حديث: عنوان الحديث: "إن الله قد أنزل فبين لأخواتك فجعل لهن الثلثين"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الكلالة

عن جابر قال: اشتكيت وعندي سبع أخوات، فدخل علي رسول اللَّه ﷺ، فنفخ في وجهي، فأفقت، فقلت: يا رسول اللَّه، ألا أوصي لأخواتي بالثلث؟ قال: «أحسن». قلت: الشطر؟ قال: «أحسن». ثم خرج، وتركني. فقال: «يا جابر، لا أُراك ميتا من وجعك هذا، وإن اللَّه قد أنزل، فبين لأخواتك، فجعل لهن الثلثين». قال: فكان جابر يقول: أنزلت هذه الآية في: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [سورة النساء: ١٧٦].

صحيح: رواه أبو داود (٢٧٨٧) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا هشام -يعنى الدستوائي-، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.

عن جابر قال: اشتكيت وعندي سبع أخوات، فدخل علي رسول اللَّه ﷺ، فنفخ في وجهي، فأفقت، فقلت: يا رسول اللَّه، ألا أوصي لأخواتي بالثلث؟ قال: «أحسن». قلت: الشطر؟ قال: «أحسن». ثم خرج، وتركني. فقال: «يا جابر، لا أُراك ميتا من وجعك هذا، وإن اللَّه قد أنزل، فبين لأخواتك، فجعل لهن الثلثين». قال: فكان جابر يقول: أنزلت هذه الآية في: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [سورة النساء: ١٧٦].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● اشتكيت: أي مرضت واعتللت.
● نفخ في وجهي: النفخ هنا نفخٌ بريقٍ مبارك من النبي ﷺ للتداوي والاستشفاء.
● أفقت: استيقظت من غشيبتي أو نومتي بسبب المرض.
● أوصي: أترك وصيةً في المال.
● الكلالة: هي من مات وليس له ولد ولا والد.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه مرض مرضًا شديدًا، وكان عنده سبع أخوات لا معيل لهن غيره، فدخل عليه النبي ﷺ يعوده، فنفخ في وجهه نفخةً مباركة فشفي واستيقظ.
فعرض جابر على النبي ﷺ أن يوصي لأخواته بجزء من ماله بعد موته خشيةً عليهن من الفقر، فبدأ بالثلث - وهو الحد الأقصى للوصية عادةً - فقال النبي ﷺ: "أحسن" أي هذا حسن وجائز.
ثم قال جابر: أأوصي لهن بالنصف (الشطر)؟ فقال ﷺ: "أحسن" أيضًا، ثم خرج وتركه.
ولكن النبي ﷺ عاد مرة أخرى وأخبر جابرًا بأنه لن يموت من هذا المرض، وأن الله تعالى قد أنزل حكمًا جديدًا في ميراث الأخوات، وجعل لهن الثلثين بدون حاجة إلى وصية.
ثم بين جابر رضي الله عنه أن هذه الحادثة كانت سبب نزول آية الكلالة في سورة النساء، التي فيها تفصيل ميراث الإخوة والأخوات.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- عناية الإسلام بالمرأة وإكرامها: حيث شرع الله للأخوات نصيبًا مفروضًا في الميراث يحفظ كرامتهن ويغني حاجتهن.
2- فضل عيادة المريض: ومن ذلك زيارة النبي ﷺ لجابر وتلطفه به.
3- التداوي بالنفث والرقية: وكان من هديه ﷺ النفث عند الرقية بالذكر والدعاء.
4- بيان سبب النزول: حيث يبين الحديث سبب نزول آية الميراث في الكلالة.
5- رحمة النبي ﷺ بأمته وشفقته عليهم: حيث بشر جابرًا بالشفاء وطمأنه على أخواته.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
- آية الكلالة (النساء: 176) هي آخر آية نزلت في القرآن الكريم كما ذكر بعض المفسرين.
- الكلالة تطلق على من مات وليس له فرع وارث (أي ولد) ولا أصل وارث (أي والد).
- الحكمة من جعل للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث أن الذكر عليه أعباء مالية أكثر من الأنثى (كالمهر والنفقة وغيرها).
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من أهل الفقه في الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٨٧) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا هشام -يعنى الدستوائي-، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وإسناده صحيح. واختلف الصحابة في الكلالة من هو؟
فقال أكثر الصحابة: من لا ولد، ولا والد.
وروي عن عمر بن الخطاب مثله، كما روي عنه قوله: الكلالة من لا ولد له. ويقال: إن هذا آخر قوليه.
فقد روى عبد الرزاق (١٩٢٨٧) عن ابن جريج قال: أخبرني ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب أوصى عند موته، فقال: الكلالة كما قلت. قال ابن عباس: وما قلت؟ قال: من لا ولد له. انتهى.
وهذا الذي تدل عليه الآية في قوله تعالى: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [سورة النساء: ١٧٦].
وأما الذين ذهبوا إلى أن الكلالة هو من لا ولد له ولا والد فمستدلهم حديث البراء قال: سألت
رسول اللَّه ﷺ، أو سئل عن الكلالة، فقال: «ما خلا الولد والوالد».
رواه أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل بإسناد رواته ثقات، كما قاله الضياء المقدسي في السنن والأحكام (٥/ ٣٣).
وكان من مستدلهم أيضًا نزول الآية الكريمة في جابر بن عبد اللَّه الذي يوم نزول الآية لا ولد له ولا والد، لأن والده قتل يوم أحد، ونزلت الآية بعده.
فكان ذلك من باب زيادة السنة على الكتاب.
وأما ما روي عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، ما الكلالة؟ قال: «أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ [سورة النساء: ١٧٦]. والكلالة من لم يترك ولدا، ولا والدا». فهو ضعيف.
رواه الحاكم (٤/ ٣٣٦) عن أبي النضر الفقيه، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا يحيى ابن آدم، ثنا عمار بن زريق، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم».
وتعقبه الذهبي فقال: «الحماني ضعيف».
قال الأعظمي: وهو كما قال؛ فإن الحماني هذا كان يكذب، كما قال الإمام أحمد. وضَعَّفَه النسائي وغيره، إلا أن يحيى بن معين كان حسن الرأي فيه، فقال: «ثقة». وقد سئل عنه، وقيل له: يقولون فيه. فقال: «يحسدونه هو واللَّه الذي لا إله إلَّا هو ثقة».
وقال ابن عدي: «ولم أر في مسنده أحاديث مناكير، وأرجو أنه لا بأس به».
إلا أن أكثر أهل العلم ذهبوا إلى تضعيفه، وهو الصواب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 7 من أصل 66 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "إن الله قد أنزل فبين لأخواتك فجعل لهن الثلثين"

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: "إن الله قد أنزل فبين لأخواتك فجعل لهن الثلثين"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "إن الله قد أنزل فبين لأخواتك فجعل لهن الثلثين"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "إن الله قد أنزل فبين لأخواتك فجعل لهن الثلثين"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "إن الله قد أنزل فبين لأخواتك فجعل لهن الثلثين"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب