بالكسب الحلال، ولكن إذا أصبح همّ الإنسان الدنيا فقط، ونسي الآخرة، فإن ذلك من أسباب الذل.
3- فضل الجهاد وأهميته:
الجهاد سبب لعزة الأمة وكرامتها، وتركه سبب للذل والهوان.
4- أن الذل الذي يصيب الأمة بسبب معاصيها:
فإذا أرادت الأمة أن ترفع الذل عنها، فعليها بالرجوع إلى دينها والتوبة من المعاصي.
5- التحذير من حب الدنيا:
فإن حب الدنيا رأس كل خطيئة، كما قال النبي ﷺ: «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم».
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من أعلام النبوة، فقد وقع ما حذّر منه النبي ﷺ، فأصيبت الأمة بالذل حينما تركت الجهاد واشتغلت بالدنيا.
- العودة إلى الدين لا تعني فقط العودة إلى العبادات الفردية، بل تشمل إقامة شرع الله في جميع مجالات الحياة، والجهاد في سبيله.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين طلب الدنيا والآخرة، ولا يجعل همّه الدنيا فقط.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسحاق أبو عبد الرحمن هو إسحاق بن أسيد أبو عبد الرحمن الأنصاري، قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور، ولا يشتغل به. وقال ابن عدي: مجهول. وأما ابن حجر فقال في التقريب: «فيه ضعف».
وللحديث إسناد آخر، رواه أحمد (٤٨٢٥)، والطبراني في الكبير (١٣٥٨٥)، وأبو يعلى (٤٦٥٩)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٣١٣ - ٣١٤) كلهم من طريق الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إذا ضَن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل اللَّه أنزل اللَّه بلاء، فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم».
عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر، وإنما رآه فقط، كما قال أحمد، وابن المديني، ففيه انقطاع.
وللحديث إسناد ثالث: وهو ما رواه الإمام أحمد (٥٠٠٧) عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِيَّة، أخبرنا أبو جناب، عن شهر بن حوشب، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «لئن تركتم الجهاد، وأخذتم أذناب البقر، وتبايعتم بالعينة، ليُلِزمنَّكم اللَّه مذلَّة في رقابكم، لا تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى اللَّه، وترجعوا على ما كنتم عليه».
وفيه أبو جناب، وهو يحيى بن أبي حَيَّة الكلبي، قال أحمد وابن معين وغيرهما: «ليس به بأس، وكان يدلّس».
قال الأعظمي: وبمجموع هذه الطرق يصير الحديث حسنا على رسم الترمذي إذْ ليس فيهم متّهمٌ.
«والعِينة» -بكسر العين- هو أن يبيع شيئًا من غيره بثمن مؤجل، ويسلم إلى المشتري، ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن أقل مما باع به، وينقده الثمن.
وأما إذا اشترك في البيع ثلاثة أطراف فيخرج من بيع العينة، وصورته: أن يشتري رجل من البائع سلعة مؤجلا، ويقبض على السلعة، ثم يبيعها لرجل ثالث غير البائع بأقل مما اشترى بنقد. فهذا جائز باتفاق أهل العلم لتوفر جميع شروط البيع فيه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 498 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 457 لا يبع بعضكم على بيع بعض
- 458 نهى رسول الله أن يبيع حاضر لباد
- 459 لا يَسُم المسلم على سوم أخيه
- 460 المؤمن أخو المؤمن فلا يحل له أن يبتاع على بيع...
- 461 لا يخطب الرجل على خطبة أخيه
- 462 لا يبع حاضر لباد
- 463 نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر...
- 464 نهينا أن يبيع حاضر لباد
- 465 نهي النبي ﷺ أن يبيع حاضر لباد
- 466 لا يبع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من...
- 467 إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد
- 468 نهى النبي ﷺ عن تلقي البيوع
- 469 لا يبيع بعضكم على بيع بعض
- 470 نهى رسول الله ﷺ أن يتلقى الجلب
- 471 لا تلقوا الركبان للبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض
- 472 من تلقى الجلب فاشترى منه فهو بالخيار
- 473 نهي النبي ﷺ عن تلقى الأجلاب حتى تبلغ الأسواق
- 474 من احتكر فهو خاطئ
- 475 النبي ﷺ يبيع نخل بني النضير ويحبس قوت سنتهم
- 476 لا تَنَاجَشُوا
- 477 من حلف بالله كاذبًا في تجارته
- 478 لا تناجشوا
- 479 نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة
- 480 لا تلقوا الركبان للبيع ولا يبع بعضكم على بيع بعض
- 481 من ابتاع شاة مصراة فهو فيها بالخيار ثلاثة أيام
- 482 لا تُحَفِّلوا الشاة أو اللقحة عند البيع
- 483 من اشترى شاة مصراة فهو فيها بآخر النظرين
- 484 نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
- 485 بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
- 486 نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة ولا بأس به...
- 487 أخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
- 488 بع النبي عبداً بعبدين أسودين
- 489 اشتراها رسول الله بسبعة أرؤس
- 490 بيع الشاة باللحم
- 491 لا تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس
- 492 إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق
- 493 بل اللَّه يخفض ويرفع
- 494 من طلبني بمظلمة فأنا منه بريء
- 495 البيع عن تراض، وكونوا عباد الله إخوانا
- 496 نهى رسول الله عن بيعتين في بيعة.
- 497 لا تبع بيعتين في بيعة
- 498 إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر
- 499 اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف درهم
- 500 لا عهدة بعد أربع
- 501 نهى رسول الله عن بيع المغانم حتى تقسم
- 502 لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما...
- 503 نهي النبي عن بيع الكالئ بالكالئ
- 504 من فرق بين الوالدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته
- 505 لا تفرق بين الأخوين عند البيع
- 506 يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك
معلومات عن حديث: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر
📜 حديث: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








